اقتصاد

قصص وحكايات عن أرامكو وإندماج الشرق مع الغرب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إنشاء أول مدرسة محو أمية لتعليم رعاة الماشية
قصص وحكايات عن أرامكو واندماج الشرق مع الغرب

فيصل فاروق من الرياض: عادة ما يتناقل السعوديون قصصًا وروايات بعضها من نسج الخيال عن المجتمع المغلق في أرامكو، وكثيرًا ما يقولون إن تلك المنطقة هي قطعة من أميركا، لجهة استخدام اللغة الانكليزية وتواجد الأميركيين بكثافة، فضلاً عن عدم إلتزام المتواجدين فيها بالزي المحتشم. ويتحدث لـ"إيلاف" أحد المسؤولين المتقاعدين من أرامكو، فيقول "كنا نعيش في أرامكو كسعوديين وغربيين، معيشة إخاء ومحبة، ولم نسمع يومًا بأن مشادة حدثت بين سعودي وغربي، على الرغم من وجود أشخاص ملتزمين دينيًا، إلا أن التفكير بعصبية لم يكن واردًا أبدًا".

ويضيف أحمد المصبح الذي تنقل في عدة مناصب في شركة الزيت العربية "أرامكو" : "كان الأجانب الذين عملنا معهم لأكثر من أربعة عقود بدأت من قبل أن تشتري السعودية كامل الشركة في سبعينات القرن الماضي، كانوا يساعدوننا على تولي مناصب عالية، وأن يكون السعوديون ذوي كفاءة عالية، وقدموا لنا الكثير من الدعم التعليمي، إضافة إلى أن العلاقات بيننا لم يصبها في أي لحظة فتور أو اعترتها غيوم سوداء". ويصف المصبح أرامكو بالرجل الصالح الذي يسعى إلى دعم المجتمع، فأول مدرسة لمحو الأمية في السعودية أنشأتها أرامكو، للذين كانوا يرعون الماشية قبل أن يعملوا في الشركة التي تملكها الدولة الأولى في إنتاج النفط في العالم.

ويضيف تبني أرامكو المدارس إلى وقتنا الحالي، ولم يقتصر البناء على مناطق سكن العاملين في الشركة، بل تعدى ذلك ليصل إلى مناطق بعيدة، كالدمام، والقطيف ذات الغالبية الشيعية، فضلاً عن الظهران المنطقة التي تسكنها غالبية العاملين في أرامكو. وتتميز أرامكو ببناء المراكز الترفيهية، إذ يوجد لدى الشركة شاطئ يسمح بدخوله للعاملين في الشركة فقط، يعد أكثر انفتاحًا من الشواطئ التي تشرف عليها الدولة مباشرة من خلال أمانات المناطق.

ولا ينسى المصبح موقف رؤسائه في العمل، عندما جاءت ترقيته إلى إحدى المرتبات العالية، والتي يتطلب للفوز بها الحصول على شهادة جامعية، عندها قررت الشركة إبتعاثه على حسابها، ولكن نظرًا لأن سنه تعدى السن الذي يسمح له بالإبتعاث على حساب الشركة، أبى رؤساؤه إلا أن يسافر وعلى حساب الشركة عن طريق قانون جديد يستثنيه من القانون الأول، لكي يحصل على الترقية، وهو ما حدث.

ولأن أرامكو تختلف عن غيرها من الشركات، فإنها تربط موظفيها بأرض السعودية بروابط روحية وثيقة العرى، فأحد الشبان الذين ترعرعوا في داخل أسوار أرامكو عمد إلى إنتاج فيلم سينمائي وثائقي عن السعودية بالتعاون مع إثنين ممن يشاركونه الهوى. ويعرض الفيلم مشاهد متعددة من السعودية وأرامكو ولقطات تاريخية للعلاقات بين البلدين. وتدور حبكة الفيلم حول قصص يرويها قرابة 100 شخصية تحدثوا عن العيش في السعودية في الفيلم كانوا من جنسيات متعددة شرقية وغربية وعربية مسلمة وغير مسلمة، وتراوحت أعمارهم بين الخمس والستين سنة كلهم أحبوا العيش في السعودية.

ووفقًا لتقرير نشرته إحدى الصحف المحلية، قال أحد الشبان الثلاثة يدعى زاك عن الدافع لذلك: "حبنا للسعودية أولاً، وثانيًا هناك أيضًا دافع آخر هو أن الموضوعية في الإعلام غابت في أميركا عندما يكون الحديث عن السعودية خاصة بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وكان الطرح ذاتيًا والخيار واحدًا، لكن حياتنا في ارامكو أتاحت لنا رؤية الخيارات المتعددة والآراء المختلفة ولم يفرض علينا ما نشاهده".

أما تاد وهو أيضًا من المخرجين الثلاثة يقول: "استخدمنا في الفيلم مئات الصور ومقاطع الفيديو من أرشيف المملكة وأميركا توثق الفترة منذ 1930 إلى عام 2007، ووظفنا محترفين شاركوا برسومات خاصة من وحي الفيلم. كان لدينا مئات الساعات من المواد الوثائقية تمت تصفيتها ودمجها في استوديوهات هوليود واستغرقت منا عامين ونصف واشتركنا ثلاثتنا في كتابة النص والإخراج. وغنى زاك في الفيلم أغنية بعنوان "السعودية العربية"، ويقول عنها "أحببت اللبنة بالعسل فألفت هذه الأغنية على ألحان موسيقى ريفية من ولاية تكساس فيما ألف ماثيو أغنية "العودة إلى الكثبان الرملية" وغنينا بأصواتنا في الفيلم".

الرسالة التي يحملها الفيلم للأميركيين تقول إن السعودية بلد متطور وآمن والناس فيه مضيافة وقلوبهم كبيرة يقول ماثيو: "إن الإعلام يؤثر أكثر في الأميركيين لذا استخدمناه كوسيلة لإيصال رسالتنا التي نوجهها أيضًا للسعوديين، ونقول لهم إننا لسنا أعداء وإن هناك أميركيين يفكرون بطريقة حيادية بل أتوق لأن نتصافح في الشارع ويدعوني للركوب معهم في سياراتهم والتجول في الرياض كإخوة وأصدقاء. وعلى الرغم من حداثة عمر الفيلم الذي انتهى تصويره في أيلول/سبتمبر 2007 إلا أنه استقطب 2000 مشاهد في دور العرض الأميركية. يقول تاد: "حضر العرض الأول 700 شخص من مجموعة أرامكو في تكساس, أما العرض الثاني فكان في أماكن مخصصة لرواد صناعة الأفلام في هوليود وحضره 300 شخص والعرض الثالث في هيوستن وحضره أكثر من 500 شخص وكتبت عنه صحف أميركية مشهورة.

أرامكو كانت الملهمة لكثير من الكتاب والقراء وعدد كبير من أبناء الوطن يرون في أرامكو نموذجًا للأمان الوظيفي الذي يمكن أن يحظى به بعضهم، لكن التجربة ليس سهلة وخوض غمارها إحدى دلالات النجاح.
في كتاب (أرامكويون...من نهر الهان إلى سهول لومبارديا( جمع الزميل عبدالله المغلوث قصص الدفعة الأولى من السعوديين الذين تخرجوا من جامعات صينية وكورية، و سلط الضوء على حياة الموظفين في معامل أرامكو السعودية العائمة بالكلمة والصورة، كما استعرض الكتاب أيضًا تجربة اللحامين السعوديين في الصحراء القاحلة.

وقد ترجم الكتاب إلى اللغة الإنكليزية بتوجيه من الأمير عبدالعزيز بن سلمان مساعد وزير البترول والثروة المعدنية وتم توزيعه خلال فعاليات قمة أوبك الثالثة في الرياض العام الماضي، ودورة الإعلاميين التدريبية الأولى في الثقافة البترولية التي أقامتها وزارة البترول والثروة المعدنية بالتعاون مع أرامكو السعودية وهيئة الصحفيين السعوديين. وتجاريًا تم توزيع الكتاب في معرض الكتاب بالرياض هذا العام عبر دار العبيكان للنشر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إنقذوا أرامكو
سعود القحطاني -

و الله خير بس ليش كبار المسؤؤلين في ارامكوا مرتشين