ارتفاع الاسعار وندرة الاراضي يدفعان الكويتيين الى شراء العقار من خارج بلادهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الكويت: تسبب ارتفاع الاسعار وزيادة نسبة التضخم وندرة الاراضي في الكويت في دفع المواطنين ممن ينتمون الى الطبقة الوسطى للبحث عن فرص لاستثمار مالديهم من سيولة عن طريق شراء العقارات خارج بلادهم .
من هؤلاء المواطنين مشعل الحداد الذي يعمل بوزارة الدفاع وقام بتجول في معرض الاستثمارت العقارية الذي عقد في الكويت اخيرا للبحث عن شقة في الخارج من اجل ان يستثمر امواله فيها .
ويقول الحداد ان الاستثمار في الخارج مربح بشكل كبير فقد اشترى منذ عام تقريبا شقة في مصر بما يعادل 11 الف دينار كويتي وهي اليوم تساوي 21 الفا أي ضعف الثمن تقريبا مؤكدا انه لايملك الاموال الكافية للاستثمار في الكويت .
وخلال السنوات القليلة الماضية وتحديدا منذ العام 2003 اخذت اسعار العقارات في الارتفاع المتواصل في الكويت وبنسب متفاوتة بسبب ندرة الاراضي والطلب المتزايد على جميع انواع العقار السكنية والتجارية والاستثمارية وتواكب ذلك مع زيادة عدد السكان وانتهاج سياسة اكثر انفتاحا تجاه الشركات وتجاه استقدام العمالة من الخارج .
يقول رئيس مجلس ادارة شركة الامراء الدولية العقارية الكويتية حسين دشتي ان المواطن البسيط الراغب في الاستثمار براسمال بسيط لاسبيل امامه سوى التوجه للخارج بسبب ارتفاع الاسعار في الكويت .
واوضح دشتي انه على سبيل المثال فان قطعة ارض مساحتها 400 متر مربع في الكويت تباع ب300 الف دينار بينما يمكن ان يشتري المواطن بنفس هذا المبلغ منطقة كاملة في دولة مجاورة.
ويشير الى ان 60 في المئة من العقارات والاراضي التي يشتريها المستثمر الكويتي الصغير والمتوسط في الخارج تعود في الاساس الى مستثمرين كويتيين كبار اشتروا في الخارج وبنوا مشاريع ضخمة في دول قريبة مثل البحرين والاردن ودبي .
واوضح ان 80 في المئة من المواطنين يشترون العقارات في الخارج بغرض الاستثمار وليس الاستخدام او السياحة مؤكدا ان السوق الكويتي مكبل بارتفاع اسعار الاراضي وهو الان يعاني ايضا من ارتفاع اسعار مواد البناء بشكل كبير اضافة الى توقف البنوك عن تمويل عقارات السكن الخاص .
اما رئيس مجلس ادارة شركة السراج المنير العقارية الكويتية مهلهل المضف فيقول ان الفرص الاستثمارية في الخارج اكثر وارخص والعائد منها اكبر مشيرا الى ان شركته التي تأسست حديثا تدرس حاليا عدة مشروعات في دول الخليج وجنوب شرق اسيا .
وقال انه سيسافر قريبا الى اندونيسيا للتفاوض حول مشاريع اسكانية ستطلقها الشركة هناك وتستهدف بها المواطن الاندونيسي موضحا ان تكلفة المشاريع هناك منخفضة للغاية وهذا ما يدفعه الى الاستثمار هناك .
من جانبه اوضح مدير التسويق في الشركة محمد العامر ان المستثمر الصغير يستطيع البدء باستثمار مبلغ يصل الى 10 او 15 الف دينار كويتي في عمان وراس الخيمة مشيرا الى ان العائد السنوي يتراوح بين 40 و50 في المئة وبعض الاراضي في مسقط كان عائدها 100 في المئة خلال عام
اما مدير المبيعات في شركة امار سيتي للعقارات الكويتية فيقول ان شركته وسعيا منها لتلبية رغبات المواطنين في شراء العقارات في الخارج قدمت لهم العديد من الفرص الاستثمارية في الاردن والولايات المتحدة .
واشار الى ان اسعار الاراضي في الولايات المتحدة اصبحت ارخص بعد ازمة الرهون العقارية وهي اكثر مناسبة للاستثمار موضحا ان هناك اقبالا من المواطنين على هذه النوعية من الاراضي فالمواطن البسيط يستطيع شراء قطعة ارض واحدة واستثمارها والمواطن متوسط الدخل يستطيع ان يشتري قطعتين او اكثر والمستثمر يمكنه شراء "بلوكات" كاملة واستثمارها .
وقال المدير العام لشركة البستان الاردنية محمد النوباني ان الشركة التي جاءت لتعرض منتجاتها في الكويت تحالفت مع شركة كويتية من اجل تسهيل دخول السوق الكويتي موضحا ان الاستثمار الكويتي يأتي في المرتبة الاولى في العقارات بالاردن وبحجم وصل 6 مليارات دينار اردني خلال العام 2007.
واضاف ان هناك مناطق كاملة في الاردن مثل منطقة الاردن اقبل عليها الكويتيون بشكل كبير خلال السنوات الماضية ما يشير الى ان علاقة المواطن الكويتي بالاردن علاقة ممتدة الجذور.
واوضح ان سبب اقبال الشركات العربية على الكويت يكمن في توافر درجة عالية من السيولة في السوق الكويتي مشيرا الى انه فوجئ بالاقبال الكبير من الموظفين والنساء خصوصا بحثا عن عقار في الخارج يستثمرون فيه اموالهم.
واشار الى ان بعض المناطق في الاردن بلغ عائد الاستثمار فيها 300 في المئة خلال عام لكن هذه حالات لايقاس عليها بينما متوسط العائد المتوقع يتراوح عادة بين 30 و45 في المئة سنويا.
وقال خالد الزامل وهو مواطن كويتي متقاعد كان خارجا من جناح احدى الشركات في المعرض بعد ان تفاوض على شراء عقار في دولة خليجية ان الكويتي يستطيع ان يشتري بيتا او شقة في دولة خليجية ويؤجرها ويحصل على عائد يفوق ما يمكن ان يحصل عليه من البنوك او البورصة.
ونصح الزامل المواطنين باستغلال مالديهم من سيولة مالية في شراء وبيع العقارات محذرا اياهم من الاقتراض من البنوك من اجل الاستثمار لانها عملية "غير مضمونة" على حد قوله.
اما مدير شركة (آنة.جروب) التي نظمت المعرض مساعد الحداد فيقول ان 85 في المئة من الشركات المشاركة كانت كويتية لكن 80 في المئة من المشروعات المعروضة كانت خارج الكويت موضحا ان هذا التركيز على مشروعات الخارج كان مقصودا لانه يلبي احتياجات المواطن.
واشار الحداد الى وجود توجه في دول الخليج المجاورة لتنمية المناطق النائية وهو ما يمنح الكويتي البسيط الفرصة للاستثمار في تلك المناطق بمبالغ معقولة موضحا ان حالة الغلاء العامة في الكويت دفعت بالمواطنين البسطاء للبحث عن فرصة لزيادة الرزق بعيدا عن راتب الحكومة .
واوضح ان المواطنين يقبلون حاليا بكثافة على الشراء في دبي وعمان ومصر والاردن بينما حدث تراجع للشراء في لبنان وسورية بسبب الظروف السياسية والامنية التي تعانيها المنطقة.
واشار الحداد الى ان الاسعار في الخارج ترتفع وتنخفض لاسباب منطقية وظاهرة بينما في الكويت هناك نوع من التضخم الوهمي الذي لايرتبط بالظروف والعوامل الاقتصادية الموضوعية وهذا سبب اخر يدفع المواطنين لاستثمار أموالهم في الخارج .