الجزائر تغلق 4 مصانع لإنتاج " الأميانت "
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
50 مؤسسة مهددة بالغلق
الجزائر تغلق 4 مصانع لإنتاج "الأميانت"
كامل الشيرازي من الجزائر
أعلنت الجزائر، السبت، رسميا عن غلقها أربع مصانع لإنتاج "الأميانت" وهي مادة يتم توظيفها في صناعة هياكل البنايات وقنوات صرف المياه، وأتى الإجراء السابق من نوعه في الجزائر، على خلفية ما تتسبب به هذه المصانع من تلويث للبيئة وإضرار بالصحة والمحيط، وقال مسؤول حكومي جزائري أنّ 50 مؤسسة مختصة بصناعة الأميانت باتت مهددة بالغلق، لكن الشيئ الإيجابي في الموضوع، أنّه سيتم التكفل بآلاف العمال الذين كانوا ينشطون في تلك المصانع من خلال تعويضهم والاعتماد عليهم في بعث معامل بديلة، حيث سيتم إنجاز مصانع جديدة للحفاظ على اليد العاملة لإنتاج مواد مغايرة لتلك المنتجة مشيرا إلى أن هذه التدابير وضعتها الحكومة في أولويات انشغالاتها لاستعادة مناصب العمل لكل مصنع يمسه إجراء الغلق.
ومست قرارات الغلق مصانع سكيكدة ومفتاح وبرج بوعريريج ومعسكر، وأفاد مسؤول حكومي لـ"إيلاف" أنّ قرار غلق المصانع الملوثة لم يكن هينا على سلطات البلاد وقد تطلب دراسة دامت أكثر من سنتين لاتخاذ قرارات الغلق، وطمأن المسؤول مجموع العمال الذين كانوا يشتغلون بتلك المصانع بدفع كل مستحقاتهم إلى جانب استفادتهم من المتابعة الطبية المجانية المتواصلة مدى الحياة وكذا إخضاعهم إلى المراقبة الدورية على الأقل كل سنتين لمتابعة تطورات مخلفات نفايات الأميانت التي تحتوى عليها المواد المصنعة من صفائح وقنوات إسمنتية و المركبة من نسبة 5 ألياف في السنتيمتر المكعب في الوقت الذي تصل فيه النسبة العالمية 0.5 ألياف في كل سنتيمتر مكعب.
وتسعى الحكومة إلى إنشاء مصانع أخرى ذي نشاطات مغايرة لإدماج العمال وخلق مناصب عمل جديدة، وأكد وزير البيئة والسياحة "شريف رحماني" أنّ الحكومة الجزائرية حريصة على صحة وسلامة مواطنيها وقد اتخذت هذا القرار "الشجاع" القاضي بمنع إنتاج أو استيراد المواد التي تحتوي في تركيباتها مادة الأميانت السامة بعد أن أثبتت الدراسات خطورتها على جميع المستويات، علما أنّه منذ العام 1990 توفي نحو 31 عاملا بالسرطان جراء نشاطهم في ميدان الأميانت، كما أحصيت 20 حالة سرطان الرئة في أقل من ستة أشهر، جرّاء استعمال الأميانت الأزرق الأكثر خطرا وبطرق جافة، دون مراعاة الشروط الأمنية بشكبل يحول دون تصاعد غبار الأميانت، أو استنشاقه وملامسته مباشرة.
في غضون ذلك، كشفت مراجع محلية لـ"إيلاف"، أنّ الحكومة أبلغت 50 مؤسسة مختصة تستعمل مادة الأميانت الخطيرة، بإمكانية غلقها نهايا في حال عدم احترام هذه المؤسسات للقرار الحكومي، وأوضحت مصادر متطابقة أنّ الحكومة الجزائرية وضعت برنامجا خاصا للقضاء على الشركات التي لا تزال تستخدم مادة الأميانت الممنوعة في عدد كبير من دول العالم لثبوت خطورتها على صحة الإنسان وإصابته بداء السرطان، ما جعل دول أوروبية عديدة تحظر بصفة نهائية كل عمليات تصنيع الأميانت وتبعتها دول إفريقية على غرار مصر، زمبابوي، أنغولا، وجنوب إفريقيا نظرا للمخاطر الصحية المترتبة عن تصنيع هذه المادة السامة.
واستنادا إلى كشوفات رسمية حديثة، نتج الجزائر سنويا أكثر من 90 ألف طن من الأميانت، في حين تستورد الجزائر حوالي تسعة آلاف طن كل عام من المادة الأولية للأميانت من الصين وروسيا، ليتم تصنيعها عبر المصانع الأربعة التي ظلت تنشط على مدار أربعة عقود، رغم كل الذي رافق سيرورتها من جدل، إثر ما تمخض عن لفظ تلك المصانع لمخاطر حقيقية هدّدت حياة آلاف السكان المحليين بمرض السرطان، مع الإشارة أنّ مختصون يقولون أنّ المصابين بمرض سرطان الرئة يموتون بعد أقل من سنة وتظهر عليهم أعراض سمتها الألم وفقدان الشهية ونقص في الوزن وتساقط الشعر.