عطار لـ إيلاف: أي زيادة لإنتاج النفط لن تكون لها فائدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أوبك تفتقد لإستراتيجية حقيقية للمستقبل
عطار لـ"إيلاف": أي زيادة لإنتاج النفط لن تكون لها فائدة
كامل الشيرازي من الجزائر
يشدّد عبد المجيد عطار وزير الطاقة الجزائري الأسبق في هذه التصريحات الخاصة بـ"إيلاف"، على أنّ أي زيادة في إنتاج النفط لن تكون لها فائدة، كما أنّ زيادة الإنتاج لن تخدم دول أوبك، ويجزم عطار بأنّ منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) تفتقد لاستيراتجية حقيقية للمستقبل، وتعليقا على ما ينتاب حجم إنتاج أوبك وحصة كل دولة، وتأثير حصص دول أوبك مجتمعة في السوق النفطية، أورد عبد المجيد عطار في تصريحاته لـ"إيلاف" أنّ دول أوبك ليس لها طاقات كبيرة، عدا "البترول الثقيل" وهذا الأخير لا يؤثر على ثقل الإنتاج في السوق الدولية، وأوعز الخبير الجزائري أنّ دول أوبك لا تؤثر جيدا على الأسعار، وليس العرض من يؤثر على الأسعار.
بمنظور المختص في الشأن النفطي، فإنّ الإنتاج النفطي الحالي يغطي الاحتياج والطلب، وأي اتجاه إلى زيادة الإنتاج سيكون عديم الجدوى "طالما أنّ ليس العرض من يؤثر على الأسعار" ويصرّ محدثنا على أنّ دول أوبك لا تؤثر جيدا على الأسعار، ويعتقد أنّ الزيادات التي حدثت في 2007 و2008 أثرت كثيرا على منظومة الاستهلاك، وإذ يقحم عامل فقدان الدولار لـ35 بالمئة من قيمته، واضطرار دول منتجة إلى رفع أسعار المواد البترولية الخام.
ويقول عبد المجيد عطار، أنّ ما يميّز دول أوبك حاليا، أنّها لا تمتلك قدرات إضافية للإنتاج، باستثناء المملكة السعودية وبدرجة أقل الكويت والإمارات، تماما مثل دول غير عضوة في أوبك على غرار روسيا وبريطانيا والنرويج أو تلك الواقعة في القارة السمراء أو على بحر قزوين، وبناءا على ما تقدّم، يؤكد عطار أنّه ليس من مصلحة دول أوبك إقرار زيادات، ويتصور أنّه لن تكون هناك إستجابة مباشرة، رابطا المسألة بتأثيرات الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، ويبرّر الرجل أحكامه بكون الدول الأعضاء في منظمة أوبك لم تتبنى استيرتجية حقيقية للمستقبل، ويتوقع أن تشهد العشر سنوات القادمة، توازنا بين الإنتاج والطلب، وذاك سيناريو سيتأثر، بحسبه، بمنافسة الطاقات المتجددة البديلة بما في ذلك الطاقة النووية، التي سيعمل مكتسبوها على إنقاص سعر البترول وتحييد وزنه في غضون 2018.
ويعتقد عطار أنّ إنتاج البترول العالمي سيستقر بينما السعر سينخفض، ويرهن العملية بمستوى الاحتياطات قياسا للمتوافر حاليا، ويقول أنّ الدول الغازية ستتأثر هي الأخرى إن لم يتحرر سعر الغاز مثل سعر البترول، لذا يدعو دول أوبك إلى اعتماد استيراتجية خلال السنوات القادمة تكون خاضعة لمعيار الطلب، ويشير عطار إلى شبح "نفاذ البترول" في آفاق العام 2030، وصعوبة اكتشاف حقول نفطية جديدة، بحكم أنّ الحقول العملاقة صارت حقول نادرة، ويجب البحث عليها في البحار وعلى عمق يفوق 2000 متر، مثلما حصل قبل فترة في مدينة برازيليا، وحتى التنقيب على النفط في أماكن لم يكتشف فيها بعد، تحتاج تقنيات واستثمارات عملاقة جدا، في صورة التكنولوجيات الخاصة بالاسترجاع، وبالنسبة لعطار فإنّ احتياطات النفط في العالم بلغت مستوياتها القصوى، وبدأت تأخذ منحى تنازليا، لأن أكبر الاحتياطات تم اكتشافها، والتركيز حاليا ينصب حول إطالة أمد الحقول المكتشفة لسنوات أخرى.
وبشأن تباينات المصرح به من احتياطات النفط وطاقة الشرق الأوسط ، يذهب وزير الطاقة الجزائري الأسبق إلى أنّ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي عرفت مبالغة من طرف ثمة دول منتجة في (تضخيم حجم احتياطاتها) آنذاك بغرض عدم ارتفاع الأسعار، ويصرح بلهجة اليقين أنّ دولا شرق أوسطية لم يسمها لجأت إلى الإعلان عن حجم احتياطي أربعة إلى خمسة مرات وعائه الحقيقي، ووفق تقديراته المخزون الإضافي من الإنتاج يتراوح ما بين 2.5 و3 ملايين برميل يوميا، بينما المتوفر في حقيقة الأمر لا يتجاوز 2 مليون برميل يوميا.