فائض جديد من طاقة التكرير قد يغلق المصافي ببريطانيا وأمريكا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: قد تواجه مصافي النفط القديمة في بريطانيا والولايات المتحدة قريبا خطر الإغلاق إذ أن موجة من المصافي الجديدة يبدأ تشغيلها في آسيا والشرق الأوسط وستغرق السوق بالبنزين.
فعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات عزَز غياب فائض من طاقة التكرير أسعار النفط العالمية وساهم في موجة الصعود التي ركبها النفط حتى تجاوز الأسبوع الماضي حاجز 112 دولارا للبرميل. وكان البنزين أحد محركات هذا الصعود لكن امدادات المعروض الجديدة من المتوقع أن تفوق الطلب.
وقال فيريدون بيشاراكي الرئيس التنفيذي لمؤسسة فاكتس جلوبل انرجي "اننا نتجه نحو الآن نحو فائض عالمي."
وأضاف قوله "سيتدفق سيل من طاقة التكرير في 2008-2009 وآخر في عام 2013 . انه سيغير هيكل صناعة التكرير."
وقال جوهانيس بنيجني العضو المنتدب لمؤسسة جيه.بي.سي انرجي "الانتاج من المصافي الجديدة في اسيا والشرق الاوسط سيقلص هوامش أرباح التكرير ويضر بالمصافي الاكثر تأثرا بعوامل السوق وأسواق البنزين.
واضاف قوله "المصافي البريطانية هي أكثر المصافي تأثرا. فهي ليست في وضع جيد وهي تعتمد على صادرات البنزين الى الولايات المتحدة. وفي نهاية الأمر فانها ستضطر الى تقليل أنشطة التكرير واذا لم تستطع ان تتكيف مع الأوضاع الجديدة فانها سوف تضطر الى دراسة خيار الإغلاق. والمصافي الأمريكية أيضا عُرضة للتأثر."
وكثير من المصافي الجديدة ستبدأ الإنتاج في دول مثل الصين وفي الشرق الأوسط حيث تتطلع الحكومات الى تحقيق الهدف الاستراتيجي تلبية الطلب المحلي.
وقال فيشاراكي ان هذا يجعل هذه المصافي أقل تأثرا بعوامل السوق من المصافي في أوروبا والولايات المتحدة واليابان.
والمصافي في بريطانيا كانت منذ وقت طويلا موردا للبنزين الى الولايات المتحدة التي تستهلك 40 في المئة من إمدادات البنزين العالمية.
وقال محللون ان شركات التكرير ستلقى منافسة على الأسواق الأمريكية من إمدادات من مصاف جديدة مثل مصفاة شركة انديان ريلايانس الجديدة في جامناجار وطاقتها 580 الف برميل يوميا والتي ستبدأ الانتاج في وقت لاحق من هذا العام.
وقال فيشاراكي ان ريلايانس ستبدأ تصدير نحو مئة الف برميل يوميا الى الولايات المتحدة في شبكة شيفرون. وتملك شيفرون حصة خمسة في المئة في ريلايانس. وقال "من الواضح ان هذا يعني انه سيتم إبدال إمدادات أُخرى."
وقال بنيجني ان السوق الأمريكية لواردات البنزين المكرر قد تختفي بحلول 2020 اذ أن استخدام الوقود الحيوي مثل الايثانول يستحوذ على حصة متزايدة من الطلب.
وأضاف قوله ان أثر الأسعار المرتفعة والمعايير المتزايدة للوقود ستضر أيضا بالطلب الامريكي على البنزين المكرر من النفط.
وتضرر الطلب على البنزين في أكبر دولة في استهلاك الطاقة في العالم من ارتفاع أسعار الوقود في محطات الخدمة في الولايات المتحدة والمشكلات الاقتصادية الأوسع.
وتنبأت ادارة معلومات الطاقة الامريكية يوم الثلاثاء ان الطلب على البنزين في الولايات المتحدة سيهبط خلال فصل الصيف عما كان عليه منذ عام وذلك للمرة الاولى منذ عام 1991 .
وتنبأ بنيجني انه في الفترة من 2008 الى 2015 ستزيد الامدادات العالمية للبنزين من المصافي وغير المصافي بمقدار 350 ألف ب-ي بينما سيزيد الطلب 180 الف ب-ي.
واضاف قوله ان هذا الفائض وقدره 170 ألف ب-ي سيضر بهوامش الارباح بشدة وأن شركات التكرير التي ستتكيف مع هذه الاوضاع ستضطر الى تقليل انتاجها من البنزين وزيادة انتاج المقطرات الوسيطة اذا استطاعت.
ومن المتوقع ان ينمو الطلب على المقطرات الوسيطة مثل الديزل ووقود النفاثات وزيت التدفئة بمعدل أسرع من البنزين في الاعوام القادمة.
وقال "الفائض نظري لان الصناعة ستتكيف مع الإشارات السعرية المرتفعة التي سيبعث بها ذلك."
واستدرك بقوله "ولكن اذاخفضت شركات التكرير الكميات التي تقوم بتكريرها فانها ستقلل انتاج المشتقات الوسيطة ومن الواضح ان هذا الأمر غير جيد."
ويقول محللون ان ساسة أوروبا قد يضطرون الى الرجوع عن سياستهم القائمة على التشجيع على زيادة استخدام الديزل في السيارات والتحول الى البنزين للمساعدة في تحقيق توازن السوق.
وقال مارك لويس العضو المنتدب لمؤسسة انرجي ماركت كونسلتانتس ان هذا سيكون صعبا عليهم من المنظور السياسي لان أحد الحجج وراء تحول اوروبا الى الديزل كان انه أكثر كفاءة ولذلك فانه أفضل للبيئة.
وقال لويس "كانت هذه حجة سياسية قوية." وأضاف "سيكون صعبا الرجوع اذا كانت ضارة بالبيئة." وأكثر من 50 في المئة من السيارات الجديدة في اوروبا تعمل بالديزل.