في سوريا: أيهما أولاً الأزمة الاقتصادية أم أزمة الضمير؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: عندما قال النجم المصري عادل إمام" الناس ح تأكل بعضها يا أبو حميد " في مسرحية "مدرسة المشاغبين" أضحك الملايين ، ولكن لم يتوقع السوريون أن يصلوا إلى هذه المرحلة وان يكرروا هذه الجملة يوميا مع موجة الغلاء التي تعصف بهم ، وفي ازدياد الخط البياني للازمة الاقتصادية إضافة إلى أزمة الضمير ، أو العكس في الترتيب ، "بات يطيب للناس أن يدخلوا أيديهم في جيوب بعضها " ، كما يقول احمد حموي (موظف) لـ"إيلاف" " يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم ، منذ الصباح الباكر عندما اخرج من عملي أحس أنني أتعرض لمؤامرة بدءا من سائق التاكسي الذي يريد أن يحتال علي ليأخذ أكثر من العداد حتى بائع السندوتش ، لزملائي في العمل ..... إلى بائع الخضار واللحوم في طريق العودة إلى المنزل ".
أما عماد (محامي) فقال إن الشعب العربي يعيش الأزمتين الاقتصادية وأزمة الضمير ، وتساءل " لكن من منهما بدأت أولاً ، فالعرب رغم كل ما يملكون من ثروات وموارد طبيعية وموارد بشرية للأسف ليست مسخرة لصالحهم إنما هي متركزة بيد مجموعة أو شريحة واحدة .. والشعوب ليست مستفيدة لا من مواردها ولا من مقدراتها ما سبب أزمة اقتصادية وفقر واستغلال جعل الموارد محصورة في أيدي ثلة ....وشيء طبيعي أن ينتج عن هذه الأمور الاقتصادية أزمة ضمير ،فحين يصبح المواطن مرهون برغيف الخبز سيضطر لأن يبيع كل قيمه وأخلاقه مقابل الحصول عليه وإلا سيموت جوعاً والمواطن حين يرى أن أمواله تسرق أمام عينيه وحقوقه تغتصب والفساد ساري والرشوة سارية سينشأ عنده ردة فعل تجاه كل شيء وخصوصاً المال العام الذي يعتبره من حقه وهو أولى به من غيره أي يمكننا القول أن أزمة الضمير التي وقع فيها الشعب العربي أوقعنا فيها الحكام قبل كل شيء وأوقعنا فيها الغرب الذي سلبنا وتركنا نتخبط بعجزنا وسرق منا حتى ضمائرنا" .
وان كانت الحكومة السورية تعتبر أن سبب الغلاء الأخير هو ازدياد الطلب ونقصان العرض إلا أن اغلب السوريين يعتبرون أن العرض كثير وهناك بضائع مكدسة ولكن هناك بعض التجار بلا ضمير يستبيحون أموال الناس .
ورأى مازن (مدرس ) "أن أزمة الضمير هي التي أوصلتنا إلى الأزمة الاقتصادية فحين ينعدم الضمير والمبادئ ينعدم كل شيء ويتعدى الخطوط الحمر ويؤدي ذلك إلى الفلتان والى الأزمات والأزمة الاقتصادية من نتائج أزمة الضمير فمن ليس لديه ضمير سيمد يده إلى جيوب الآخرين وسيبيح المحرمات وأصبحنا الآن في زمن لم يعد للقيم والمبادئ قيمة ولا للأخلاق قيمة وأصبح هناك ابتعاد عن الدين بشكل عام فالدين يهذب الضمائر ويأخذ صفة المراقب أما عندما يغيب الدين الضمير يغيب معه" ، وأضاف مازن "أيضا هناك علاقة متبادلة بين الأزمة الاقتصادية وأزمة الضمير فالفقر يسبب الابتعاد عن المبادئ والقيم التي هي أصل الضمير كما أن الابتعاد عن القيم يسبب أزمة اقتصادية وللأسف في بلداننا نعيش أزمة في كل شيء وليس أزمة اقتصادية فقط حتى أننا نعيش أزمة عقد متوارثة ومتراكمة وأزمة تخلف وجهل وأزمة ثقة بالمسؤولين أي على كافة الأصعدة نعيش الأزمات".
وقالت ابتسام جمعة (مديرة معهد تعليم لغات ): برأيي أن أية أزمة نعيشها في بلداننا منبعها اقتصادي بالدرجة الأولى لان أي حل لأي مشكلة مهما كانت صغيرة أم كبيرة فردية أم جماعية تحتاج إلى التخطيط والتمويل وحين ينتفي شرط التمويل فلا قيمة للتخطيط أبداً ولا قيمة للطموحات ، والشعب العربي ليس مختلفاً عن غيره من الشعوب المبدعة ولا ينقصه القدرات الإبداعية ولا التخطيط إنما ينقصه التمويل والدعم المادي ولا أتكلم عن الحكومات التي أصابها الكساد إنما أتحدث عن الشعوب فالدعم المادي يذهب لأناس معينين ، وحين يرى الناس أنهم بحاجة للمال سيبتعدون عن المبادئ وحين يخيرون بين القيم والمال سيختارون حتماً المال لأنهم بحاجته .
وأكد فادي (موظف) انه أمام إغراء المادة التي أصبحت كل شيء في حياتنا لم يعد احد يحسب حساب للضمير والقيم الآن الأخ يبيع أخاه مقابل مبلغ صغير من المال حتى لو لم يكن بحاجته لان الضمير أصبح موضة قديمة والمصلحة أصبحت هي السائدة في المعاملة ، ولا يمكننا تحديد أي أزمة سببت الأخرى لكن يمكننا القول أننا تحولنا إلى مجتمع تتشابك فيه الأزمات لدرجة التعقيد وأصبح الفساد والرشوةمن الأعراف السائدة، أيضاً يمكننا القول أننا نملك الكثير وبلداننا غنية لكن الضمير المصادر والميت حرم الشعوب العربية من التمتع بخيراتها ، فموت الضمير بدأ من الحكام ثم انتقل إلى الشعوب.
التعليقات
تحية
الحجاج بن يوسف -هذه من احدى انجازات الحركة التصحيحية . فل يعش الاب القائد والمعلم الاول السيد الرئيس بشار حافظ الاسد . الى الابد . ونحن بانتظار حافظ الصغير ان يكون مكان جده .
اضيفي اكثر
شاكر كرم -شكرا على هذه الاخبار واتمنى من الاخت بهية ان تكتب عن تعذيب و قتل المجندين الكرد في الخدمه العسكرية، فنحن نسمع في كل فترة و اخرى بان مجندا كرديا قد استشهد تحت التعذيب، و اتمنى لك المذيد من التقدم.
كارثة وشيكة
صلاح جديد -لي تعليق بسيط عما ورد في المقال , ليكف السوريين عن بيع العرب وطنيات والتنظير عليهم ومحاولة اعطائهم المواعظ وليهتموا بشؤونهم الداخلية, سورية صارت ىخر دولة عربية في كل مناح الحياة الأقتصادية والثقافية والحياتية والاجتماعية, وتقريبا سورية صارت أحدى أكثر دول العالم تخلفا وهي مقبلة على كارثة اجتماعية واقتصادية قريبا جدا عندما تتوقف سورية تماما عن التصدير وتتحول الى دولة مستوردة للنفط تماما.لايهم من السؤول الحكومة أم الشعب
سوريا الاسد
سونيا -بكفي عائلة الاسد تعيش بنعيم والشعب السوري دائما اخرس ليس له كلمة لان اذا فتح فمه مباشرة يحكمون عليه بالسجن المفروض من المعلقين ان يلومو المسؤلين لانهم هم سبب الفقر الذي يعيش به الشعب السوري
الحال مرآة النظام
محمد تالاتي -لايتعرض المواطن السوري الى مؤامرات زملائه في الخارج لكنه يعاني من انفصال نظام مستبد قمعي ..... عن شعبه منذ وقت طويل.فقر السوريين الشديد وبؤسهم وعذابهم اليومي ناتج عن نهب العائلة الحاكة التي نهبت كل شيء ووصلت ثروتها اكثر من 40 مليار دولار ، .... تحكم بالحديد والنار تدمر مستقبل السوريين باصرار .لقد أصاب المحامي السوري في تلميحه الى هذا الامر فأموال السوريين وخيراتهم تسرق امام أعينهم وحقوقهم تغتصب وكرامتهم تداس من قبل العصابة الحاكة في النظام الجمهوري الوراثي ....وعم الفقر والجوع والمرض والجريمة.
صورة معبرة!!!
عبدالله -يعني شو هالصورة اللي حاطينها!!! كأنو خلص الخبز بسورية و صار حقو 100 ليرة!! ( ) أن الأزمة عالمية، و أسعار المواد الغذائية ترتفع أسعارها باضطراد...
ضمير لايغني من جوع
بركات البني -مافائدة الضمير الحي في جسم تقريبا ميت اخوتي اطعموننا وبعد ذلك اطلبو مراقبة ضمائرنا اعتقد ان الناس الجائعون مغلبون على امرهم في عدم تحكيم ضمائرهم هذا لا يعني ان الاغنياء ضمائرهم حية مستيقظة ولكن همومهم وجرائمهم من نوع اخر ودمتم
الناس هتقطع بعض
العربي الصعيدي -الناس هتقطع بعض يا بوحميد....هتقطع بعض يا خويا
الضمير والأقتصاد
د / حسن الكاشي -موضوع الضمير والمبادي موضوع متشعب ولكن اساسه الاقتصاد في بعض البلدان العربية وعدد كبير من غير العربية انتشار الفساد ادى الى تشكيل الطبقات الاجتماعية والفقر , عندما تكون هناك ازمة اقتصادية لا تسأل عن الضمير والاخلاق , لأنه في حالات الوضع الاقتصادي المتردي للاسرة دون اية ظمانات لتامين المأكل والمشرب وضمانة لتأمين المتطلبات الاخرى كالطبابة والمدارس وغيرها تصبح احتمالات الصراع مفتوحة , نحن متخلفون الى درجة كبيرة حتى اقل من اكثر الدول الافريقية تخلفا ولكن بسبب وجود بعض القيم والمبادي اصبحت اساليب النهب والسرقة مختلفة لدى البعض فالذي لا يستطيع سرقة الناس مباشرة فانه يسعى للدخول في اجهزة الدولةالمختلفة ليسرق ثروات الدولة من الداخل والبعض يقيم مؤسسات تجارية او صناعية يسرق من خلالها الناس والمستهلك بوسائل شتى .كما بعض الفئات تسعى للوصول للسلطة بأي ثمن لغرض السرقة وتكديس الثروات , اما العاملون بكسب الثروات بشكل مشروع وعادل هم قلة قليلة . للقضاء اذن موضوع المبادي والضمير مرتبط مباشرة بحاجة الانسان لتأمين قوته وقوت عائلته . العرب بحاجة الى مئات السنين لكي يتحولوا الى مجتمعات متطورة لان ذالك مرتبط بتوزيع الثروات وتامين المواطنين . لذا نرى في الدول المتطورة (( مثلا في اوروبا الغربية لا نجد ظاهرة السرقات والنشل والغش والفساد (( ان وجدت فانها بنسب متدنية جدا )) السبب لان حكوماتهم وصلت لدرجة عالية جدا من الوعي والمسئولية ومستوى من الرقي الاخلاقي .
شكرا
تمام -من كان منكم بلا اثم فليرجمني بحجر