فلسفة الاستثمار لدى صناع السوق السعودي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الكثير يستثمرون بناءا على أمجاد الماضي
فلسفة الاستثمار لدى صناع السوق السعودي
محمد العنقري من الرياض : تعيش السوق المالية السعودية مرحلة من الحيرة في الاتجاه أربكت معها قرارات المتعاملين ففي الوقت الذي تنخفض فيه مكررات الربحية للشركات الكبيرة والمؤثرة يرى المتعاملون ضعف باتجاهات السيولة لتلك الشركات بل إن هناك عمليات خروج نسبية مقننة مما عكس وضعا ضبابيا طغى على تعاملات السوق وبالمقابل هناك حركة تداولات نشطة على الشركات الجديدة لم تنقطع عن مستوياتها المرتفعة منذ إدراجها بالسوق مما فرض تساؤلا منطقيا أين يتواجد صانع السوق وما الذي يفكر فيه للمستقبل.
الكثير من المتعاملين يستثمرون بناءا على أمجاد الماضي ويعتقدون أن الفرص ما زالت بتلك الشركات الكبيرة التي نمت خلال عقدين أو أكثر بأرقام فلكية وتضاعفت رؤؤس أموالها بشكل كبير وحقق المستثمرين من خلالها ثروات طائلة ولكن هذه الشركات أصبحت اليوم اقل قدرة على النمو ولا يمكن بأي حال أن تستمر بالعطاء فقد تحولت هذه الشركات بالرغم من قوتها لأسهم العوائد والتوزيعات أكثر منها لأسهم تتضاعف رؤوس أموالها وتزداد ربحيتها بنسب كبيرة كما في السابق وحتى لو خدمتها عوامل النمو الاقتصادي إلا أن حجم رأس مالها أصبح كبيرا مما قلل من معدل ارتفاع العائد على السهم بل فقدت تلك الشركات ميزة أخرى وهي التحكم بمسار المؤشر بعد الهيكلة الجديدة التي أفرزت أكثر من عشرين شركة لها تأثير على اتجاهات السوق وقامت هيئة سوق المال بطرح عشرات الشركات إلى أن أصبح السوق يحتوي على أكثر من 120 شركة مدرجة من بينها أكثر من خمس شركات ذات ثقل كبير وتأثير ضخم على السوق .
إن ما يحدث الآن في سوق المال هو اتجاه المستثمرين للسوق الجديد إذا صحت التسمية فهذه الشركات ينتظر لها النمو بالمستقبل فبالتالي انخفاض أسعارها حاليا سيعطي ميزة للمستثمرين بنمو أسعارها عدة أضعاف بعد أن تبدأ بتحقيق الأرباح كما حدث باستثماراتهم السابقة من هنا نستطيع القول أن الوضع الضبابي بالسوق ما هو إلا عملية إعادة توزيع مراكز من الأسهم القديمة إلى الجديدة والتي تعطي نفس التأثير على اتجاهات السوق وتحمل بمستقبلها نسبة نمو أعلى بكثير من سابقاتها فلا يمكن مقارنة ما ستحققه كيان ومصرف الإنماء وزين وبترورابغ وجبل عمر وغيرها من الشركات المدرجة حديثا من نمو ينعكس على أسعارها خلال السنوات القادمة بما ستحققه الشركات التي نمت كثيرا في السابق.
مما يعني أننا نعيش مرحلة جديدة من تعاملات السوق وتوجهات الاستثمار فيه والحكمة تقول أن الصغير يكبر وان الكبير يهرم فالمستثمر يبحث عن الشركة التي تضاعف له رأس مالها عدة مرات كما حدث مع من استثمر بالبنوك وسابك وغيرها وأي نسبة نمو لا تحقق ذلك فهي غير مجدية بالنسبة له مهما كان اسم الشركة براقا ولامعا فالاستثمار يتعامل مع الأرقام وليس مع العاطفة ويتحالف مع المستقبل ولا يقدس أمجاد الماضي كما انه يقرا توجهات الإنفاق على صعيد القطاعين العام والخاص ويتوجه للقطاعات التي تكون على مشارف النمو الحقيقي المنتظر لها كما هو حاصل الآن من حديث عن توجهات لإنفاق كبير في مجال القطاع العقاري وبعض الشركات التي بدأت خططها الإستراتيجية تؤتي ثمارها فالمستثمرون الكبار دائما يسبقون الجميع بمراحل طويلة وهذا سر نجاحهم لان نظرتهم تبقى دائما للمستقبل .