أميركا والسعودية:ربط العملات الخليجية بالدولار أفاد الشرق الأوسط كثيرا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
العساف: لانية لفك الربط او رفع قيمة العملة
أميركا والسعودية: ربط العملات الخليجية بالدولار أفاد الشرق الأوسط كثيرا
جدة: قال وزير المالية السعودي ابراهيم العساف السبت ان المملكة لا تعتزم التخلي عن ربط عملتها الريال بالدولار أو رفع قيمة العملة لان هذا الربط افادها كثيرا. وقال العساف في مؤتمر صحفي "لا نية لنا للتخلي عن الربط او رفع قيمة العملة." واضاف "ان هذا الربط كان مفيدا". من جهته قال وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون السبت إن ربط العملات بالدولار في دول بالشرق الأوسط أفاد تلك الدول كثيرا وان أي تغييرات في هذا الربط ستكون مسألة سيادية. وقال بولسون -الذي يقوم بجولة في السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة - في مؤتمر صحفي أيضا إن المستوى الحالي لأسعار النفط عبء على الاقتصاديات والمستهلكين في أنحاء العالم. وسئل بولسون عن الربط بالدولار فرد بقوله "هذا أمر سيادي... والربط بالدولار فيما أظن خدم هذا البلد (السعودية) وهذه المنطقة جيدا."
وقابل بولسون في وقت سابق وزير المالية السعودي ابراهيم العساف لمناقشة مجموعة قضايا منها سوق النفط والاقتصادين الاميركي والسعودي ومسائل مرتبطة بسوق الصرف الاجنبي. ولم يوضح كل من بولسون والعساف كيف افاد ربط العملات الخليجية بالدولار اقتصاديات هذه الدول التي تعاني بشدة من التضخم الناتج بصورة اساسية عن ارتباط عملات دول الخليج العربي بالدولار الضعيف.
وأظهر استطلاع مؤخرا ان التضخم في السعودية وأربعة منتجين آخرين للنفط في الخليج قد يرتفع الى مستويات قياسية تزيدعن تسعة في المئة على الأقل هذا العام مع ارتفاع الإيجارات والأسعار العالمية للسلع وتراجع أسعار الفائدة مما يزيد الإقراض.وحسب استطلاع شمل 17 اقتصاديا ومحللا قد يزيد متوسط التضخم في السعودية وعمان اللتين تربطان عملتيها بالدولار الى أكثر من المثلين حيث تزيد العملة الأميركية الضعيفة من تكلفة بعض الواردات الى أكبر مناطق تصدير النفط في العالم.
وقال جياس جوكنت رئيس البحوث في بنك أبوظبي الوطني واحد المحللين الذين استطلعت آراءهم بين 27 ابريل/نيسان واول مايو/ايار "يبدو أن الاتجاه في عموم منطقة الخليج هو عدم وجود تراجع في التضخم المرتفع." وكشف الاستطلاع ان متوسط التضخم في السعودية وهي اكبر مصدر للنفط في العالم قد يصل على الاقل الى اعلى قمة في 30 عاما عند تسعة في المئة في المتوسط بالمقارنة مع 4.1 في المئة العام الماضي. ويمكن ان يقفز التضخم في نهاية العام في اكبر اقتصاد عربي الى 9.9 في المئة ارتفاعا من 6.5 في المئة في نهاية ديسمبر/كانون الاول 2007 .وقال جوكنت "احتمال تضخم اكثر من عشرة في المئة في انحاء الخليج لا يبدو بعيدا جدا الان وفي الواقع فمن الواضح ان النصف الاول من 2008 فترة تشتد فيها ضغوط الأسعار."
وزاد الاقتصاديون توقعاتهم للتضخم في 2008 الى المثلين تقريبا بالنسبة للسعودية وعمان والبحرين والكويت منذ استطلعت آراءهم آخر مرة في ديسمبر/كانون الاول.ومنذ ذلك الحين زاد التضخم في السعودية الى المثلين تقريبا في ستة أشهر ليصل الى 9.6 في المئة في مارس/اذار الماضي في حين وصلت ارتفاعات الاسعار الى 11.1 في المئة في عمان في فبراير/شباط وهو ما يزيد على مثلي معدل التضخم قبل ثمانية أشهر فقط.وأظهر الاستطلاع ان متوسط التضخم في عمان سيقفز الى مستوى قياسي يبلغ 9.3 في المئة هذا العام مع بلوغ التضخم 11 في المئة بحلول 31 ديسمبر/كانون الاول.وأظهر ايضا الزيادة السريعة في الاسعار في البحرين اصغر اقتصاد خليجي حيث قد يزيد التضخم لاكثر من المثلين الى 8.5 في المئة بحلول نهاية العام ويكون المتوسط 6.1 في المئة.
وقال ديفيد باتر الاقتصادي الاقليمي في مؤسسة ايكونوميست انتليجينس يونيت البحثية "التضخم سيبقى فوق المستويات التاريخية بمراحل بسبب طفرة في الطلب المحلي ونمو نقدي قوي واختناقات في الامداد وارتفاع الأسعار العالمية للسلع وضعف العملة المرتبطة بالدولار."وما عدا الكويت فان دول الخليج مقيدة في معركتها ضد التضخم بسبب ربط عملاتها بالدولار الضعيف مما يرفع تكاليف الواردات ويجبر تلك الدول على تعقب التخفيضات في أسعار الفائدة الاميركية. و في الامارات وقطر حيث أسرع معدل في المنطقة لنمو الأسعار سيرتفع التضخم في 2008 حيث سيخفف المعروض في مجال الاسكان الضغط على الايجارات في البلدين.وفي قطر التي جمدت الايجارات هذا العام للسيطرة على الاسعار فان التضخم سيبقى الأعلى في المنطقة هذا العام بمتوسط 13.8 في المئة متساويا مع متوسط 2007 وسيتراجع الى 13.3 في الربع الاخير. وأظهر الاستطلاع ان التضخم في الامارات تسارع الى اعلى قمة في 20 عاما على الاقل عند 11.4 في المئة العام الماضي وسيرتفع قليلا الى 11.8 في المئة هذا العام.
وقال مارك مكفارلاند كبير الاقتصاديين في مؤسسة النعيم ومقرها دبي "لا توجد إشارات على تهدئة في سوق العقارات بالامارات."وزاد تصاعد الضغوط التضخمية في الخليج التكهنات بأن بعض منتجي النفط قد يقتدون بالكويت وينهون ارتباط عملاتهم بالدولار. ورغم ذلك حاولت البنوك المركزية الدفاع عن ارتباط عملاتها بالدولار برفع متطلبات الاحتياطي المصرفي مع سير أغلب منتجي النفط على نهج سبعة تخفيضات أميركية في أسعار الفائدة منذ سبتمبر/ايلول بلغت في الاجمال 3.25 في المئة.
وفي الكويت التي سمحت لعملتها الدينار بالارتفاع بأكثر من ثمانية في المئة منذ إنهاء ارتباطه بالدولار يوم 20 مايو/ايار العام الماضي أظهر الاستطلاع ان التضخم سيرتفع الى متوسط 9.3 في المئة هذا العام وسيلامس 9.6 في المئة في ديسمبر.
وقالت راندا عازر خوري كبيرة الاقتصاديين في البنك الوطني الكويتي "ستخفف سلة سعر الصرف من الارتفاع في التضخم المستورد نوعا ما." واضافت "ارتفاع الانفاق الحكومي والانفاق الاستهلاكي القوي والضغوط التضخمية العالمية والعوائق الهيكلية في الكويت ستضمن تضخما أعلى في 2008 ."