اقتصاد

ماذا ينتظر بوش من السعودية حين يطلب خفض سعر النفط؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: من المرجح ألا يحصل الرئيس الامريكي جورج بوش على أكثر من مجرد ابتسامة ومصافحة باليد حين يطلب من السعودية المساعدة في خفض سعر النفط خلال زيارته للرياض الاسبوع الجاري للاحتفال بمرور 75 عاما على إقامة العلاقات بين البلدين التي شهدت تصدعا في العقد الأخير.

وتواصل أسعار النفط ارتفاعها لمستويات قياسية وتهدد بدفع الاقتصاد الأمريكي نحو حالة من الكساد. والقضايا الاقتصادية على رأس اهتمامات الناخبين الأمريكيين في عام الانتخابات الرئاسية حين يختارون من سيخلف بوش.

ومن المقرر ان يجتمع بوش مع العاهل السعودي الملك عبد الله في مزرعته الخاصة يوم الجمعة بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الامريكية السعودية.

وستأتي زيارة الرئيس الامريكي للرياض عقب توقفه في اسرائيل للاحتفال بالذكرى الستين لقيام الدولة اليهودية ويليها توقف آخر في مصر لإجراء محادثات مع قادة فلسطينيين.

ويتصدر جدول الأعمال النفط والعراق وايران وعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية فيما يسعى بوش والملك عبد الله لتحسين العلاقات الأمريكية السعودية التي تدهورت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 حيث كان عدد كبير من المهاجمين سعوديين والغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003.

وتتفق كل من السعودية والولايات المتحدة على ان تنظيم القاعدة مصدر تهديد. غير ان 15 من 19 من منفذي هجمات 11 سبتمبر ايلول من أصل سعودي وكذلك زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مما شَوَه صورة السعودية في أعين الرأي العام الامريكي.

كما ان غزو العراق رغم المعارضة الشديدة من السعودية أدى لتفاقم التوترات وأفقد الولايات المتحدة شعبيتها لدى المواطنين السعوديين.

وقال تشاس فريمان رئيس مجلس سياسة الشرق الاوسط وهو سفير أمريكي أسبق لدى الرياض "هناك حالة انفصال غريبة. ثمة اعتراف من جانب حكومتي البلدين بالأهمية الكبيرة لهذه العلاقات.

"ولكن في الحالتين موقف الرأي العام سلبي للغاية. شوهت صورة السعودية بنجاح في السياسة الأمريكية والولايات المتحدة غير محبوبة في السعودية الى حد كبير في الوقت الحالي."
ومن جانبه يقول ستيفن هادلي مستشار الامن القومي الامريكي ان العلاقات السعودية الامريكية "بحالة طيبة" رغم التوترات بسبب حرب العراق.

وتريد الولايات المتحدة ان تحسن السعودية وغيرها من الدول العربية علاقاتها مع العراق ويقول هادلي "نريد ان تقدم دعما دبلوماسيا أكبر للعراق ودمجه في الأسرة العربية. لم تحرز (الدول العربية) التقدم الذي نتمناه في هذا الصدد."

وتريد الولايات المتحدة والسعودية احتواء النفوذ الايراني المتنامي في المنطقة.

ويقول فريمان "يعتقد معظم السعوديين ان الهيمنة (الايرانية) على المنطقة جاءت نتيجة السياسة الأمريكية وان الولايات المتحدة تحتل العراق عسكريا ولكن ايران تحتله سياسيا."

ورغم العلاقات الشخصية الوثيقة بين بوش ونائب الرئيس الامريكي ديك تشيني والملك عبد الله ومسؤولين سعوديين آخرين إلا ان الصدع في العلاقات السعودية الأمريكية لم يتم إصلاحه بالكامل بعد.

وقال محللون ان الصلات القائمة منذ عقود بسبب الطاقة والأمن ستستمر لسنوات قادمة بغض النظر عمن يخلف بوش في يناير كانون الثاني المقبل.

ويقول جريجوري جوس مدير برنامج دراسات الشرق الاوسط بجامعة فيرمونت "ترجع هذه العلاقات لعهد فرانكلين ديلانو روزفلت "الرئيس الامريكي في الفترة من عام 1933 الى عام 1945.

وقال "شهدت العلاقات توترا منذ الحظر النفطي في عام 73 (1973) والثورة النفطية الأولى. تواصل الأمر مع الديمقراطين والجمهوريين."

وخلال آخر زيارة للسعودية في يناير كانون الثاني الماضي دعا بوش منظمة أوبك لزيادة الانتاج ولكن المناشدة لم تلق آذانا صاغية ومنذ ذلك الحين قفز سعر النفط أكثر من 30 دولارا وسجل مستوى قياسيا عند 126 دولارا للبرميل.
ومن المتوقع أن يحث بوش أوبك مجددا على زيادة الانتاج. ولكن محللين يقولون ان الطلب سيكون رمزيا الى حد بعيد ليبين بوش للرأي العام الامريكي انه يحاول مواجهة أسعار النفط المرتفعة وان هذا الطلب لا يستند لتوقعات بتحرك سعودي مرتقب.

والسعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وعضو بمنظمة أوبك التي من المقرر ان تعقد اجتماعها المقبل لتحديد سياسة انتاج النفط في سبتمبر.

وقال روبرت ابل كبير مستشاري الطاقة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "لا أتوقع أن تنجح (المناشدة) هذه المرة. انها لم تنجح في المرة السابقة."

وأضاف "ما هو الشيء الذي سيحصل عليه الرئيس. مجرد مصافحة وابتسامة. هذا كل ما في الامر."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف