أرامكو السعودية تعيش ذكراها في العالم الافتراضي

موقع إلكتروني بمناسبة العيد الـ75
"أرامكو السعودية" تعيش ذكراها في العالم الافتراضي

خالد الزومان من الرياض
لم تكتفي "أرامكو السعودية" بالاحتفال في العالم الحقيقي، واتجهت للاحتفال بذكراها السنوية إلى العالم الافتراضي حيث دشنت موقعها الإلكتروني الجديد الخاص باحتفالاتها بمرور 75 عاما على تأسيسها على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) عبر الرابط الالكتروني http://www.saudiaramco75.com ، وذلك ضمن سلسلة من النشاطات الاحتفالية التي بدأت تعم أجواء أرامكو السعودية ومرافقها، كما يبرز أهم ملامح تاريخ الشركة ومساهماتها في خدمة المجتمع على مر أجياله، ويستعرض ذكريات وقصص من أبحروا مع الشركة في مسيرتها من الرعيل الأول والأوسط من موظفيها، رواد حقول الزيت ومرافق الإنتاج وغيرهم الكثيرين ممن كانت لهم ذكريات تعامل جميلة لا تنسى ومواقف علقت في أذهانهم على مر الزمن، باتوا يروونها لأبنائهم من الأجيال الجديدة، حباً في غرس قيم الشركة في نفوسهم.

شكل الموقع
وعندما تدلف للدخول إلى الموقع الالكتروني الجديد ذو الألوان الهادئة والتصميم المبسط تجد بين طياته عنوانين بارزين الأول : (الاحتفال بمرور 75 عاماً) والثاني (طاقة للأجيال)، وبمجرد النظرة الأولى لك إلى الصفحة الرئيسية سترى رسالتان تعبران عن مدى الثقة التي تمتلكها ارامكو السعودية من واقع نجاحاتها وخبراتها العملية لسنواتها الطوال إضافة إلى علاقاتها مع مجتمعها القريب وتقبلها للمقترحات التي ترد إليها من الجميع، وجاءت الرسالة الأولى ترحيبية توضح شعار الاحتفال "الطاقة للأجيال" الطاقة الطبيعية من المواد الهيدروكربونية والطاقة البشرية من الموظفين الذين ساهموا في نمو ارامكو السعودية على مدى ثمانية عقود، فيما جاء في مقدمة الرسالة الثانية (من الطبيعي أن يتطور الموقع كما تطورت "أرامكو السعودية" بخطى ثابتة على مر السنين) ودعت "ارامكو السعودية" خلال الرسالة زوار الموقع إلى تكرار الزيارة لاكتشاف المزيد والتقدم بالاقتراحات لتطوير الموقع الالكتروني.

تفاصيل الموقع
"إيــلاف" جالت في بعض تفاصيل الموقع ورصدت ما يلي,يضم تبويب الموقع الذي يستخدم اللغتين العربية والانجليزية 8 أقسام رئيسية مقسمة في شريطين علوي وسفلي وهي "ذكرانا السنوية" التي تحمل في طياتها معلومات عن المعارض والمؤتمرات والإصدارات المتعلقة بالذكرى، فيما يضم القسم الثاني والمعنون بـ"75 سنه مضت" نبذة تاريخية عن قصة نشوء هذه الشركة والأيادي التي ساهمت في بناء "ارامكو السعودية"، ويضم القسم الثالث "نظرة إلى المستقبل" القفزات الكبرى والتقنيات الرائعة التي دعمت وتدعم مسيرة الشركة وتستشرف في الوقت ذاته المستقبل حتى العام 2033 م والذي ستحتفل به الشركة بمرور 100 عام على إنشاءها، فيما يحتوي الجزء الرابع والأخير في الشريط العلوي أبرز النشاطات والفعاليات التي يقدمها "المركز الإعلامي" سواء أحدث الأخبار المرتبطة بالحدث ومركز الصور إضافة إلى قسم يعنى بتحميل الصور.

ويحتوي الشريط السفلي أربعة أقسام في مقدمتها " احتفل معنا" و يحتوي على أربع أجزاء تهتم بالمعارض والمؤتمرات المصاحبة للحدث ومعرض الصور التي يعود بعضها إلى العام 1940 ومدونة الاحتفال الذي يدعو الزوار إلى المشاركة بالأفكار والخواطر عن الماضي والمستقبل و اشترك معنا للدخول في قائمة الأعضاء المهتمين بالحدث، فيما يهتم القسم السادس بالحديث عن الأيادي التي خدمت وصنعت "ارامكو السعودية" على مدى ثمانية عقود، ويركز القسم السابع المعنون بـ "ومضات تاريخية" على العرض تفاعلي للأحداث التاريخية الهامة في مسيرة الشركة، ويضم القسم الثامن والأخير أحدث وأخر الأخبار المرتبطة بالذكرى الماسية لارامكو.

وقدم الموقع شروطاً قانونية لاستخدام المعلومات التي تضمنها الموقع، إضافة إلى معلومات واسعة عن طرق الاتصال بفريق عمل المشروع.

"ارامكو السعودية" بين قصة النجاح وصنّاعها
ركز الموقع الالكتروني الجديد على رصد تاريخي متناغم لمفردات الزمان والمكان في قصة إنشاءها في قوالب "فلاشية" جميلة حيث تدور الرحى وتحكي في عرض كلاسيكي متسلسل ومثير وفق فترات زمنية عشرية تراتبية ابتداء من عام 1930 وحتى العام 2000 منذ نشأت النفط في المملكة الامتيازات التي منحتها الحكومة السعودية لشركة كاسوك (كاليفورنيا أرابين ستاندرد أويل كومباني)، مروراً بتغيير كاسوك مسماها إلى ارامكو (أريبيان امريكان اويل كامباني)، ومن ثم خط الأنابيب عبر البلاد العربية ( تابلاين) الذي يربط بين حقول النفط في المنطقة الشرقية السعودية ولبنان على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ثم معالجة غاز البترول المسال ( البوتان والبوربان) للمرة الأولى في معمل التكريري في رأس تنورة ونقله إلى العملاء، ومن ثم التحول التاريخي بتملك الحكومة السعودية نسبة 25 في المئة من ارامكو ، بعد ذلك امتلاك ارامكو بالكامل بعد شراء معظم أصولها، وبعد ذلك في التسعينات ودور الشركة الرئيسي في مكافحة انسكاب الزيت في مياة الخليج العربي، وأخيرا تصدرها لقائمة نشرة بتروليوم انتلجنس للسنة الحادية عشر على التوالي على أساس إنتاجها واحتياطياتها للزيت الخام إضافة إلى إطلاق شركة ارامكو لأعمال الخليج المحدودة لتولي إدارة الحصة السعودية في المنطقة المغمورة والمقسومة سابقاً.

ولم يهمل الاحتفال أو الموقع الالكتروني كل من ساهم وتعاضد لدعم رواسخ الشركة منذ أيام نشأتها الأولى، وجاء التأطير التاريخي ليعرض سير ذاتية للأوائل في الشركة حيث طرح مجموعة من الأسماء من أبرزها عبدالله الطريقي أول وزير للنفط في السعودية وأول عضو مجلس إدارة في" شركة ارامكو" و عبدالعزيز الشلفان المتخصص في مجال العلاقات العامة والمعلم فهمي بصراوي، وفلويد اوهاين الي يهتم بإتمام العمل على أكمل وجه، وفرانك جونقرز الذي اهتم في قضية السعودة في بداية الشركة ومكتشف أول بئر بالدمام كبير الجيلوجين ماكس ستاينكي، وناصر العجمي نائب الرئيس التنفيذي مهندس عمليات نقل الملكية إلى الدولة، و المهندس والمصور والجيولوجي ريتشارد كير الذي لعب دورًا هامًا في تطوير الخرائط في المملكة، وروبرت ميلر احد الأعلام السابقين حيث كان عضوًا في أول فريق جيولوجي يصل المملكة العربية السعودية لاستكشاف الزيت. فبعد وصوله البحرين في عام 1932، ذهب روبرت وزميله سكويلر . هنري إلى الجبيل للبحث عن الزيت بعد الاتفاق مع الحكومة السعودية، و خميس بن رمثان لقب "دليل الأَدِلاّءُ"، فهو من المحبوبين "الرائدين" في ارامكو السعودية. ويرجع أصله إلى القبيلة البدوية الأصيلة عجمان، وقد ترك انطباعًا خاصًا لدى المُستكشفين الأوائل في المملكة العربية السعودية، وثوماس بارقر الذي امتدت مسيرته المهنية مع ارامكو 32 سنة، من أوائل الذين شهدوا الانتقالة الهائلة للمملكة والشركة في السنوات الأولى، و أخيراً عجب خان المولود في بيشاور التي تعرف اليوم بباكستان الذي ارتبط بأرامكو السعودية. وأشهر ما عرف عنه مقدرته الفذة على سد الفجوة الثقافية بين المستكشفين الأوائل من الأمريكيين والسعوديين من خلال عمله كدليل ومترجم تحريري وشفهي.

تعيين أول فتاة سعودية في "أرامكو" بقرار ملكي
نجاة الحسيني هي أول موظفة سعودية في ارامكو حاصلة على الشهادة الجامعية، ولها مكانة كبيرة بين الرواد في تاريخ الشركة. وهي ابنة دبلوماسي سعودي وحصلت على تأهيلها العلمي خارج المملكة ابتداءً بروما حيث درست في مدرسة ماري ماونت الثانوية والتحقت بعد ذلك بجامعة دمشق في سورية.

لم يسبق لشركة أرامكو أن وظفت سعوديات متعلمات حتى عام 1964. وقد كانت السيدة نجاة مصرّة على أن تعمل مستغلة تعليمها الذي تعلمته فتقدمت لشركة أرامكو. ولم تشهد للشركة حالة سابقة لها مما جعلها تطلب إذنًا خاصًا لتوظيفها من الملك فيصل الذي كان يدعم تعليم المرأة كثيرًا.

وبعد الموافقة على ذلك، شاركت نجاة في برنامج التواصل الاجتماعي الخاص بالتثقيف الصحي مما جعلها تُسهم بصورة مباشرة في مجتمع ارامكو. وقد تنقلت السيدة نجاة مع موظفين آخرين من أرامكو لتعليم العائلات السعودية العناية الذاتية والممارسات والنظافة الصحية مما جعل لها أثرًا ملموسًا ودائمًا على الشركة وموظفاتها وعلى تحسن الرعاية الصحية في المجتمعات المحيطة.
إيجابيات وسلبيات الموقع الالكتروني الجديد

يرى المتخصصين في تصميم وتنسيق المواقع أن الموقع بشكل عام ذو تصميم جميل، مشيرين إلى أن ما يعاب على الموقع عدم تضمنه خارطة للوصول السريع إلى أقسام وخدمات الموقع والتكرار في أقسامه الثمانية وعدم اهتمامه بالمواد الفلمية لأحداث السنين التي مرت على الشركة بشكل أوسع، إضافة إلى عدم استخدامه للغات أوسع كون هذا الحدث يعتبر عالمياً من منظور الشركة.