اقتصاد

القاسمي: خلل التركيبة السكانية في الخليج لايهدد استدامة وتيرة التنمية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في ندوة نظمتها جريدة فايننشال تايمز البريطانية
القاسمي: خلل التركيبة السكانية في الخليج لايهدد استدامة وتيرة التنمية

تاج الدين عبدالحق من ابوظبي
قللت الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية من خلل التركيبة السكانية كأحد العوامل التي تهدد استدامة الطفرة التنموية التي تعيشها الإمارات حاليا.واعتبرت الشيخ لبنى التي كانت تتحدث في ندوة نظمتها جريدة فايننشال تايمز البريطانية بمناسبة إصدار طبعتها الخاصة بالشرق الأوسط من ابوظبي أن المجتمع الإماراتي مجتمع متنوع وأن هذا التنوع كان مصدر إثراء لتجربته التنموية وعزز انفتاحه على العالم .

بل أن الشيخة لبنى لم تتردد في اعتبار عملية استقطاب عمالة وكوادر أجنبية جديدة من الخارج من بين التحديات التي تواجه عملية التنمية في الإمارات ودول خليجية أخرى في السنوات المقبلة . وقالت أن هناك منافسة وطلب على الكوادر المؤهلة والمدربة في العديد من الأسواق الناشئة ومن شأن ذلك ظهور صعوبة في توفير الاحتياجات من هذه الكوادر .

و تجنبت الوزيرة الإماراتية التطرق بالعمق إلى مشكلة الخلل في التركيبة السكانية التي ينظر إليها قطاع واسع من الإماراتيين على أنها أحد نتائج التوسع في المشاريع العمرانية والإنشائية التي أوجدت بنى تحتية تتجاوز احتياجات الإماراتيين الذين لا تتجاوز نسبتهم إلى إجمالي السكان نسبة 25% . لكن الشيخة لبنى التي كانت واحدة من بين عدد من القيادات الاقتصادية التي شاركت في الندوة ذكرت عنصرين من شأنهما سد الفجوة السكانية وهما زيادة إسهام المرأة في عملية التنمية ومشاركتها في العمل العام مشيرة إلى أن النساء يمكن أن يشكلن حوالي 50 في المئة من قوة العمل الإماراتية إذا تواصلت برامج التأهيل والتدريب الحالية .

وكانت الشيخة لبنى قد عرضت في مستهل الندوة رؤيتها للاقتصاد الإماراتي وقالت في هذا الصدد أن هناك خطأ في اعتبار أن عملية التنمية الحالية منفصلة عن المراحل السابقة مشيرة إلى أن هناك الكثير من العوامل التي ساهمت في توفير قاعدة لانطلاق عملية التنمية الجديدة مشيرة على وجه الخصوص إلى تحسن البنية التحتية والمناخ التشريعي وقطاع الاتصالات والخدمات اللوجستية. وذكرت أن دولة الإمارات والدول الخليجية تعلمت من الدرس الماضي فبدأت عملية استثمار رشيدة لفوائضها المالية بهدف تنويع مصادر الدخل وبناء قطاعات إنتاجية وخدمية جديدة فأشارت إلى تراجع نسبة النفط ضمن مكونات الناتج الإجمالي المحلي للإمارات وتحسن مساهمة قطاعات أخرى كالسياحة والإنشاءات وغيرها .وأشارت إلى أن تحسن مساهمة قطاعات الخدمات انعكس على مستوى كفاءة الإدارة والتشغيل حيث أصبحت الإمارات لا تستورد المعرفة بإدارة بعض هذه القطاعات بل تصدرها مشيرة في هذا الصدد إلى تجربة طيران الإمارات وطيران الاتحاد .

وفي معرض شرحها للتحديات التي تواجه عملية التنمية في السنوات القليلة المقبلة قالت أنها تتمثل في وجود سيولة مالية عالية وهو ما يتطلب قدرة فائقة على توجيهها الوجهة المناسبة ، كما قالت أن من بين التحديات وجود كوادر مدربة كافية في ظل حالة الطلب المتزايدة على هذه الكوادر من الأسواق الناشئة الأخرى .ومن بين التحديات التي أشارت لها حالة التداخل بين الأسواق مما سينعكس على أداء بقية الأسواق في حالة اضطراب أحدها، وقالت لم يعد السوق الأميريكي أو الأوروبي أو الياباني بعيدا فهناك تأثير وتأثر متبادلين .

وامتنعت الشيخة لبنى عن الإجابة على سؤال حول ارتباط الدرهم بالدولار وما إذا كان ذلك خيارا اقتصاديا أم سياسيا وقالت هذا السؤال يمكن توجيهه إلى محافظ المصرف المركزي . يذكر هنا أن نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم كان قد كلف لجنة مختصة لدراسة تأثير ارتباط الدرهم بالدولار والخيارات الأنسب للإمارات في هذا المجال وقد انتهت الجنة إلى التوصية بالإبقاء على الارتباط بين العملتين الإماراتية والأميركية .

وفي نفس الندوة تحدث خلدون المبارك عضو المجلس التنفيذي لإمارة ابوظبي والذي يرأس المكتب التنفيذي في ديوان ولي عهد ابوظبي وشركة مبادلة الذراع الاستثماري النشط لحكومة ابوظبي ، وقال المبارك انه يتوقع الخروج من حالة التذبذب التي يعيشها الدولار بين ستة أشهر والعام مؤكدا تأييده لفكرة الإبقاء على الارتباط بالدولار معتبرا أن الوضع الحالي جزء من دورة في حلقات مر بها العالم من قبل .وذكر أن الأزمات التي واجهت بعض المؤسسات الغربية والاستثمارات جعلت الإماراتيين أكثر حذر في التعاطي مع أي مبادرة استثمارية غير مدروسة بما فيه الكفاية .

وتحدث في الندوة أيضا حسين النويس رئيس صندوق الشيخ خليفة لدعم المشاريع فأشار إلى أن الطفرة الحالية التي تعيشها الإمارات وبالخصوص ابوظبي تتميز بوضوح الرؤية والأهداف التي تسعى لها بالإضافة إلى أنها تتم في بيئة تشريعية متطورة وتحميها إرادة سياسية راغبة في التطوير . وقال أننا نتعلم من الأخطاء ومن المؤكد أن عملية التنفيذ اليوم باتت أكثر نضجا .
كما تحدث في الندوة جيمس هوجان رئيس شركة طيران الاتحاد الذي تناول التطور المنتظر في قطاع النقل كصدى للتطور في القطاعات الأخرى وكأحد أدوات هذا التطور وضروراته .

وكانت صحيفة فايننشال تايمز قد أطلقت يوم أمس طبعة خاصة بالشرق الأوسط من ابوظبي وقال رئيس تحرير الصحيفة ليونيل باربر أن قرار إطلاق طبعة خاصة بالشرق الأوسط من الإمارات جاء بعد أن لمسنا حاجة منطقة الخليج إلى إخبار تتميز بجودة عالية واستقلالية تامة كما أن الطبعة تتزامن مع الانفتاح الذي يشهده اقتصاد المنطقة كما أن الطبعة الخاصة ستتيح للمعلنين حول العام للتواصل مع أكبر المستثمرين وأصحاب القرار العالميين .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف