اقتصاد

تخوفات من تحول احتجاجات حول الأسعار إلى مواجهات بالمغرب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تنفيذ وقفات متزامنة في مدن ومحافظات مختلفة غدا
تخوفات من تحول احتجاجات حول الأسعار إلى مواجهات بالمغرب

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: تستعد تنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات العمومية، غدا الجمعة، إلى خوض وقفات على صعيد مدن ومحافظات مختلفة بالمغرب، متفرقة في المكان وموحدة في الزمان، احتجاجا على تواصل ارتفاع أثمان المواد الغذائية التي أدت إلى ضرب القدرة الشرائية للمواطنين، وسط تخوفات من تحول هذه التظاهرات إلى مواجهات، كما حدث في مدينة صفرو أو كما وقع قبل أيام في مدينة سيدي إيفني.

وأفادت مصادر أمنية، "إيلاف"، أن جميع الترتيبات اتخذت حتى تمر الوقفات في أجواء سلمية، مشيرة إلى أن التخوف يبقى دائما قائما، خصوصا أن البعض يستغل هذه المناسبات للقيام بأعمال شغب.

وأكد حقوقيون، لـ "إيلاف" أن الجميع يعمل على أن يجري تأطير هذه العملية بشكل جيد، فهدفنا الأساسي هو أن تمر الاحتجاجات بشكل سلمي، ويبلغ الناس أصواتهم دون وقوع حوادث.

وستجد التنسقيات غدا نفسها أمام امتحان صعب، فيما يخص تأطير هذه الوقفات التي ستنظم في عدد من المدن الكبرى، منها العاصمة الإدارية الرباط.

وخلق ارتفاع الأسعار وتفشي ظاهرة البطالة توترات في بعض المناطق، كما حدث في سيدي إيفني، حيث حاصر شباب ميناء المدينة ومنعوا الشاحنات من مغادرته بعد اختيار ثمانية مرشحين في مباراة للتشغيل.

وعقب تدخل قوات الأمن ودخول الشباب في مواجهة معها، سجلت إصابات في صفوف الطرفين، بعضها كانت خطيرة، في حين اعتقال حوالي عشرة، قبل أن يخلي سبيل الجميع ويجري الاحتفاظ بثلاثة.

وشهدت مواد عديدة، أخيرا، تناميا في أثمانها بدون سابق إعلان من جانب السلطات، ما يؤشر، حسب البعض، إلى أن عدم الإعلان عن إقرار زيادة ما في مادة استهلاكية أساسية، تندرج ضمن المواد المدعمة من الصندوق، لوجود نية تتجه نحو إلغاء الصندوق أو إعادة النظر في بنيته ومراميه، أو تغييره يكون موجها أساسا لفائدة الفقراء والمحتاجين وارتباطا بهذه النقطة يلاحظ باحثون أن صندوق المقاصة فقد هويته وأهدافه وليست أمامه آفاق واعدة.

ورغم الصعوبات التي يواجهها، إلا أن الحكومة قررت أن عدم إلغاء صندوق المقاصة، كما أعلنت مواصلة الصمود أمام الارتفاعات الصاروخية لأسعار المواد الأساسية والأولية. وجاء هذا القرار في محاولة للحفاظ على القدرة الشرائية لجميع المواطنين، خاصة الطبقة الوسطى، ما دفع إلى الشروع في إصلاح شمولي وهيكلي لهذا الصندوق وذلك من خلال ترشيد أدائه.

وفي هذا الإطار، قامت الوزارة المكلفة بتشخيص شمولي للوضعية الحالية لصندوق المقاصة، أبان عن خمسة اختلالات، تتلخص في الغلاف المالي غير المتحكم فيه، وتصاعد التبعية الاقتصادية للأسواق الدولية، وتعدد المتدخلين واختلال في توجيه الدعم إلى الفئات المعوزة، وتعدد وتقادم النصوص القانونية والتنظيمية والموازنة.

وسطرت الحكومة إستراتيجية شمولية وهيكلية تستهدف بالأساس، التحكم في الغلاف المالي المخصص للصندوق بناء على نسبة الناتج الداخلي الخام، وتحقيق النجاعة الاقتصادية، والإنصاف في توزيع الدعم مع تحصين القدرة الشرائية للفئات الوسطى، وتقوية الحماية الاجتماعية.

ويصل الغلاف المالي المخصص لهذا الصندوق حوالي 30 مليار درهم، عوض 20 مليار المبرمجة في قانون المالية برسم 2008.

وتنظم نسبة كبيرة من الاحتجاجات المسجلة أخيرا في المغرب منظمات يسارية موازية لأحزاب اليسار المتشدد، مثل حزب النهج الديمقراطي، وحزب الطليعة الاشتراكي والحزب الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد، وجمعيات حقوقية وعمالية مثل "أطاك المغرب"، وغيرها.

ويصل عدد التنسقيات المنتشرة على صعيد مختلف مدن المملكة إلى 50 مجموعة.

وتأسست هذه التنسيقيات خلال اجتماع عقدته مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية للتشاور حول الارتفاع الصاروخي لأثمان المواد الأساسية.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف