اقتصاد

خبراء: قمة جدة قد تسفر عن حلول "محدودة الجدوى"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بسبب تأثير العوامل الجيو سياسية
خبراء: قمة جدة قد تسفر عن حلول "محدودة الجدوى"

كامل الشيرازي من الجزائر
أبدى خبراء جزائريون تحدثوا لـ"إيلاف" عن قمة جدة التي ستعقد اليوم الأحد، إلى أنّ الموعد قد يسفر عن حلول "محدودة الجدوى"، والتقى كل من "هيثم رباني"، "سليم لعجايلية"، "أنيس نواري" في كون القمة "قد تحمل حلولا"، لكنّ التساؤل الملّح يكمن في "مدى فاعليتها" بسبب تأثير العوامل الجيو سياسية واعتبارات اقتصادية متداخلة، ويذهب هؤلاء إلى أنّ بعض الدول الكبرى المستهلكة تحاول من خلال شعار "رفع الانتاج لخفض الأسعار" معالجة مرض خطير بأدوية لا تنفع.

بداية، رأى الخبير النفطي "هيثم رباني" أنّ قمة جدة ستحاول ايجاد حلول عبر مقترحات أميركية، وأشار إلى أنّ ثمة لوبيات داخل الولايات المتحدة تحاول اللعب على وتر الأوضاع الجيو سياسية لتمرير خططها، واستدل رباني بالمقال المنشور في صحيفة "نيويورك تايمز" وحمل مزاعم عن ضربة اسرائيلية وشيكة لضرب أهداف لها في إيران، وما رافقه في اليوم ذاته من صعود لافت في سعر برميل النفط، ويعتقد رباني أنّ موعد جدة لن ينجح في إنهاء القبضة الحديدية الواقعة بين الدول المنتجة ونظيرتها المستهلكة، في ظل استحالة خفض أسعار النفط، وعامل الوقت الذي يستلزم لايجاد منابع جديدة وضخمة، سيما وأنّ الدول المنتجة أعلنت أكثر من مرة أنّ طاقاتها وصلت إلى حدها الأقصى ويستحيل أن تنتج أكثر مما تنتجه الآن.

ويؤيد المحلل للشأن النفطي "سليم لعجايلية" نظرة "هيثم رباني" المستبعدة لحصول أي اتفاق بين المنتجين والمستهلكين، خصوصا مع "لا معقولية" المطلب المرفوع من عموم الدول المستهلكة بشأن رفع الانتاج حتى تنزل الأسعار عن مستواها الحالي، وتبعا لخيالية الاستهلاك الصيني وما اندرجت فيه استراليا وفرنسا وبريطانيا، يجزم رباني ولعجايلية بأنّ "اجتماع جدة ترقيعي ولا جدوى منه"، ضمن هذا السياق، يلاحظ "سليم لعجايلية" أنّ الاتجاه إلى رفع الانتاج لن يكون له أثر، طالما أنّ الطلب العالمي متزايد، والتوترات السياسية متنامية هنا وهناك بفعل أعمال العنف، ويضرب مثلا بالأزمة النيجرية وتدمير المتمردين في لاغوس لأنبوب نفطي وما ترتب عليه، ولا يرى محدثنا البتة أنّ المضاربة ستنتهي، لعدم زوال أسبابها وما يرافق العوامل الجيو سياسية على أسعار النفط، معددا انعكاسات ما يقع في كردستان العراق وتداعيات الملف النووي الإيراني، ناهيك عن الظروف السائدة في نيجيريا والتراجعات الواقعة داخل أمريكا، إضافة إلى تقلبات سعر الصرف في السوق النقدية مع الهبوط المستمر للدولار والصعود اللافت لليورو.

ويتقاطع "أنيس نواري" الإعلامي الجزائري المختص في النفط مع "هيثم رباني"، إذ يحمّلان مسؤولية ما قد يحدث غداة قمة جدة إلى من سمياها (اللوبيات المفسدة) داخل الولايات المتحدة والتي تعمل بحسبه ضدّ مصلحة المواطن الأمريكي، ويتهّم الشركات الغربية الكبرى كـ"شل" و"توتال"، و"بريتيش بتروليوم" بالمناورة واختلاق مشكلات للتغطية على ما هو أخطر، في صورة المشكلة الضريبية في الدول الغنية الموجهة للطاقة التي تبقى "مرتفعة جدا" و"غير مبررة بالمرة"، ويتساءل رباني لماذا يباع البنزين بيورو و20 سنتا، ويطرح استفهامات عن مؤدى الزيادات الواقعة، والتي تتناقض رأسا مع انهيار اقتصاديات الدول المعنية كفرنسا واسبانيا وفنلندا وليشنشتاين وسويسرا.

وعلى هذا يلفت "هيثم رباني" و"أنيس نواري" إلى محاولة الأوروبيين فبركة صراع نفطي يبعد عنهم فضيحة التهرب الضريبي الضخم والذي جاوز ستة آلاف مليار يورو سنويا في القارة العجوز، وذلك ناتج عن رفض شركات استيراد وتصدير أوروبية مرموقة عن دفع الضرائب، وهو ما حدا بالوزير الأول الفرنسي فرانسوا فيون إلى الاعتراف مؤخرا بالقول:"أنا أرأس حكومة دولة مفلسة" في ظل بلوغ الدين الفرنسي المحلي حدود ثلاثة آلاف مليار يورو، لذا لا يعدو الحراك الغربي المرتقب في جدة مجرد "محاولة للتغطية" مع أنّ الأمر يشابه محاولة طبيب لمعالجة مرض خطير بأدوية لا تنفع.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف