نار الغلاء وإمام الحرم!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تركي الدخيل
بات الغلاء مصدر ضرر عام ومثار قلق واهتمام يستوجب الحلول العاجلة والنتائج الناجعة كل بحسب طاقته وقدرته وموقعه ومسؤوليته لأن شأن الرزق والقوت يحمل على مشاعر الفرد والمجتمع، نال من أفقارهم وقواهم حتى أصبح شأن الجمع في تكسير، واهتم الناس في تأمين الحاجات ومتطلبات أعباء الحياة.
الأسطر السابقة هي مقطع من خطبة الحرم المكي الشريف الجمعة الماضية، التي ألقاها الشيخ عبدالرحمن السديس. وقد اعتبر غلاء الأسعار "ابتلاء للمؤمنين بالشدة بعد الرخاء والضراء عقب السراء فتناً وتمحيصا ً(...) إن ما تعيشه أمتنا من خطب ملم وأمر مهم من غلاء فاحش وارتفاع الأسعار في المواد الأساسية الغذائية والمنظومة الشرائية الحياتية الذي أورث الناس حسرة وحصراً وحملهم من تكاليف العيش وقراً وإصراً (...) إن الفقراء قد تضرروا وأغرقت الأمة بالغلاء وأعنت المعوزون والضعفاء ولم يكن لكثير من التجار ورع رادع ولا ضمير عن الاستغلال الرائع".
لقد كان بعض المسؤولين يأخذ على كُتّاب الصحف كثرة كتاباتهم عن الغلاء، فهل سيؤخذ على أئمة المساجد حديثهم عن هموم الناس، أم أن الوقت قد حان لنؤمن بأن هناك مشكلة حقيقية، ونحاول أن نتعاطى معها بجدية.
أحمد كثيراً للشيخ السديس فضل حديثه عن هم دنيوي وقضية معاشية للناس، لكني أعتقد أن ما تفضل به من أن الحل يكمن في أن يُسَعّر ولي الأمر السلع ليس حلاً اقتصادياً مناسباً، خاصة ونحن نتحدث عن اقتصاد مفتوح، قائم على المنافسة.
الحل يكمن في الرقابة التي يجب أن تمارسها حماية المستهلك، ورفع مستوى الوعي الفردي، باتجاه تخفيف الأنماط المغرقة في الاستهلاك، سواء كان سعر المادة قد زاد أو حتى تضاعف.
كنّا نستمع إلى الخطبة، أنا وصديق، وبعد أن انتهت دخلنا في نقاش حولها، فقال لي صديقي: جزى الله الشيخ السديس خيراً، ولكن منبر الحرم المكي منبرٌ دولي للمسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها، وليس للسعودية فقط، فقلتُ له: هذا صحيح، ولكن من قال لك إن الغلاء ليس مشكلة عالمية يعاني منها الجميع؟!