اقتصاد

الفلسطينيون يتنفسون الصعداء بعودة غاز الطهي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نجلاء عبد ربه من غزة : "أخيراً سنستطيع أن نشرب فنجان قهوة في المنزل"، هذا ما قاله أحمد البلعاوي من غزة عندما سمع خبر سماح سلطات الإحتلال الإسرائيلية بدخول غاز الطهي لقطاع غزة، بعد أسابيع من الرفض.

وقال البلعاوي "الأمر كان غاية في السوء" ويقول "لقد عشنا أيام الأجداد عندما كانوا يطهون طعامهم على الحطب، وها هي الأيام عادت من جديد، وكأن التاريخ يعيد نفسه".

وكان الدكتور محمود الخزندار رئيس جمعية أصحاب محطات الوقود في قطاع غزة أكد خبر إدخال 300 طن من غاز الطهي عبر معبر ناحال عوز المخصص لنقل الوقود. وقال "إن الاحتلال سمح بإدخال ثماني قاطرات من غاز الطهي، موضحا أن هذه الكمية التي يتم توزيعها على المحطات لبيعها للمواطنين لا تكفي إلا ليوم واحد"، نافياً أن تكون محطات الوقود قد تسلمت أي كميات من البنزين والسولار لاستهلاك المواطنين.

ومع دخول غاز الطهي في غزة، فإن آلاف الأسر الفلسطينية ستحصل على إستخدام هذا الغاز بالقدر المناسب، خوفاً من عدم سماح إسرائيل في الأيام القادمة بإدخاله.

وقالت السيدة أم عبد الله وهي ربة بيت، لقد عانيت أكثر من أسبوعين، لعدم وجود غاز الطهي في منزلي. وأقسمت أنها كانت تحلم في مرات بأن الغاز دخل قطاع غزة، وأنها تمكنت من طهي طعام أطفالها السبعة كالمعتاد.

وكانت قوات الاحتلال قد منعت إدخال غاز الطهي إلى قطاع غزة قبل نحو أسبوعين في أعقاب العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في معبر ناحال عوز وأسفرت عن مقتل إسرائيليين.

ولم يعد الأمر يقتصر في الطعام فقط بالنسبة لهذا الغاز الحيوي، فقد حوّل آلاف المواطنين سياراتهم من البنزين والسولار لشدة غلاءه، إلى غاز الطهي. هم يقولون أنه أرخص سعراً وأكثر توفراً من البنزين والسولار.

ويؤكد محمود أبو صالح، وهو صاحب سيارة أجرة، أن سيارته توقفت تماماً عن العمل، وتوقف معها بالطبع رزق أطفاله. ويضيف "رغم أن تحويل سيارتي من سولار إلى غاز الطهي كلفني مبلغ ليس بالبسيط، إلا أن إسرائيل وكعادتها، لا بد أن تنغص حياتنا" .

ويؤكد أبو صالح أن آلاف المواطنين في غزة يعيشون هم وأولادهم على العمل كسائقين أجرة داخل المدن في قطاع غزة، ومع إدخال الغاز، سيعودون للعمل "وستدب الحياة في آلاف الأسر الفلسطينية".

ويبدو أن موضوع التهدئة أثمر نتائجه، بحسب الكاتب والمحلل السياسي يوسف صادق. وقال " رغم المجازر الإسرائيلية التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطفال والنساء، فإن إسرائيل معنية بالتهدئة أكثر من الفلسطينيين، خاصة وأن أكثر من ربع مليون إسرائيلي أصبحوا تحت رحمة الصواريخ الفلسطينية".

وتعيش إسرائيل مأزقاً سياسياً وعسكريا، بحسب صادق، خاصة في ظل عجزها العسكري أمام حزب الله اللبناني صيف 2006، وعدم قدرتها على وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المدن والبلدات المجاورة لقطاع غزة، إضافة لضعف حكومة أيهود أولمرت بعد تزايد شعبية المعارضة الإسرائيلية المتمثلة في زعيم الليكود نتنياهو".

وأصطف آلاف المواطنين أمام شركات تعبئة الغاز مفعمين بفرحة إنسانية، قد تكون بسبب تأكدهم أن الأيام المقبلة قد تكون أفضل لأطفالهم، أقلها أن يجدوا هؤلاء الأطفال طعاماً يأكلوه.

وكانت إسرائيل قد سمحت اليوم أيضا بإدخال 200 ألف لتر سولار صناعي إلى محطة كهرباء غزة، لتواصل عملها وإبعاد خطر توقف مولدات الكهرباء بها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف