الجزائر تحضّر لتصبح بلدا منتجا للكهرباء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر
تحضّر الجزائر لتصبح بلدا منتجا للكهرباء، علما أنّ الجزائر التي تعد ثاني أهم دولة في إنتاج الطاقة النووية في إفريقيا، بعد جنوب إفريقيا، يمكنها أن تؤمن كل احتياجات أوروبا من الطاقة الكهربائية التي مصدرها الطاقة الشمسية خلال الـ40 سنة القادمة. وتسعى الجزائر للاستفادة من الطاقة الشمسية كمكمّل للغاز، عبر توفير 34 طاقة شمسية لإنتاج الكهرباء على مدار السنة، كما كشف نور الدين بوطرفة المدير العام لشركة "سونالغاز" المملوكة للحكومة عن خطط لإنتاج الكهرباء بواقع 19 مليار دولار حتى 2017، وقال بوطرفة للإذاعة الرسمية، إنّ هذه الاستثمارات ستوجه لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء بمعدل نمو يتراوح بين 5 و6في المئةسنويا، وأضاف أن أرباح "سونالجاز" بلغت 21 مليون دولار العام الماضي، علما إنّ المجموعة حصلت على قروض مصرفية بقيمة 1.57 مليار دولار لتمويل استثماراتها إلى آفاق العام 2010، بيد أنّ الرئيس المدير العام لشركة سونلجاز الجزائرية نور الدين بوطرفة، أكّد أنّ استخدام بلاده لتكنولوجيا الطاقة النووية في إنتاج الطاقة الكهربائية غير ممكن قبل 15 أو 20 سنة بسبب عدم توفر الجزائر على الخبرة والتكوين الخاص بهذه العملية، مع الإشارة أنّ إيران أعربت عن استعدادها لوضع خبراتها في مختلف المجالات بما فيها الطاقة وتكنولوجيا الطاقة النووية تحت تصرف الجزائر.
وبحسب إفادات حصلت عليها "إيلاف"، تقوم المشاريع الاستثمارية في حقل الكهرباء على مدار التسع سنوات القادمة، على توسيع شبكة نقل الغاز ورفع قدرة الإنتاج الكهربائي في الجزائر إلى أكثر من 11 ألف ميجاواط علما أنّها تبلغ حاليا 7500 ميجاواط، لذا أعلنت سونالجاز قبل أشهر عن مناقصات لإنجاز عشر محطات جديدة للتوليد.
وتتمثل أبرز المشاريع التي ستنجز، في ثلاث محطات لتوليد الكهرباء طاقة كل واحدة منها 1200 ميجاواط، وسيتم إنجازها في إطار شراكات مع مؤسسات أجنبية لها خبرتها في مجالات إنتاج وتوليد وتوزيع الكهرباء، على أن تتحمل مجموعة سونالجاز 50 بالمائة من حجم الاستثمار، بينما تشترك المجموعات المٌصاحبة في الـ50 بالمائة الأخرى، إضافة إلى المواطنين من خلال دفعهم حقوق الربط والاستفادة من خدمة توصيل الكهرباء.
وقررت الجزائر بناء عشرة مفاعلات نووية جديدة موجهة لإنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك في سياق استعدادها للبحث عن مصدر إضافي لدعم استغلال هذا النوع من الطاقة، وينتظر أن تشرع الجزائر في انجاز هذا المشروع في فترة لا تتعدى ثلاث سنوات على أقصى تقدير، نظرا لعدم قدرة مؤسسة سونلغاز على توفير الكمية المطلوبة من الكهرباء في المستقبل القريب، فضلا عن الوضع المالي والاقتصادي المريح الذي توجد فيه البلاد في السنوات الأخيرة.
وسيتم إنجاز هذه المفاعلات التي تشكل الدفعة الأولى من برنامج تم تسطيره من قبل الجهات المختصة، في غضون 20 سنة، بالتعاون مع دول معروفة بإتقانها لهذا النوع من التكنولوجيا، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي سبق للجزائر أن وقعت معها في يونيو/حزيران الماضي على اتفاق يقضي بالتعاون في مجال الطاقة النووية ذات الأغراض السلمية.
كما خصصت السلطات الجزائرية 50 مليون دولار، لتصنيع أولى الخلايا الشمسية بنهاية العام القادم، وسيمكّن الانجاز حال تحقيقه من إحلال واردات هذه المواد التي كانت تستوردها الجزائر من الخارج بأخرى مصنّعة داخل البلد، تمهيدا لتوسيع دائرة استخدام الطاقة الشمسية والإعداد لتصدير الطاقة الكهربائية إلى الضفة الشمالية للمتوسط خلال الثماني سنوات القادمة.
وصرّح وزير الطاقة الجزائري "شكيب خليل" مؤخرا، إنّ بلاده تريد بناء مفاعل نووي ثالث يعين على الاستفادة من الطاقة النووية في توليد الكهرباء، في غضون الأربع سنوات المقبلة، مضيفا انه هناك إمكانية لتجسيد مفاعل نووي بالجزائر، إذا تم الاتفاق بين الجزائر وأمريكا بهذا الشأن، مشيرا إلى برنامجان للكهرباء النووية سيتّم تنفيذهما بالتنسيق مع خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف خليل وقتئذ أنّ الجزائر لا تجد مانعا في بناء مفاعل نووي جديد، لو حصلت على تمويل أمريكي في إطار برنامج التعاون المشترك في مجال الذرةbull; وأكد توفر إرادة سياسية لتطوير قدراتها في الكهرباء النووية واستعمال الذرة للأغراض السلمية.
ويلتقي خبراء في كون تطوير الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، سيمنح الفرصة لحماية مخزون الجزائر من الغاز، لأنّ استعمال الأخير في إنتاج الكهرباء، سبّب متاعب إضافية للجزائر واستنزف 48 بالمائة من احتياطي الطاقة الغازية، لذا صار اعتماد الطاقة الشمسية هو الحل الأمثل، خصوصا بعد ارتفاع تكلفة الكهرباء المنتجة بالغاز، علما أن مقدار الاستهلاك الطاقوي في الجزائر يتراوح ما بين 25 إلى 30 ألف ميجاوات سنويا من المحروقات، في وقت يمكن الجزائر الاعتماد على 9.13 ألف ميجاوات في السنة كطاقة ناتجة عن الخلايا الشمسية.
وكان الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للطاقة المتجددة توفيق حسني، كشف قبل فترة، عن مشاريع أخرى لإنتاج 400 ميجاواط من الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في منطقتي المغيّر والنعامة الواقعة جنوب الجزائر، مشيرا إلى أنّها ستضمن تحلية 120 مترا مكعبا من المياه يوميا، إضافة إلى إنتاج 10 ميغاواط من الكهرباء عن طريق استغلال طاقة الرياح في ضواحي تندوف وتيميمون وبشار، إضافة إلى مشروع لإنتاج 150 ميجاواط من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية والغاز، في منطقة حاسي الرمل الجنوبية.