اقتصاد

جلوبل: السوق السعودية لتجارة الملابس يواصل زخمه القوي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مع زيادة وعي المستهلكين بإتجاهات الأزياء
جلوبل: السوق السعودية لتجارة الملابس يواصل زخمه القوي

الكويت: تعتبر تجارة الملابس الجاهزة بالتجزئة في السعودية أحد الأسواق ذات معدلات النمو العالية في المنطقة العربية، وخاصة في قطاعي ملابس النساء والأطفال. وقد سجلت سوق الملابس نموا متسارعا خلال السنوات القليلة الماضية مع تنامي وعي المستهلكين فيما يتعلق باتجاهات الأزياء ، ويعزى نمو السوق أساسا بارتفاع نسبة الشباب إلى مجموع السكان وزيادة القوة الشرائية المتاحة لمشتري منتجات الأزياء. وفي الواقع كان يوجد لدى كوليرز إنترناشيونال في الرياض مساحة تبلغ 2.5 مليون متر مربع لتأجيرها ضمن مجمعات تسوق في الرياض مقارنة مع 1.1 مليون متر مربع في جدة و 1.7 مليون متر مربع في دبي، في نهاية العام 2007.

وبالنظر إلى نمط الملابس الرجالية في السعودية، يرتدي معظم الرجال الدشداشة التقليدية البيضاء الطويلة مع الشماغ الأحمر. أما النساء، فيرتدين العباءة السوداء والطرحة للاستخدام اليومي. ومع أن جميع النساء يرتدين العباءة التقليدية فوق ملابسهن، إلا أن ارتداء الملابس الغربية تحت العباءة هو من الأمور الشائعة جدا، حيث يقبل جيل الشباب من السعوديات على ارتداء الملابس الغربية بعد المدرسة ويرتدي غير السعوديين عادة الملابس الغربية.

سوق الملابس في السعودية يتكون من منتجات متنوعة لا تمثل الماركات العالمية، كما تتضمن ملابس لا تحمل أسماء عالمية، وهذه الأخيرة تستورد في معظمها من الدول الآسيوية، إلا أنه مع بلوغ السوق مرحلة معينة من التطور والنضوج نشأ طلب متزايد على الملابس التي تحمل ماركات عالمية راقية والتي تباع في سلسلة محلات عالمية، وأصبحت هذه الفئة الأخيرة تمثل ما بين 25 و 30 في المائة من إجمالي مبيعات الملابس الجاهزة، وهذه النسبة في ارتفاع متواصل حسبما يتضح من تزايد أعداد محلات بيع التجزئة وعدد المجمعات والمعارض التي تقتصر مبيعاتها على معارض المحلات العالمية.

حقق قطاع الملابس الجاهزة التي تحمل علامات عالمية معروفة زيادة واضحة في حصتها في السوق على مدى السنوات العشر الماضية بسبب تغير أذواق المستهلكين وزيادة الوعي والإطلاع على أحدث الأزياء العالمية، وقد أصبح المستهلك السعودي أكثر وعيا وإدراكا للماركات المختلفة وازداد ولاؤه لماركات معينة، وأصبح يطلب خدمة ذات مستوى رفيع من الجودة ويصر على الحصول على قيمة حقيقية لما يدفعه من أموال مقابل السلع والخدمات، ولذلك أصبح يبحث عن مجموعات المنتجات الجديدة التي تحمل الماركات المفضلة لديه.

سوق الملابس في المملكة تعتمد إلى حد كبير على الاستيراد، وخاصة فيما يتعلق بالأقمشة والملحقات والملابس الغربية الجاهزة والتي تستورد من جميع أنحاء العالم حسب مستوى السعر ودرجة الجودة، والملاحظ أن هناك تمييزا ملحوظا وخطا فارقا بين الأنواع الراقية والأصناف المتدنية السعر والجودة. وتنتمي الملابس الأميركية والأوروبية عموما إلى الفئة الأرقى والأفضل والتي يحرص على شرائها أفراد الطبقة العليا في المجتمع السعودي. ومن جانب آخر هناك الملابس القياسية العادية التي تستورد من الدول الآسيوية وخاصة من الصين، وتتميز بانخفاض أسعارها وجودتها، ويقبل عليها أفراد الطبقات الأدنى في المجتمع وهم الفئة الأكثر عددا في السعودية. وهناك أيضا المنتجون السعوديون للملابس، لكن نشاطهم يقتصر على توريد الملابس العسكرية والعباءات التقليدية.

تتراوح مستويات محلات بيع الملابس الجاهزة بالتجزئة في المملكة العربية السعودية ما بين البوتيكات المتخصصة والتي تعرض الأزياء الراقية وإبداعات المصممين العالميين الأكثر أناقة وشهرة، من جهة، والمحلات الشعبية والبسطات المقامة في الأسواق. الرياض هي السوق الأكبر للملابس الجاهزة في المملكة العربية السعودية وتبلغ حصتها 40 في المائة من حجم السوق، وتليها جدة (حوالي 30 في المائة ) ثم الدمام / الخبر (حوالي 20 في المائة). وقد أدى تنامي حضور الملابس ذات الماركات العالمية الشهيرة في هذه المدن الرئيسية إلى تزايد حجم قطاع الملابس الراقية. بالنسبة للمستوى الأوسط، تعتبر جدة المركز الأكبر بسبب العدد الكبير من الحجاج الذي تستقبلهم المدينة أثناء موسمي الحج والعمرة. أما الرياض، فإنها تحتل مكانة أعلى في قطاع الملابس الراقية وذلك بسبب تركيز المستهلكين ذوي الملاءة المالية الأكبر في هذه المدينة. وأما الدمام / الخبر، فتحتل المرتبة الثالثة وإن كانت أهميتها تزداد لفترة وجيزة في كل سنة أثناء موسمي الحج والعمرة، حيث في هذه المدينة الحجاج القادمون من البحرين والكويت للتسوق قبل عودتهم إلى ديارهم بعد انتهاء شعائر الحاج. ومع أن من المتوقع أن تسجل المدن الأصغر معدلات نمو أكبر في السنوات القادمة، إلا أن المدن الكبرى كالرياض وجدة والدمام سوف تظل تشغل مراكز الصدارة كمراكز رئيسية لمبيعات الملابس الجاهزة بالتجزئة.

قطاعات السوق
قطاعات السوق الرئيسية في مجال تجارة الملابس الجاهزة هي الملابس النسائية والأحذية وملابس الأطفال وملابس الرجال والنظارات.

إن بعض القطاعات ، كقطاع الملابس النسائية، متطورة أكثر من غيرها، وهناك قطاعات لا يزال أمامها شوط كبير قبل أن تلحق بالقطاعات الأخرى. تجارة الملابس الرجالية تشكل قطاعا فرعيا صغيرا ضمن قطاع الملابس الجاهزة مقارنة بملابس النساء وملابس الأطفال، علما بأن النساء والأطفال هم الفئة الأكثر تسوّقا في مجال الملابس الجاهزة، وتستهدف هذه الفئة بشكل خاص عن طريق تقديم خدمة ممتازة ومجموعات متنوعة ومعدلات تدوير عالية للمعروضات، إلى جانب حملات الترويج المنتظمة لكسب ولاء العملاء وضمان انتظام ترددهم على محلات بيع التجزئة. ومن المتوقع أن تسجل القطاعات الأصغر معدلات نمو أعلى من المعدلات الحالية خلال السنوات القادمة ومقارنة بمعدلات نمو القطاعات الأكبر حجما ويعزى ذلك إلى تزايد كفاءة وفعالية الحملات الترويجية التي تستهلك تلك القطاعات، ومنها قطاع النظارات وقطاع الملابس الرجالية، وإن كانت القطاعات الرئيسية كملابس النساء والأطفال سوف تظل تشكل العامود الفقري لتجارة الملابس الجاهزة في المملكة العربية السعودية، وسوف تواصل تسجيل معدلات نمو جيدة خلال السنوات القادمة.

المملكة العربية السعودية سوق رئيسية لملابس النساء والأطفال، وهذه السوق مقسمة بي المستويات الراقية التي تحمل أسماء ماركات عالمية وسوق وسطى وسوق منخفضة الجودة والسعر. فئة الملابس الراقية تركز على الاستيراد من أوروبا و الولايات المتحدة ، أو السوق الوسطى فإن معظم واردتها تأتي من دول الشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا، وبعض منتجاتها تتميز بكونها تقليد للموديلات الأوروبية الأميركية الراقية.

النمو الاقتصادي - قوة دفع قوية لقطاع التجزئة
شهد الاقتصاد السعودي انتعاشا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية بفضل ارتفاع أسعار النفط الذي صعد من 25 دولار للبرميل في العام 2003 إلى 130 دولار في العام 2008، الأمر الذي أدى إلى زيادة الإيرادات الحكومية والإنفاق العام وهو ما أنعش الحركة الاقتصادية في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الحكومة باستثمار فوائضها المالية في إنشاء بنية تحتية قوية وتوسيع قطاعات الصناعة والخدمات على المدى الطويل، ولا شك أن هذا سوف يمكن الاقتصاد من المحافظة على قوته خلال السنوات القادمة.

ولا شك أن أثر الانتعاش الاقتصادي على الإنفاق على الملابس إيجابي للغاية، فمع ارتفاع مستويات الدخل المتاح للإنفاق وتزايد ثقة المستهلكين، أصبح الفرد السعودي ينفق مبالغ أكبر وخاصة على الكماليات ومنها الملابس الجاهزة التي تحمل ماركات وأسماء معروفة، علما بأن استمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي على المديين القصير والمتوسط سوف ينعكس إيجابا على نمو القوة الشرائية لدى المستهلكين.

ومن المتوقع أن يكون للمبادرات الحكومية، كالسَعوَدَة أثر إيجابي على قطاع التجزئة في المملكة، كونها سوف تعيد هيكلة القوة العاملة وترفع مستويات الدخل للمواطنين السعوديين، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الإنفاق الاستهلاكي عموما ومنه الإنفاق على الملابس والكماليات.

مجمعات التسوق كعامل نمو
إن انتعاش حركة البناء السكني والتجاري والترفيهي في جميع أنحاء المملكة خلال السنوات القليلة الماضية أدى إلى توفر مساحات واسعة باتت تستغل في تجارة التجزئة، وقد أدى ذلك إلى انتشار مجمعات التسوق العصرية في مختلف أنحاء المملكة بمعدلات عالية وثابتة على مدى السنوات العشر الأخيرة، وكان من النتائج الإيجابية لهذا التطور نمو تجارة الملابس التي تحمل علامات وأسماء عالمية معروفة. ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه على المدى القصير مع افتتاح المزيج من الأسواق ومجمعات التسوق الجديدة التي تضع تحت تصرف شركات التجزئة مساحات واسعة يمكن استغلالها من قبل هذا القطاع في المملكة، ولا شك أن استمرار إنشاء مجمعات التسوق العصرية سوف يساهم في زيادة أهمية تجارة التجزئة في الملابس الجاهزة الراقية في المستقبل، وهناك احتمالات كبيرة لانتشار مجمعات التسوق في المدن الصغيرة أيضا.

السيناريو المتعلق بالمنافسة
تتميز سوق الملابس الجاهزة التي تحمل علامات مشهورة بالتنافسية الحادة في المملكة العربية السعودية، ويتجه هذا التنافس للزيادة في المستقبل مع إقبال أعداد متزايدة من العائلات السعودية التي حققت نجاحات كبيرة في مجالات أخرى على التوجه نحو هذه السوق الواعدة. ويركز اللاعبون الكبار في هذا القطاع على إبرام اتفاقيات امتياز مع موردين عالميين مشهورين. ويوجد في الوقت الحالي أربع شركات كبرى تهيمن على سوق الملابس الجاهزة ويملك كل منها مجموعة من الوكالات والامتيازات العالمية الشهيرة، وهذه العائلات هي: الحكير والشايع والسواني ومجموعة نسح للمشاريع التجارية (الجديع). بالإضافة إلى هؤلاء، هناك عدد من الشركات الصغيرة التي تملك في حدود 5 وكالات لكل منها. وتشمل الماركات التي تعرضها الحكير ماركس أند سبنسر وزارا وبرومود وموسون وغيرها، وتعرض السواني ماركات غيس وإيسبري وليفاي وفوسيل وبينيتون وغيرها. أما الشايع فتعرض بي أتش أس ودبنهامز ومذذركير وريفر آيلاند ونكس بينما تشمل وكالات نسك مانغو وجيري ويبر و "وي" و تيفون وأوكايدي. بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة مهمة من شركات التجزئة الصغيرة التي تملك كل منها محلا واحدا أو اثنين، وبالنظر إلى انخفاض مصاريفها الثابتة تستطيع هذه الشركات الصغيرة عرض أسعار أكثر تنافسية لمنتجاتها وخاصة في فئة المستوى المتوسط إلى المنخفض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف