اقتصاد

إيطاليا: طفرة في الحسابات المصرفية الإنترنتية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: سيشهد العام الجاري طفرة متعلقة بعدد الحسابات المصرفية التي يديرها الإيطاليون عبر الشبكة العنكبوتية. ويراهن على ذلك المرصد المالي الإيطالي "أوسيرفاتوريو فينانتسياريو"، الذي يتابع مسار الحسابات المصرفية الإنترنتية منذ العام 2002. اليوم، يصل عدد الحسابات المصرفية الإنترنتية إلى 1.5 مليون حساب، إنما سيتضاعف هذا العدد على المدى القصير، لسببين. يعود السبب الأول الى رزمة عمليات الخصخصة التي وقعها "بيار لويجي بيرساني"، وزير الإنماء الاقتصادي، التي تلغى بواجبها رسوم إغلاق الحسابات المصرفية بإيطاليا. أما السبب الثاني فيتمثل في دخول جيل مستعملي الشبكة العنكبوتية إلى نشاطات تجارية تتطلب شروط شفافة خالية من الأكلاف. ما يعني أن مستعملي الحسابات المصرفية الإنترنتية لا يريدون دفع الأكلاف التقليدية لكل عملية، أي 3 الى 4 يورو، التي ما تزال تُدفع حالياً أمام الشبابيك المصرفية التقليدية. بالفعل، ارتفع عدد الحسابات المصرفية، الخالية إدارتها من أي تكلفة، بنسبة 150 في المئة، في العام الماضي.

هكذا، وُلدت في العام 2007 المنافسة الحقيقية بين المصارف الإيطالية، التي ستشتد أكثر هذه السنة. بفضل اتساع رقعة العملاء، الحاليين والمحتملين، تتنافس المصارف هنا في ما بينها حول شروط الحسابات المصرفية التي تقترب شيئاً فشيئاً من الصفر لا سيما بعد اتهام المصارف الإيطالية بفرض أكلاف أعلى بكثير من تلك المعمول بها في بقية دول الاتحاد الأوروبي. كما وصلت نسبة الفوائد، على الودائع المصرفية، لغاية 6 في المئة قبل احتساب الضرائب. وتكمن الثورة المصرفية بإيطاليا في تسخير الشبكة العنكبوتية. فالحسابات المصرفية الإنترنتية هي وحدها قادرة على تقديم المنافع للعملاء على عكس الحسابات المصرفية التقليدية التي تصل تكلفة كل عملية تتم من خلالها الى 5 يورو. ويبدو أن عقلية العملاء تغيرت. إذ هم الآن يريدون فهم كل ما يجري داخل حساباتهم المصرفية، على نحو واضح. ولا شك في أن المنافسة المصرفية تتمحور كذلك حول تقديم الشفافية والسرعة، الى أقصى الحدود. بالنسبة الى أكلاف صيانة الحسابات المصرفية الإنترنتية، في العام الماضي، فإنها تراجعت بنسبة 68 في المئة، مقارنة بالعام 2005، و25 في المئة مقارنة بالعام 2006. كما بلغت الفوائد المفروضة على الديون 12.13 في المئة تقريباً.

من جانب آخر، يرتفع عدد المنتجات المصرفية، ومعظم المصارف الإيطالية، بما فيها شركة البريد الإيطالية، تتوغل في أعمال الحسابات المصرفية "أون لاين". دوماً في 2007، تم عرض ثمانية منتجات مصرفية جديدة مما ساهم في قطع أكلاف صيانة الحسابات "أون لاين" من 38 يورو، في شهر نوفمبر(تشرين الثاني) من العام 2006، إلى 28.5 يورو سنوياً في الشهر الماضي. في شهر يونيو(حزيران) من العام 2005، رست هذه الأكلاف، المتعلقة بكل حساب مصرفي، على 98.5 يورو. وارتفعت المنتجات المتعلقة بعرض حسابات مصرفية إنترنتية، خالية من الأكلاف، بنسبة 150 في المئة في غضون سنة واحدة فقط.

بالطبع، ثمة مصارف تدعم هذه الطفرة الإنترنتية بجدية، وأخرى تأبى ذلك عن طريق مناورات غامضة على حسابات العملاء(تصل تكلفتها أحياناً الى 45 يورو سنوياً!). نذكر من بين هذه المصارف، التي تتميز بتصرف لائق أمام عملائها، مصارف "بي بي ام" و"فينيكو" و"سيللا" و"سانتاندر" التي تسعى سريعاً الى تبني أسعار فوائد "يوريبور" (Euribor) أي ((Euro Interbank Offered Rate المتعلقة بأسعار تجارة اليورو بين المصارف الرئيسية، في دول منطقة اليورو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف