اقتصاد

العالم يهتز تحت تأثير أسعار النفط رغم الانخفاض الأخير

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نيجيريا: تزايدت حدة المخاوف العالمية من مسألة أسعار النفط رغم أنه عاود الانخفاض إلى نحو 130 دولارا للبرميل أمس وذلك بعد ارتفاعه في اليوم السابق بفضل تحسن الدولار الأميركي الذي غطى على المخاوف من اضطراب الإمدادات النيجيرية.


وقال متشددون في نيجيريا إنهم يعتزمون تنفيذ سلسلة من التفجيرات بسيارات ملغومة في دلتا النيجر الغنية بالنفط بمناسبة مرور عام على تولي الرئيس عمر يار أدوا رئاسة البلاد. وتضاعفت أسعار النفط منذ العام الماضي وسط قلق متزايد بشأن الإمدادات التي تتعرض لضغط شديد من جراء نمو سريع في الاقتصادات الآسيوية وتعطيلات متكررة في المعروض من منتجين رئيسيين مثل نيجيريا.


لكن السوق نزلت عن ذروتها وسط أدلة متزايدة على أن الدول المستهلكة تجد صعوبة في مواكبة الطفرة مما أذكى توقعات تراخي الطلب العالمي على الطاقة في الأشهر المقبلة. وارتفع النفط دولارين متجاوزا 131 دولارا للبرميل أول من أمس الأربعاء وذلك في أعقاب تراجع حاد أوقدت شرارته المخاوف بشأن تباطؤ في الطلب العالمي على الطاقة.


وقال أديسون أرمسترونج مدير أبحاث السوق لدى تراديشن انرجي "الانتعاش كان فنيا بدرجة أكبر نظرا لان عمليات البيع كانت حادة نوعا ما ومرة أخرى دخل المشترون لاستغلال انخفاض الأسعار".


وبحسب أرقام حكومية تراجع الطلب البريطاني على البنزين في ابريل 7% عنه قبل عام في حين هبط الطلب على الديزل نحو 2%. كما ينحسر الطلب الأميركي على الوقود وسط أسعار بنزين قياسية وتباطؤ اقتصادي.


ونوه محللون إلى القلق من تباطؤ نمو الطلب الآسيوي على الطاقة قريبا مع خفض الدعم الحكومي في المنطقة. وقال ادوارد ماير من ام.اف جلوبال "هناك مؤشرات على أن ارتفاع أسعار الطاقة بدأ الآن يثير تداعيات حتى في الاقتصادات الآسيوية المزدهرة".


وقال فاتح بيرول كبير الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية إن زيادة الطاقة الإنتاجية أكثر أهمية بالنسبة لمنتجي النفط من ضخ المزيد من الخام إذا كانوا يريدون خفض أسعار الخام التي بلغت مرتفعات قياسية. لكن بيرول قال إن القلق على المدى الطويل من تجاوز الطلب للمعروض يدفع السعر للارتفاع وحث جميع المنتجين على الاستجابة لتلك المخاوف.


وأضاف "ما نحتاجه هو التوسع في الطاقة الإنتاجية. ضخ مزيد من النفط الآن ليس أكثر الأشياء أهمية. ما يحرك الأسعار هو افتراض أن الطلب في السنوات القادمة سيكون قويا جدا والمعروض لن يجاريه".


وأضاف أن إمدادات النفط التقليدية من المنتجين خارج أوبك قد تبلغ ذروتها في غضون أربع أو خمس سنوات. وقال ان السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم بذلت جهودا حقيقية لتبديد القلق بشأن المعروض لكنها تستطيع زيادة طاقتها الإنتاجية بدرجة أكبر. وأضاف أن على المنتجين الآخرين في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية بالإضافة إلى روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية أن يعمدوا إلى تعزيز الطاقة الإنتاجية.


وتملك السعودية معظم طاقة إنتاج النفط الفائضة في العالم عند نحو مليوني برميل يوميا. وتطمح المملكة إلى تعزيز الطاقة الإنتاجية إلى 5. 12 مليون برميل يوميا بنهاية العام القادم من حوالي 3. 11 مليون برميل يوميا. ولم يعلن البلد الذي يملك أكبر احتياطيات من الخام في العالم خططا لما بعد ذلك.


وقال بيرول ان على المستهلكين أيضا أن يؤدوا دورهم في خفض الأسعار عن طريق تحسين كفاءة استهلاك الطاقة. وأضاف أن من المرجح على المدى الطويل استمرار قوة أسعار النفط مستبعدا عودتها إلى مستويات 20 إلى 30 دولارا التي كانت عليها قبل عام 2000.


وفي سياق متصل قال ادوارد لازير المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إن الطفرة الأخيرة في أسعار النفط قد تمحو في حالة استمرارها ما يصل إلى 5ر1 نقطة مؤوية من النمو الاقتصادي الأميركي هذا العام.


وقال "أعتقد أن ارتفاع أسعار النفط يكلفنا الكثير بالفعل على صعيد نمو الاقتصاد". مشيرا إلى معادلة يستخدمها خبراء الاقتصاد على نطاق واسع مفادها أن كل عشرة دولارات إضافية في سعر برميل النفط تترجم إلى خسارة نصف نقطة مؤوية من معدل نمو الاقتصاد.


وقال رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي جورج بوش ردا على أسئلة في معهد هودسون "سواء ينطوي هذا على ركود أم لا من الواضح أنه يضربنا بقوة على صعيد نمو الناتج المحلي الإجمالي".


لكن علي اليبهوني محافظ الإمارات بمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" قال إن أسعار النفط ترتفع بمعدلات مفرطة وبسرعة كبيرة رغم أن الإمدادات كافية في سوق النفط. وأوضح ان الأسعار الحالية ترتفع بسرعة مفرطة ومعدلات مبالغ فيها.


وأضاف ان الأسعار المرتفعة ليست في صالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وقال إن الإمارات مستعدة لزيادة الإنتاج إذا حدث نقص في الإمدادات وذلك ردا على سؤال عما إذا كانت بلاده ستقتدي بالسعودية وترفع الإنتاج. لكنه أضاف أن عوامل العرض والطلب الأساسية تشير إلى أن العرض أكثر من الطلب.


وفي ذات الإطار قال حسن قبازرد رئيس دائرة الأبحاث بمنظمة أوبك انه لا داعي لزيادة إنتاج منظمة أوبك هذا العام. وأوضح "لا أرى فعلا أي ضرورة لذلك هذا العام". وأضاف أن المخزونات تتزايد لان الإنتاج يفوق الطلب بما بين 800 ألف ومليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام.


وقال قبازرد إن هذا الفارق كان قائما قبل أن ترفع المملكة العربية السعودية إمداداتها. وأضاف ان المخزونات ستتزايد بوتيرة أسرع بعد أن زاد الإنتاج السعودي 300 ألف برميل يوميا. ورفع صغار مستهلكي النفط في آسيا مثل تايوان واندونيسيا وسيريلانكا أسعار الوقود المحلية وتتجه الهند إلى إجراء زيادة متواضعة.


وأثار ارتفاع تكاليف الوقود موجة احتجاجات في أنحاء العالم. وأحدثت الناقلات فوضى في طرق لندن في حين سد الصيادون الفرنسيون الطرق وخطوط السكك الحديدية المؤدية إلى مستودعات الوقود التابعة لكبرى مصافي تكرير النفط في البلاد مصفاة جونفرفي المملوكة لشركة توتال.


ونظم سائقو الشاحنات في بلغاريا احتجاجا احتذاء بسائقي الشاحنات البريطانيين والفرنسيين والصيادين الفرنسيين في إطار موجة من المظاهرات وعمليات سد الطرق نظمتها جماعات تقول إن ارتفاع كلفة الوقود يهدد أرزاق أعضائها.


ويرى كثير من المحتجين أن الرسوم المرتفعة التي تفرضها الحكومات على الوقود المستورد مسؤولة عن ارتفاع كلفة الوقود بنفس درجة مسؤولية ارتفاع أسعار الوقود عالمياً الأمر الذي يعقد المسألة بالنسبة للحكومات في القارة التي تعتمد على الطاقة المستوردة.


وقالت نقابة سائقي الشاحنات في بلغاريا إن الرسوم وضريبة القيمة المضافة ساهمت في تصاعد أسعار النفط عالميا وجعلت أسعار الوقود في البلاد مرتفعة للغاية. وطالبت النقابة بخفض الرسوم.


وتجمع أكثر من 150 سائق شاحنة وعشرات من سائقي الحافلات من مختلف أنحاء بلغاريا في قافلة على مشارف العاصمة صوفيا قائلين إن أسعار الوقود المرتفعة تعود عليهم بالخسارة. ونظمت احتجاجات مماثلة في مدينة فارنا المطلة على البحر الأسود ومدينة روس الواقعة على نهر الدانوب ومدن أخرى.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف