أعمال تخريب أثناء إضراب للعمال في الامارات

دبي: اضرب نحو 1500 عامل في الامارات العربية المتحدة الثلاثاء للمطالبة بزيادة رواتبهم وعمدوا الى اعمال تخريب فاحرقوا مقار وعشرات السيارات، كما افادت الشرطة. ولم تكشف هوية المضربين، لكن هذا النوع من الاعمال يقوم بها غالبا عمال من اصل اسيوي يشكلون القسم الاكبر من اليد العاملة في دولة الاماراتية النفطية التي تشهد حركة عمرانية كبيرة للغاية.

وافادت وكالة الانباء الاماراتية ان "ما يقارب من 1500 عامل تابعين لاحدى الشركات المتخصصة في اعمال الصيانة الكهربائية والصرف الصحي اضربوا اليوم بمنطقة الصجعة بالشارقة حيث قاموا بأعمال تخريبية داخل مقر سكنهم الواقع في المنطقة واتلفوا معظم الوثائق المكتبية وكسروا واجهات المبنى الزجاجية واحرقوا الطابق السفلي من مبنى الادارة".

واضافت الوكالة انهم "احرقوا عددا من السيارات والحافلات التابعة للشركة التي يعملون لديها وتخريب البعض الآخر حيث بلغ عددها الاجمالي عشرات السيارات والحافلات بين المحروقة كلية او جزئيا". وفور تلقي غرفة العمليات المركزية في شرطة الشارقة البلاغ صباح الثلاثاء، توجه الى الموقع العميد حميد محمد الهديدي مدير عام شرطة الشارقة يرافقه عدد من المسؤولين الامنيين واخرين من وزارة العمل وفريق الاطفاء من الدفاع المدني بالشارقة "حيث قام افراد الشرطة من الانجاد وفرق مكافحة الشغب بوحدة الطوارئ بتطويق المكان لمنع امتداد الاعمال التخريبية الى اماكن أخرى في المنطقة".

واوضح العميد الهديدي ان العمال المضربين "قاموا في البداية باعمال تخريبية داخل مقر سكنهم (..) ثم خرجوا بعدها الى موقف السيارات والحافلات التابع للشركة التي يعملون فيها وقاموا بحرق خمس سيارات منها واتلاف اربعين سيارة اخرى و28 باصا باستعمال الحجارة وادوات حديدية كما حاولوا الاعتداء على أفراد الشرطة ومسؤولي وزارة العمل المتواجدين في الموقع منذ تلقي بلاغ الاضراب".

وقال ان العمال "كانوا قد عينوا منذ 15 يوما ممثلا لهم لدى مكتب العمل والعمال لنقل مطالبهم المتمثلة اساسا في زيادة الرواتب وفي ضوء ذلك قام مسؤولو وزارة العمل بمناقشة تلك المطالب مع المسؤولين في الشركة لايجاد الحلول الممكنة لها". واضاف انه "قبل استلام العمال الرد قامت جماعة من المحرضين من بينهم ودعوا الى اعلان الاضراب واجبروا باقي العمال تحت التهديد على اللجوء الى اعمال تخريب".

واشار الى ان عمال هذه الشركة "حصلوا قبل شهرين فقط على زيادات في الأجور بنسب متفاوتة حسب الخبرة ونوع العمل الذي يؤدونه". وشدد على ان "الاجراءات القانونية والقضائية ستأخذ مجراها حسب الأصول المتبعة وستطبق على كل من تسول له نفسه المساس بممتلكات الدولة وزعزعة الاجواء الامنية الهادئة في الشارقة بشكل خاص وفي دولة الامارات العربية المتحدة بشكل عام".

ويعمل نحو 700 الف عامل اجنبي في قطاع البناء في دولة الامارات التي يبلغ عدد السكان فيها اربعة ملايين نسمة. وتاتي غالبية هؤلاء العمال من الهند وباكستان وبنغلادش. واضاف مدير عام الشرطة ان تحقيقا قد فتح لتحديد المسؤولين عن هذه التظاهرة ولكنه لم يوضح ما اذا كانت هناك اعتقالات.كما لم يحدد العمال المتهمين بالوقوف وراء التظاهرة ولا هوياتهم مكتفيا بالقول انهم جاؤوا من امارة مجاورة في اشارة على ما يبدو الى دبي.

ولكن حسب وسائل اعلام محلية، فان مئة من العمال المضربين هم من التابعية الهندية. ومن ناحيتها ذكرت و كالة انباء "اريبيان بيزنس" على شبكة الانترنت ان الامر يتعلق بموظفين تابعين لشركة "دريك اند سكال" كانوا يحتجون على عدم دفع رواتبهم. يشار الى ان هذه الاعمال نادرة في الامارات العربية المتحدة حيث يمنع اعلان الاضراب والتظاهر وكما هي الحال في الدول الخليجية الاخرى.

وكانت السلطات هددت بطرد حوالى اربعة الاف مضرب عن العمل بعد تظاهرة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي شهدت اعمال نهب. ولكنها تراجعت في ما بعد وقررت مقاضاة الذين ارتكبوا اعمال عنف امام القضاء. وفي شباط/فبراير الماضي، اصدرت محكمة دبي احكاما بالسجن لمدة ستة اشهر والطرد بحق 45 عاملا اسيويا.وفي قطاع البناء، يتقاضى معظم العمال اقل من 200 دولار شهريا. وقد تدنت القدرة الشرائية لديهم بشكل كبير بسبب التضخم الذي بلغ 9.3% في 2006، حسب الارقام الرسمية.