اقتصاد

السعودية والكويت تقودان أكبر استثمارات قطاع التكرير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرياض: أعادت كل من "آرامكو" السعودية وشركة البترول الوطنية الكويتية الحياة مرة أخرى الى قطاع التكرير الخليجي بعد أن أعلنتا مؤخرا عن بدء العمل في أكبر مشروعين تتعدى طاقتهما الانتاجية 1,1 مليون برميل يوميا. وأشارت نشرة "ميس" الى أن تكلفة الاستثمار في كل من مصفاة الزور الكويتية (التي تبلغ طاقتها الانتاجية 615 ألف برميل يوميا) والمصفاة المشتركة بين "آرامكــــو" و"توتال" ( التي تبلغ طاقتها الانتاجية 400 ألف برميل يوميا)، ستصل الى 30 مليار دولار تقريبا وستمثل تقريبا ثلث الاستثمارات الخليجية في قطاع التكرير وصولا الى عام 2014.

مصفاة الزور
وفي التفاصيل: أعلنت شركة البترول الوطنية الكويتية في 11 مايو عن الشركات الفائزة في مشروع مصفاة الزور- المصفاة الرابعة بالكويت والتي ستكون أكبر المصافي الخليجية عند بدء تشغيلها في 2012-2013. وتم ارساء العقود بنظام تعويض التكلفة ولكن الشركة قدرت تكلفة بعض العقود مسبقاَ.
وفاز تحالف شركتي " جي جي سي" اليابانية و"جي اس" الكورية الجنوبية بعقد المجموعة الأولى الخاصة بوحدات التصنيع الرئيسية الثلاث بقيمة أربعة مليارات دولار، وفازت بالمجموعة الثانية الخاصة بوحدات التصنيع المساندة لاستخراج الهيدروجين والكبريت شركة "اس كي" للهندسة والانشاءات الكورية بقيمة 2،6 مليار دولار، ويقال ان المجموعة الثالثة الخاصة بأعمال الموقع والخدمات أسندت الى شركة "فلور" الأميركية، وحصلت شركة دايلم الصناعية الكورية بالمجموعة الرابعة الخاصة بمنطقة الخزانات بقيمة 1،19 مليار دولار تقريبا، أما عن المجموعة الخامسة الخاصة بالمرافق البحرية فقد رست على شركة هيونداي للهندسة والانشاءات الكورية بقيمة 1، 1 مليار دولار.
وتقدر تكلفة المجموعة الثالثة بملياري دولار تقريبا ليصل اجمالي تكاليف العقود المعلنة الى 11 مليار دولار وليس معروفا اذا كانت تتضمن المبالغ السابقة كل تكاليف الواردات أم لا، وتشكك معظم مصادر "ميس" النفطية في أن ميزانية المشروع التي تبلغ 4 مليارات دينار كويتي ( 14,99 مليار دولار أميركي) ستغطي كل التكاليف، بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام وطبيعة العقود التي تغطي تذبذب تكاليف المواد الخام لاحقا.
وأعلنت شركة البترول الوطنية عن رغبتها في أن تعمل المصفاة بحلول مايو 2012 ، كما أعلنت أيضا شركة "أس كي" عن نيتها بدء العمل في المشروع مع نهاية الشهر الحالي، الا أنه يجدر النظر الى حالة القطاع عامة عالميا من حيث التأخير في تسليم المشروعات، وسيكون أداء المقاولين جيداً اذا تم الانتهاء من المشروع بنهاية 2012، وحينها سيرتفع انتاج المصافي الكويتية من 936 ألف برميل يوميا الى 1،4 مليون برميل، بعد اتمام مشروعات زيادة الانتاج في كل من مصفاة ميناء الأحمدي ذات الـ 466 ألف برميل يوميا ومصفاة ميناء عبد الله ذات الـ270 ألف برميل يوميا، واغلاق مصفاة الشـــــــعيبة ذات الـ200 ألف برميل يوميا.

مصفاة الجبيل للتصدير
على صعيد آخر، أعلنت كل من "آرامكو" و"توتال" في 14 مايو الماضي عن الوصول الى اتفاق نهائي حول الاستثمار في مصفاة جبيل المعدة للتصدير في الساحل الغربي بالسعودية، وستقوم المصفاة بتكرير الزيت العربي الثقيل والديزل ووقود النفاثات، كما ستقوم بانتاج 700 ألف طن في السنة من البارازايلين و140 ألف طن في السنة من مادة البنزين و200 ألف طن في السنة من البروبيلين من درجة البوليمر.
وكان من المفترض أن يبدأ انتاج هذه المصفاة في عام 2011 ، لكن ارتفاع سعر التكلفة عن 6،3 مليارات دولار( التكلفة المبدئية المرصودة) أدى الى تأخير المشروع عن موعده واعادة تصميم الرسومات النهائية للمصفاة، وتراوحت التكلفة خلال نهاية العام الماضي مابين 13الى 14 ملياراً، ولكن انخفاض قيمة الدولار أدى الى ارتفاع الأســـعار الى حاجز الـ15 مليار دولار. والشركاء يعملون معا من أجل تسريع وتيرة العمل وتشغيل المصفاة مع نهاية عام 2012 . وسيتم طرح مناقصات حزم المشروع في شهر يونيو القادم وسيعلن عن الفائزين في الربع الأول من عام 2009، وستطرح الحزم التي تتطلب وقتا أطول في التنفيذ في الربع الثالث من العام الحالي.
وسيتقاسم الشركاء تكلفة المشروع حتى انشاء شركة تتولى ادارة للمصفاة في الربع الثالث من العام الحالي، وستمتلك "آرامكو" 62،5 في المائة من هذه الشركة، بينما ستمتلك "توتال" بقية الأسهم، ويخطط الشركاء لطرح 25 في المائة من أسهم الشركة للاكتتاب العام وسيتبقى لكل من الشركاء 37،5 في المائة من الأسهم بعد عملية الاكتتاب، وسيتقاسم الشريكان عملية تسويق منتجات المصفاة.

التحديات القائمة
وتتجه الأنظار حاليا في السعودية الى كيفية اتمام كل من شركة آرامكو "كونكو فيلبس" لمشروعهم المخطط وهو مصفاة ينبع في شرق البلاد ذات السعة الانتاجية 400 ألف برميل يوميا، الذي عانى من مشكلة ارتفاع الأسعار مثل مشروع مصفاة الجبيل والزور، وهذا المشروع سيحتاج الى امدادت بالغاز على عكس مشروع مصفاة الجبيل الذي وجد طريقه الى الغاز السعودي، وحتى شهر مارس الماضي لم يتم استلام الموافقة من الحكومة على تخصيص الغاز، ولا تـــــزال "كونكو فيلبس" حائرة بين المضي في المشروع أو الانسحاب منه بسبب ارتفاع تكلفته الأمر المر الذي يقلل من جدواه الاقتصادية.
وتقوم السعودية حاليا بتطوير المصفاة المشتركة بين "أرامكو" و"موبيل" و"سامرف" المنتجة لـ400 ألف برميل يوميا، كما تخطط لتطوير وتوسيع عملية الانتاج في مصفاة ينبع التي تكرر 235 ألف برميل يوميا لتصل الى 325 ألف برميل يوميا، وتبني مصفاة جديدة أيضا في رأس التنورة ذات الطاقة الانتاجية 400 ألف برميل يوميا، بالاضافة الى مجمع البتروكيماويات المصاحب لمصفاة رأس التنورة الموجودة حاليا بالشراكة مع شركة "داو كيمكال" وتتعدى قيمته 20 مليار دولار، كما ستقدم وزارة النفط السعودية طلبا الى الحكومة السعودية لإنشاء أول مصفاة تدار من قبل القطاع الخاص المحلي في منطقة جزان، وقد لا تجذب المستثمرين الأجانب اليها بسبب بعد المسافة عن الحقول النفطية .

التوسع العالمي
اذاً، معظم الدول الخليجية تنظر الى التوسع العالمي في مجال ما بعد الانتاج، وقد أوشكت شركة "جاكوبس" للاستشارات الهندسية على الانتهاء من دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع مصفاة نقطة خليفة في باكستان المخطط له والتابع لشركة "IPIC" وتبلغ طاقته التكريرية 200 ألف برميل يوميا.
وتعتقد الشركة أن المشروع سيمضي فيه قدما قريبا وتمتلك فيه حصة 74 في المئة وتبلغ تكلفته 6 الى7 مليار دولار، بينما تمتلك شركة "باركو" الباكستانية الحصة المتبقية من المشروع.، كما تتطلع "IPIC" الى انشاء مصفاة في المغرب.
ووافقت مؤخرا الحكومة الفلبينية لشركة "آرامكو" السعودية ببيع حصتها التي تبلغ 40 في المئة من شركة "بترون" لتكرير النفط الى شركة " أشمور" لادارة الاستثمارات وبلغت قيمة الصفقة 550 مليون دولار، ولكن ما تزال الشركة السعودية لديها استثمارات في آسيا الباسفيك، ففي عام 2007 استحوذت آسيا على 4،7 مليون برميل يوميا من صادرات النفط السعودي البالغ 8،5 مليون برميل.
وقال وزير النفط السعودى علي النعيمي في خطاب له من "سول" إن هذه الحصة ستزيد هذا العام لأنه يتوقع أن يرتفع استهلاك آسيا النفطي ليصل الى 20 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 60 بالمئة من نمو الاستهلاك العالمي في عام 2030، وسيمد الشرق الأوسط 80 في المائة من هذا الطلب الآسيوي.
وتعمل "آرامكو" مع شركة"سيناوبك" الصينية الوطنية وشركة " أكسون موبيل" على مضاعفة انتاج مصفاة فيوجين من 80 ألف يوميا الى 160 ألف، كما تتفاوض أيضا مع الشركة الصينية لامتلاك حصة 25 في المئة من مصفاتها الجديدة التي ستكرر 200 ألف برميل يوميا في مقاطعة كوينجو في شمال شرق الصين، وارتفعت صادرات السعودية النفطية الى الصين من 86 ألف برميل يوميا في عام 1998 الى 550 ألف برميل العام الماضي.
وتتطلع الكويت أيضا الى الاستثمار في قطاع التكرير بالصين ولكنها حققت تقدما أكبر في الفيتنام بحصولها مؤخرا على حصة 35,1 في المئة من مصفاة ني سون التي ستقوم بتكرير 200 ألف برميل يوميا ومتوقع أن يبدأ العمل في عام 2013 وتبلغ تكلفتها 6 مليارات دولار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف