الجزائر والإمارات تشرعان في إنجاز مركّب لإنتاج الألومنيوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر
شرعت دولتا الجزائر والإمارات العربية المتحدة، رسميا في مشروعهما التشاركي الخاص بإنجاز مركّب لإنتاج الألومنيوم، وهو أضخم استثمار أجنبي مباشر من نوعه في الجزائر، حيث رٌصدت له مخصصات بقيمة 5.4 مليارات دولار، وستتكفل أربع مجموعات جزائرية وإماراتية، بإنجازه في آفاق 2012.وقال مسؤول جزائري لـ"إيلاف"، الأحد، إنّ المشروع الذي تحتضنه المنطقة الصناعية الجديدة بني صاف التابعة لمحافظة عين تيموشنت أقاصي الغرب الجزائري، دخل فعليا في مرحلة التنفيذ بمباشرة أشغال الحفر الأولى على مساحة أربعمائة هكتار، وقدّر أن يكون المركّب جاهزا بعد 48 شهرا من الآن، ويرتقب أن تصل طاقته الإنتاجية إلى حدود سبعة ملايين طن سنويا من الألومنيوم الابتدائي سنويا، بحيث ستوجه مباشرة نحو التصدير، ومن أهم مميزات هذا المشروع الضخم، اعتماد عرّابيه في إنتاج الألومنيوم على تكنولوجيا "دي إكس"، ذات الفعالية العالية، مع مراعاتها للبيئة و المحيط، إلى جانب انجاز محطة كهروحرارية بطاقة 2000 ميجاواط، إضافة إلى وحدة لتحلية مياه البحر ومرفأ بطاقة استقبال تقدر بـ1.7 مليون طن سنويا، فضلا عن منشأة لتخزين السلع الأولية المستوردة.
وكانت الجزائر والإمارات العربية المتحدة، وقعتا في مارس/آذار 2006، على بروتوكول اتفاق لإنجاز المشروع، هذا الأخير أسند تنفيذه إلى كونسورتيوم جزائري مؤلف من المجموعة الجزائرية "سوناطراك" والشركة العامة للغاز "سونلجاز"، بالتنسيق مع الكونسورتيوم الإماراتي المؤلف من شركتي "مبادلة ديفلبمنت كومباني" و"دبي ألومنيوم" (دوبال) المحدودة، على أن يمتلك الكونسورتيوم الجزائري حصة 30في المئةمن الأسهم، بينما تعود 70في المئةللكونسورتيوم الإماراتي، الذي يضمّ شركة دوبال وهي العلامة الصناعية الأبرز في الإمارات في قطاع الصناعات الأساسية، إذ تقوم بإنتاج وتصدير منتجات الألومنيوم الراقية ذات الجودة العالية والقيمة المضافة إلى 44 دولة حول العالم، وتنتج دوبال 686 ألف طن من الألومنيوم الفاخر سنويا، وهو الإنتاج الذي تقوم الشركة باستخدامه لتصنيع العديد من المنتجات ذات القيمة العالية ضمن ثلاثة خطوط إنتاج رئيسية، وهى خلائط السبائك المستخدمة في تصنيع عجلات السيارات، والألواح المعدنية المستخدمة في أعمال الإنشاءات والصب وأغراض التطبيقات الصناعية، ومنتجات الألومنيوم عالية النقاء المستخدمة في صناعة الإلكترونيات.
وأفيد إنّ الأشهر الماضية، تمّ فيها الانتهاء من دراسة الجدوى وإعداد العقود وتوفير مصادر التمويل، مع انجاز شركتين، تتولى الأولى بناء المركّب، الاستغلال والصيانة وبيع الألومنيوم، بينما تختص الثانية بتسويق المنتوج وستوكل لها مهمة تسويق الألومنيوم، وتقول مصادر على صلة بالمشروع، إنّ الأخير سينجز عبر ثلاث مراحل، الأولى تخص بناء مصفاة بقيمة 3.6 مليارات دولار بطاقة إنجاز تصل إلى 600 ألف طن سنويا من المواد المصنعة الكاملة، أما المرحلة الثانية فتخص إنجاز وحدة أخرى للإنتاج تصل طاقتها إلى 300 ألف طن سنويا من المواد المصنعة الكاملة، وتبلغ قيمة إنجاز هذه الوحدة 1.8 مليار دولار، وتخص المرحلة الثالثة توسيع المركب الصناعي الضخم في غضون الأربع سنوات المقبلة.
وتوقع المدير العام لمجموعة سوناطراك "محمد مزيان"، بأن تبلغ مداخيل بلاده السنوية فور انطلاق المركّب في الإنتاج بسبعمائة مليون دولار، ما سيضيف 30 مليون دولار إلى الناتج القومي الخام، بحسبه، على مدار الـ25 سنة القادمة، بالإضافة إلى تمكينه من خلق عشرة آلاف منصب شغل خلال مرحلة الانجاز، وقال المسؤول ذاته، إنّ المشروع من شأنه تعزيز التعاون بين الجزائر ودولة الإمارات في مجال إنتاج وتسويق الألومنيوم، سيما مع ارتفاع الطلب على هذه المادة، حيث بلغ 4في المئةأي ما يمثل قرابة 1.3 طن من الألومنيوم.
من جانبه، يراهن الطرف الإماراتي على هذا المشروع، لفتح الباب أمام المستثمرين الإماراتيين لتنفيذ مشاريعهم الاستثمارية الضخمة في الجزائر، علما إنّ وزيرة الاقتصاد الإماراتية الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، كشفت في آخر زيارة لها إلى الجزائر، عن استعداد أصحاب المشاريع الإماراتيين وفي مقدمتهم مجمّع إعمار ومجموعة الغرير ومجموعة قدرة القابضة تنفيذ مشاريعهم الاستثمارية في قطاعات والصناعة وتطوير الموانئ، مؤكدة أن محفظة المشاريع الإماراتية التي ستسهر مجموعة القدرة العالمية القابضة على متابعتها والإشراف عليها، ستتجاوز 28 مليار دولار إلى غاية 2010، وتشمل قطاعات العقار والسياحة والبترول والغاز والموانئ والزراعة والبنوك والصناعة والانشاءات، مع الإشارة إنّ قيمة المبادلات التجارية بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة بلغت العام الماضي حوالي 764 مليون دولار مع عجز في الميزان التجاري للجزائر.
التعليقات
حداري يا امارات
عــــــــامر -ابتعدي يا امارات عن الجزائر انك ماضية في الطريق السليم ولن تجني الا المشاكل والكساد مع هده الحكومة الفاشلة