اقتصاد

مزارعو الاغوار الفلسطينية يكافحون من أجل البقاء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بردله،الضفة الغربية: يبذل المزارعون الفلسطينييون في مناطق الاغوار الفلسطينية جهودا مضنية لتحسين منتجاتهم الزراعية والغذائية وتعزيز قدرتهم التنافسية أمام المزارعين الاسرائيليين في الاسواق من أجل الحفاظ على بقائهم في منطقة أراضيها خصبة وتعتبر بنظر الكثيرين سلة غذاء لاهالي الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل في يونيو حزيران 1967.

وقال المزارع عماد صوافطة (37 عاما) من بردلة بينما كان يجهز صناديق خضراوات من مزرعته للشحن للاسواق الاسرائيلية "لا يطلب التجار الاسرائيليون خضراواتنا لاسواقهم ولا يدفعون أسعارا مقبولة لو لم نتقن أساليب الزراعة الجيدة. أحلم بتصدير الشحنة التالية للاسواق الاوروبية."

وتطل قرية بردلة الواقعة في الاغوار الفلسطينية الشمالية على الحدود الاردنية وتبعد 19 كيلومترا فقط عن مدينة بيسان الاسرائيلية.

وكان المزارع صوافطة الذي حصل على شهادة جودة في الزراعة في مطلع العام الجاري وزملاؤه من قريته بردلة والعين البيضاء وكردلة أعادوا زراعة أراضيهم ونهضوا من جديد بعد موجة صقيع شديدة ضربت المنطقة في مطلع العام وتبعتها موجة رياح عاصفة مما ألحق أضرارا كبيرة بمزروعاتهم وبيوت البلاستيك المصممة وفقا لمعايير الزراعة الحديثة.

ووصف المزارع أحمد صوافطة (47 عاما) ما جرى في 15 يناير كانون الثاني الماضي "بكارثة حلّت في ذروة موسم القطف الذي ينتظره المزارع على أحر من الجمر ليسترد ما بذله من جهد وليعوض ما أنفقه من مصاريف كبيرة وليحقق أرباحا كان يأمل بها. في هذا الوقت من السنة تكون خضراوات في الضفة الغربية قليلة وأسعارها مرتفعة نسبيا عن باقي المواسم لكنها تتوفر في منطقة الغور "

وأضاف لرويترز "كانت الخسارة في الاراضي الزراعية المكشوفة بنسبة مئة في المئة أما في بيوت البلاستيك فبلغت ثلاثة في المئة. فلا خيار أمامنا سوى زراعة الارض من جديد. الزراعة بالنسبة لنا ليس مجرد مهنة عادية لتحقيق الدخل. لقد ورثنا هذه العادة عن ابائنا وأجدادنا. انها من مكونات هويتنا الانسانية."

ويوجد في القرى الثلاث نحو سبعة الاف دونم (1750 فدانا) من الاراضي الزراعية المكشوفة من أصل 21 ألفا تصلح للزراعة و700 بيت بلاستيك ويقطنها نحو خمسة الاف شخص يعتمدون في عيشهم على الزراعة المروية والمعتمدة على مياه الامطار والثروة الحيوانية.

وأكد وزير الزراعة الفلسطيني محمود الهباش في حديث هاتفي مع رويترز أن السلطة الفلسطينية رصدت 25 مليون شيقل لتعويض المزارعين عن موجة الصقيع.

وقال "لقد شاهدت بأم عيني المزروعات المحروقة بسبب الصقيع حيث تصادف أن كنت في زيارة للمنطقة بمناسبة يوم الشجرة. ان الغور وأراضيه الخصبة هو سلة غذاء الضفة الغربية لما ينتجه من خضراوات وحمضيات.. كما أنه يعتبر قبلة السياحة الداخلية للفلسطينيين لجماله ودفئه في فصل الشتاء. سنعمل.. على جعل الاغوار الفلسطينية مناطق تطوير لتحظى بالاولوية في موازنة الحكومة."

وقال مزارعون فلسطينيون ان الغور الذي ينخفض عن مستوى البحر 390 مترا يشكو من عزلة مزدوجة ..حصار اسرائيلي منذ ما يزيد عن 40 عاما وقلة رعاية من جانب الحكومات الفلسطينية المتعاقبة.

وما يزيد من أهمية الحفاظ على الاغوار الفلسطينية للسلطة الفلسطينية وللجمهور الفلسطيني بشكل عام أن مناطق فلسطينية أخرى في الضفة وغزة تواجه مشكلة بتسديد احتياجاتها من الغذاء.

وفي الاغوار الفلسطينية لا يكدح الرجال فقط بل وتجهد النساء بتسويق منتجات مثل العسل والمخللات والجبن البلدي وأعمال التطريز البدوية الفلسطينية لتوفير مصادر دخل اضافية لاسناد عائلاتهن. ويحظين بدعم تدريبي متواضع من مؤسسات أجنبية.

لكن العديد من التجمعات السكنية للمزارعين الفلسطينيين في الغور تفتقر لمرافق الخدمات الاساسية مثل خدمات الهاتف الارضي والكهرباء وشبكات مياه فعالة.

وقالت حليمة أبو ربيع وهي ناشطة نسوية تدير روضة لاطفال المزارعين تحتضن 45 ولدا وبنتا "أشعر بحزن شديد لان أطفالنا في منطقة الغور محرومون من التمتع بألعاب الكومبيوتر بعدم وجود كهرباء.. كما أن الاطفال الاكبر سنا محرومون أيضا من التمتع والاستفادة من خدمات الانترنت لانه لا توجد خطوط هاتف أرضية توصل الخدمة."

ومنطقة الاغوار منطقة جذب سياحي مهمة لاهالي الضفة الغربية وبخاصة في فصل الشتاء وبدايات الربيع حيث يتوفر الدفء ويطل الربيع مبكرا فتكتسي التلال باللون الاخضر وتفوح روائح تفتح النباتات وأشجار الحمضيات كما توجد ينابيع المالح الكبريتية الحارة التي تشبه مياه ماعين الاردنية الشهيرة.

ويرى مراقبون محليون أن تشجيع مستثمرين محليين على الاستثمار في منطقة زراعية خصبة وسياحية شتوية لم يبن فيها فندق واحد خلال أكثر من أربعين عاما لن يتم بدون تفاهمات فلسطينية اسرائيلية وازالة القيود والمعوقات الاسرائيلية.

في قرية عين البيضاء القريبة يشكو المزارع رفيق فارس 56 عاما من تحكم الاسرائيليين بالمياه والتسويق وهما عصب الزراعة الفلسطينية في منطقة الاغوار. ولرفيق عائلة مكونة من زوجته وثلاث بنات انهين تعليمهن الجامعي وابن يعمل سائقا لسيارة نقل.

وقال "ان شركة موكوروت الاسرائيلية توزع مياه الري على المزارعين مرة واحدة كل أربعة أيام.. انها مياهنا وصرنا نشتريها."

وبنظر العديد من مزارعي الاغوار فان تصدير الخضراوات للضفة الغربية أكثر كلفة من تصديرها لاسرائيل بسبب الحواجز العسكرية والقيود المفروضة على تنقلات السكان حيث لا يسمح للمواطنين الفلسطينيين من خارج الاغوار بدخولها الا بموجب تصاريح خاصة تصدر عن السلطات العسكرية الاسرائيلية. كما يدفع المزارع رسوما على كل فحص يجريه يعادل 120 شيقلا (32 دولارا).

ومنذ اليوم الاول لاحتلالها الضفة الغربية أعلنت اسرائيل الغور منطقة عسكرية مغلقة.

ويعيش في المنطقة أكثر من 57 ألف فلسطيني موزعين على 20 تجمعا سكانيا بما فيها مدينتا أريحا التاريخية وطوباس التي يعتبرها الفلسطينييون عاصمة الاغوار.

وفي الاغوار أيضا 26 مستوطنة يهودية فيها نحو 43 ألف مستوطن يهودي.

من

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف