اقتصاد

إنتاج التمور في الجزائر مهدد بالأمراض والآفات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر: أجمع كثير من المختصين والمزارعين، على أنّ خطر الطفيليات بات يتهدد بشكل قوي نحو 1.8 مليون نخلة، ما يشكل تهديدا صريحا لثروة التمور في الجزائر في ظل شيوع أمراض "البيوض" و"البوفروة" و"سوسة التمر" وبعض الآفات الطفيلية والعنكبوتية وكذا الطيور المضرة بالتمور، وأبدى خبراء مخاوف متعاظمة إزاء ما قد يترتب عن زوال أكبر ثروة زراعية جزائرية لما تمثله من عنصر أساس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنظومة المحلية، علما إنّ الجزائر تمتلك 4.7 مليون نخلة منتجة وتتموقع كثاني أكبر مصدّر للتمور عالميا بعد تونس، بمعدل إنتاج يفوق 550 ألف طن.وفي ملتقى دراسي جنوب الجزائر، بحث تقنيون سبل مكافحة الأمراض والطفيليات التي تهدد النخيل المنتج وكذا بعض الظواهر والآفات الأخرى المدمرة لمحاصيل التمور، ولفت متحدث باسم المعهد الجزائري لحماية النباتات، إنّ الآفات المضرة بنخيل التمور تنتشر بشكل مخيف في صورة آفة "البوفروة" و"سوسة التمر"، ولاحظ مزارعون أنّهم بحاجة إلى عنصر الإرشاد لبحث سبل المحافظة وديمومة نظام الإنتاج الواحاتي المشروط بحماية وتثبيت ثروات النخيل.

وسمح هذا اللقاء بوضع طرق لحماية ثروات النخيل من الآفات التي تهددها وغيرها، حيث قدّم مختصون عروضا تطبيقية حول تقنيات مكافحة مختلف أنواع الآفات التي تصيب النخيل المنتج للتمور، في وقت رصدت وزارة الزراعة الجزائرية غلافا ماليا فاقت قيمته 147 مليون دينار للغرض ذاته في مخطط يطال 10 ولايات جنوبية هي:أدرار- تمنراست- تندوف- غرداية- بسكرة- ورقلة- البيض- الوادي- إيليزي وبشار.ويتكبّد القطاع الزراعي الجزائري خسائر سنوية تربو قيمتها عن المائة مليار دينار جزائري، بما يعادل 110 مليون دولار، وذلك بسبب التلف الذي يلحق 30 بالمائة من المنتجات الزراعية جراء استفحال أمراض طفيلية تنقلها الحشرات الضارة والطيور المهاجرة، وهي فاتورة ثقيلة تفرض مخطط فعالا يكفل عدم تكرار سيناريوهات كارثية كتلك التي تسببت فيها قوافل الجراد خلال مواسم سابقة.وتتضمن اللائحة السوداء أمراضا مثل "التريسيتزا" و"السوسة الهندية"، وفيروس الأشجار "لشاركا"، ومن شأن عدم التصدي لها، أن يؤدي بحسب خبراء إلى إتلاف جميع المحاصيل الزراعية، وعمدت السلطات إلى تخصيص أغلفة مالية معتبرة للحيلولة دون اتساع رقعة هذه الخسائر، لكن ذلك لم يحل دون تسبب الطيور المهاجرة على طريقتها في خفض محسوس لمردود الحبوب، تماما مثل مرض "البيوض" الذي يهدد التمر، بعد أن أتلف كثير من نخيل المغرب، وبات المزراعون في الجنوب الجزائري سيما محافظتي غرداية وبسكرة المعروفتان بأكبر وأجود منتجات التمر، يشتكون من شبح البيوض وما يتسبب به الأخير من تآكل وخسائر.ويعد الواقع الجزائري مغايرا لما هو حاصل لدى الجيران، لاسيما تونس وليبيا اللتان قطعتا أشواطا كبيرة في منظومة التمور، وتجاوزتا الجزائر التي باتت تكتفي بإحياء العيد المحلي للتمور كل عام، وسبق لخبراء أن أشاروا قبل سنتين إلى خلل ينتاب تصدير التمور في الجزائر تبعا لطفو مشكلات عديدة، منها عدم تنظيم مهنة التصدير، وغياب السرعة في ضمان نقل البضاعة التي تصنف في خانة سريعة التلف، وإبعاد شبح المضاربين، حدث ذلك على الرغم من تنامي القطاع الزراعي الجزائري في الأعوام الأخيرة.

وكانت وزارة الزراعة الجزائرية أقرت في فترة سابقة بعجزها عن تصدير 500 ألف طن من التمور، ونقلت مراجع محلية إنّ الأمر يتعلق بتعذّر تصدير كميات كبيرة من أفخر وأجود أنواع التمور إلى الخارج، ليبقى النفط والغاز هما المصدر الأول لإدخال العملة الصعبة إلى البلاد. وذكر الوزير السابق للزراعة "السعيد بركات" بأنّ الجزائر لا تقوى سوى على تصدير 16 ألف طن من "دقلة النور"، أفضل أنواع التمور عالميا تستورد معظمها دول أوروبية وتستفيد منه الجالية المسلمة، خاصة في شهر رمضان من كل عام.

وأعلنت الحكومة الجزائرية مؤخرا عن "الجسر الأخضر" لتصدير التمور الذي سيكون من شأنه المساعدة في تصدير "تمور دقلة نور" للأسواق الأوروبية مباشرة، على أن يجري تصدير التمور عبر أربعة موانئ فقط هي العاصمة وهران وسكيكدة وبجاية وأربعة مطارات هي الجزائر ووهران وسكيكدة وقسنطينة وثلاث مراكز أرضية هي تمنراست وأدرار واليزي، وغالبا ما يشتكي المصدرون من تأخيرات بيروقراطية جمة ترهن عمليات تسويق التمور الجزائرية، ما جعل الجزائر تسوّق 24 ألف طن أي أقل من 5 بالمئة من إنتاجها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف