الجزائر تقول أنّ مخزونها من البطاطا بلغ 52 ألف طن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وسط جدل بشأن حفظ المنتجات
الجزائر تقول أنّ مخزونها من البطاطا بلغ 52 ألف طن
كامل الشيرازي من الجزائر
أعلنت الجزائر، الاثنين، أنّ إجمالي مخزونها من البطاطا في الوقت الحالي بلغ 52 ألف طن، وقال الوزير الجزائري للزراعة والتنمية الريفية "رشيد بن عيسى"، أنّ بلاده تريد تأمين حاجتها من البطاطا لتلافي تكرار أزمتها الناشبة الصائفة الماضية وما نجم عنها من ندرة غريبة وارتفاع فاحش عندما جاوزت الدولار للكيلوغرام الواحد، وتأمل الجزائر النسج على المنوال ذاته في مواد أساسية أخرى بالنسبة للمستهلكين المحليين على غرار اللحوم والبصل والطماطم، على درب تحصين منظومة الأمن الغذائي في الجزائر بعد كل الذي ميزها في الأشهر الماضية.
وقال المسؤول الأول عن قطاع الزراعة في الجزائر، في مؤتمر صحفي، أنّ السلطات عازمة على مبدأها في التعامل مع المزارعين والقاضي بـ"لا دعم بدون إنتاج"، مبرزا إصرار مصالحه على تعزيز آليات الرقابة والمتابعة، في إحالة منه على ما انتاب أموال الدعم الزراعي من تجاوزات ونقاط ظلّ في السابق، وأفاد "رشيد بن عيسى" أنّه في سياق تشجيع الإنتاج المحلي، أقرّ مجلس الوزراء الجزائري التكفل التام بفوائد قروض الحملة الممنوحة لجمهور المربين والمزارعين، فضلا عن إعفاء الرسوم على القيمة المضافة للمعدات والأسمدة والمضادات في إطار تمكين المزارعين من تحسين عطاءاتهم ودفع "الاقتصاد الزراعي" وتحرير المبادرات على كل المستويات.
وفي سياق خطة الحكومة للارتقاء بالمناطق السهبية وتجديد أريافها، ذكر وزير الزراعة الجزائري أنّه جرى تسجيل 5300 مشروع في 1050 بلدية، بما سمح باستصلاح عدد معتبر من الأراضي ودفع تربية الأبقار وسائر الماشية بعد قرار السلطات بحظر اللحوم المستوردة إلى نهاية الصيف.
في سياق متصل، عادت أزمة غرف التبريد لتهدد مخزون الجزائر من الخضروات، بعدما تبيّن أنّ كثيرا من الولايات يفتقد مزارعوها إلى غرف تبريد حديثة تحفظ البطاطا وغيرها من المنتجات الزراعية، وأكّد متعاملون بولايتي سكيكدة والجلفة أنّ الكارثة تتهدد آلاف الأطنان.
وتسري مخاوف متعاظمة إزاء تأكيدات مزارعين أنّ مليون قنطار من البطاطا بات مهددًا بالتلف، تبعا لإقدام عدد من المنتجين على تخزين كميات هامة من البطاطا خارج مخازن التبريد لافتقادهم الأخيرة، وهو سيكون له آثاره العكسية، طالما أنّ استمرار حفظ هذه المادة هناك لما يزيد عن الستة أشهر، يجعلها قاب قوسين أو أدنى من الفساد، علمًا أنّه في خضم أزمة البطاطا التي اكتوى بها الجزائريون في رمضان المنصرم، رغم إنتاج بلادهم 53.3 مليون قنطار، أصدرت الحكومة الجزائرية وقتها أمرية استعجالية بفتح مخازن التبريد، وهو ما لم يستجب له على ما يبدو جميع المعنيين، مع الإشارة إلى أنّ السلطات اضطرت إلى استيراد 89 ألف طن من البطاطا لسد حاجيات مواطنيها آنذاك.
وينتقد أخصائيون افتقاد مناطق مشتهرة بسخونتها لغرف التبريد، بينما تستفيد أخرى من كميات تفوق حاجتها، وهو ما يجعل منتجات الجهة الجنوبية مهددة، في صورة 6 محافظات هي:غرداية، بشار، أدرار، عين صالح، واد سوف والأغواط، يقول مزارعوها إنّ الحيرة تستبد بهم حيال ما يفعلونه بأطنان من البطاطا معرضة للتلف ما لم يتم حفظها في مخازن تنطوي على مقاييس الحفظ المطلوبة، وهو ما ستكون له تبعات على محاصيل البطاطا وأسعارها المعتمدة بين المزارعين والتجار وما يُعرف بفئة الوسطاء.
وما قد يزيد من متاعب المستهلكين، توقعات خبراء بأنّ البطاطا كمادة أساسية، ستعاود تسلقها السلم رغم تدحرج أسعارها إلى القاع حاليا، لكن لن يكون ذلك على ما يبدو لفترة قصيرة، تبعًا لغلاء الأسمدة التي منعت السلطات من تسويقها لدواع أمنية (على خلفية استخدامها المكثف في التفجيرات الأخيرة التي شهدتها البلاد)، ويشدّد مزارعون إنّ حجب هذه الأسمدة تسبب في عدم استلامها من طرف المزارعين إلا بعد شهر من زرعهم للبذور، وهو ما يعني شحا في الإنتاج، سيلقي بظلاله على الأسعار التي قد تستعيد منحناها المخيف الفترة القادمة.