بيع بير ستيرنز وشح السيولة يعصفان بالأسهم والدولار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: شهدت الأسهم العالمية تراجعا حادا وهبط الدولار يوم الاثنين حيث أوقد بيع بير ستيرنز بسعر بخس وخفض طاريء لسعر إقراض رئيسي من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) شرارة المخاوف من سقوط ضحايا جدد في أزمة الائتمان العالمية.
وهوت الأسهم الأوروبية أكثر من ثلاثة بالمئة إثر عمليات بيع واسعة في آسيا اذ انخفضت المؤشرات الرئيسية في اليابان أكثر من 3.5 في المئة. وتتجه وول ستريت فيما يبدو الى تراجع حاد عند الفتح.
ولامس الدولار مستويات منخفضة جديدة مقابل اليورو وسلة من ست عملات رئيسية. وسجل النفط مرتفعا جديدا قرب 112 دولارا للبرميل مستفيدا من ضعف العملة الامريكية.
وأقبل المستثمرون على الاصول الامنة ليتجاوز الذهب 1030 دولارا للاوقية (الاونصة) وينزل العائد على السندات قصيرة الاجل لمنطقة اليورو عن ثلاثة بالمئة للمرة الاولى فيما يربو على عامين.
وقال مايكل كلافيتر محلل أسواق الصرف لدى درسدنر كلينفورت في فرانكفورت " الاسواق في حالة ذعر شامل وفي مثل هذه الحالات لا يوجد شيء من قبيل التقييم أو القيمة في أي أصل استثماري."
وفي خطوة مفاجئة مساء الاحد خفض مجلس الاحتياطي سعر الخصم الذي يفرضه على القروض المباشرة للبنوك الى 3.25 في المئة من 3.50 في المئة واتخذ خطوات من أجل توفير السيولة لنطاق أوسع من الشركات المالية مستخدما أدوات لم يلجأ اليها منذ الكساد الكبير.
وقبلها بدقائق أعلن جيه.بي مورجان تشيس آند كو أنه بصدد شراء بير ستيرنز بثمن بخس لا يتجاوز دولارين للسهم مقدرا قيمة بنك الاستثمار الامريكي الواقع في خضم أزمة ائتمان عالمية متفاقمة بنحو 236 مليون دولار.
وكان جيه.بي مورجان وبنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي تدخلا لانقاذ بير ستيرنز يوم الجمعة بعد تدهور مستويات السيولة لديه في واحدة من أسوأ المشكلات ضمن أزمة الائتمان الدائرة منذ منتصف العام 2007.
ويتوقع المستثمرون الآن خفض سعر الفائدة الرئيسي على الأموال الاتحادية واحدا بالمئة لدى أو قبل اجتماع مجلس الاحتياطي يوم الثلاثاء.
وفي هذه الحالة تنخفض الفائدة الامريكية الى اثنين بالمئة.
وقال كريج جيمس كبير محللي الأسهم لدى كوميسك في سيدني "الأوقات العصيبة تتطلب إجراءات صعبة. يبذل مجلس الاحتياطي الاتحادي اللازم لاستعادة الاستقرار."
وقال بنك انجلترا (المركزي) انه سيقدم في وقت لاحق يوم الاثنين خمسة مليارات جنيه استرليني (9.85 مليار دولار) لأجل ثلاثة أيام في عملية استثنائية تهدف الى خفض أسعار الفائدة لأجل ليلة واحدة.
وقال البنك في بيان "يتخذ هذا الاجراء استجابة للاوضاع في أسواق النقد قصير الأجل هذا الصباح."
ويقول محللو السوق ان هناك عدم ثقة عميقا بين البنوك فيما يتعلق بالاقراض.
وقال ديفيد كيبل كبير محللي أسعار الفائدة لدى كاليون "هناك نقص في السيولة هذا الصباح. اذا أردت السيولة بغير ضمان فعليك أن تدفع أكثر مقابلها. انه وضع حرج حقا."
وتلقت أسواق الاسهم ضربة قوية في أنحاء العالم مع سيطرة عدم التيقن على المستثمرين.
وقال رولاند هيرشمولر متعامل الاسهم لدى بادر الالمانية للسمسرة في شتوتجارت " انه حقا .. ولا أريد استخدام كلمة 'ذعر' الشائعة هنا .. لكنها بلا ريب أزمة ثقة وأزمة ائتمان. لم يعد أحد يثق في أي أحد. ليس وضعا لطيفا."
وهوت الأسهم الاوروبية. وتراجع مؤشر يوروفرست 300 بنسبة 3.2 في المئة.
وفي وقت سابق تراجعت الاسهم اليابانية الى أدنى مستوى اغلاق فيما يقرب من عامين ونصف العام مدفوعة بقلق المصدرين من ارتفاع الين.
ونزل مؤشر نيكي القياسي 3.7 في المئة أي ما يعادل 454.09 نقطة ليختم المعاملات على 11787.65 نقطة وهو أسوأ اقفال له منذ الثامن من أغسطس اب 2005.
ونزل مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 3.7 في المئة أو 43.58 نقطة ليصل الى 1149.65 نقطة وهو أدنى اغلاق منذ يونيو حزيران 2005.
وشهد الدولار تراجعا عاما.
وانخفضت العملة الامريكية حتى ثلاثة بالمئة في المعاملات المبكرة يوم الاثنين لتصل بحسب بيانات لرويترز الى 95.77 ين وهو أدنى سعر منذ 1995 كما سجلت مستوى منخفضا جديدا عند 0.9637 فرنك سويسري.
لكنها تعافت في وقت لاحق الى 0.9834 فرنك سويسري.
وصعد اليورو الى مستوى قياسي جديد عندما سجل 1.5904 دولار قبل أن يتراجع الى 1.57533 دولار.
ودفع ضعف الدولار أسعار النفط صعودا. وارتفع سعر الخام تسليم ابريل نيسان 55 سنتا ليصل الى 110.73 دولار للبرميل وذلك دون ذروته القياسية 111.80 دولار التي سجلها في وقت سابق من المعاملات.
وأقبل المستثمرون على الأصول الأكثر أمنا. وسجل الذهب في المعاملات الفورية 1030 دولارا للاوقية قبل أن يهبط الى 1023 دولارا للاوقية.
وقال مارك بيرفان كبير محللي السلع الاولية لدى بنك أستراليا ونيوزيلندا "سيظل الذهب هو المستفيد الرئيسي (من تراجع الدولار) كملاذ امن من المخاطر العالمية."
وعندما تتراجع العملة الامريكية يميل سعر الذهب وكذلك النفط الى الارتفاع مع قيام المستثمرين الذين لديهم دولارات بشرائه كمخزن للقيمة في حين يجده مستثمرو العملات الأخرى أرخص.
كما اشترى المستثمرون في السندات. وسجلت عائدات السندات الحكومية قصيرة الاجل لمنطقة اليورو أدنى مستوى لها في أكثر من عامين.
وتراجع عائد السندات لاجل عامين 11 نقطة أساس الى 2.957 في المئة وهو أدنى مستوى منذ أوائل 2006.