اقتصاد

السعودية تقود المنطقة بالاكتتابات الأولية والمصارف العالمية يسيل لعابها.. فتتهافت

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي: تخلو الصفوف التي تملأ القنصيلة السعودية في دبي من مصرفي أو محام من المركز المالي في دبي أو من يمثلها لطلب تأشيرة دخول إلى أكبر أسواق المنطقة وأكبر وجهات السفر ربحية لقطاع الأعمال بالنسبة لسلالة جديدة من مصرفيي الخليج. وعلى حد قول البعض، فإن مركز دبي المالي العالمي يرى في تراجع عدد المصرفيين من حملة الحقائب أنباء سارة والرحلات الطويلة من نيويورك أو لندن أصبحت اليوم من الماضي مع إرسال فريق من المصرفيين المتخصصين للعمل في الخليج بعد أن تراجعت الرواتب والحوافز المالية في الغرب.

أدركت المصارف مدى أهمية أن تؤسس لنفسها حضوراً وقاعدة في الرياض أو جدة لتطوير أعمالها في السعودية، لكن يظل التحدي في توظيف مواهب محلية أو إقناع كبار المصرفيين بالذهاب إلى السعودية، البلد المحافظ اجتماعياً الذي يختلف كلياً عن أماكن اللهو والمطاعم العصرية في دبي. وفيما تشهد أسواق الأسهم والائتمان العالمية اضطرابات وسط ارتفاع مستمر في أسعار النفط، تقود الدول المصدرة للنفط ارتفاعاً في عمليات الاكتتابات الأولية. ففي النصف الأول من العام الجاري جمعت الشركات 8،4 مليارات دولار، مقارنة مع 5 مليارات دولار في الفترة نفسها من العام الماضي و12،4 مليار دولار على مدى 2007 بحسب موقع "زاوية" وشكلت السعودية وحدها أكثر من نصف إجمالي الاكتتابات الأولية في المنطقة خلال النصف الأول من هذا العام.

يقول جورج باي المسؤول المشارك في الأسواق الناشئة في كريديت سويس إن السعودية هي الوجهة المفضلة، مضيفا ان لديها "قطاعا صناعيا كبيرا ومتنوعا وسريع النمو وخططا طموحة لتطوير البنية التحتية وشركات في حاجة الى رؤوس اموال لتمويل نموها وتوسعها السريع". والمشروعات التي ترعاها الحكومة تتطلب طرح شركات للاكتتاب العام، اذ يقول البرت مرمديجيان، مسؤول الشرق الاوسط وافريقيا في كاليون في دبي ان "الملك عبدالله يريد ضمان ان يُعاد توزيع ثروة المملكة، وان تعود الاموال على المستثمرين السعوديين".

والفائزون هم اولئك الذين لديهم جذور راسخة في السعودية والتي قد تكون في طور التحرر، لكنها تظل مكانا محافظا، فشركات مثل اتش اس بي سي وكاليون لديهما روابط قوية من خلال المشروعات المشتركة مثل ساب مع الاولى والبنك السعودي الفرنسي مع الثانية. كما كانت لمجموعة سامبا المالية علاقة شراكة مع سيتي بنك، لكن البنك الاميركي باع حصته الاستثمارية في اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر. وقد هيمنت المؤسسة التي تتخذ من الرياض مقرا لها على انشطة هذا العام حتى خلال ادارة الاكتتاب العام الاولي للبنك الاسلامي الجديد (الانماء) الذي استقطب مكتتبين من نصف سكان المملكة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالتمويل المطابق لاحكام الشريعة.

كاليون وشريكها السعودي قادا طرح الاكتتاب العام الاولي لشركة زين في السعودية، فيما ادار اتش اس بي سي الطرح الاولي العام لشركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترو رابغ) وهي مشروع مشترك بين شركة ارامكو السعودية وسوميتومو اليابانية. ويعد المشروع جوهر الاستراتيجية الصناعية للبلاد، كما ادار البنك الطرح الاولي العام لشركة بناء عائلية واصدارات اخرى في قطر والامارات. ورغم ان المصرفيين سيكونون ممتنين لانتعاش سوق الاكتتابات الأولية التي ستشهد مزيدا من التطور والنمو مع تحالف قطر مع بورصة نيويورك يورونيكست، لكن السوق لا تزال تنافسية والرسوم صغيرة. فالبنوك الغربية مازال يتعين عليها قبول رسوم تقل عن 1%، وهي أقل من متوسط يبلغ 3 الى 3،5% في الاسواق الناشئة الأخرى، بحسب ما يقول مومديجيان.

ومن الأسواق الأخرى التي تدر رسوما كبيرة ويتوقع لها ان تزدهر في المنطقة سوق الاستحواذ والاندماج، وان كانت المنطقة شهدت عمليتي اندماج كبيرتين العام الماضي عند استحواذ بنك الامارات على بنك دبي الوطني، واستحواذ قطر تليكوم على شركة الوطنية للاتصالات. كما ان مئات المليارات من الدولارات، التي ترغب صناديق الثروات السيادية وكبرى الشركات وأثرياء الخليج في استثمارها في الخارج، مصدر آخر من الأموال التي يسيل لها لعاب البنوك العالمية. إذ يقول باي "ان حضورا قويا في المنطقة لا يسمح لنا بإجراء محادثات أكثر فعالية، بل يتيح لنا تسهيل حركة السيولة من جزء ما من العالم الى جزء آخر فيه، ان السيولة هنا مهولة". لكن المصرفيين يقرون ان كعكة الاستثمارات المصرفية محدودة أكثر مما كان يعتقد. فوفق ما يقول مصرفي في دبي "السوق تزداد تنافسية وهناك بعض البنوك لا تستطيع تحقيق أرباح في الوقت الراهن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف