" زين السعودية " تقلب موازين " الصحف الورقية "
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رأساً على عقب... الإعلان يطغى على الإعلام
"زين السعودية" تقلب موازين "الصحف الورقية"
سعيد الجابر من الرياض : لم يتكمن قراء أغلب الجرائد السعودية يوم الثلاثاء من متابعة القراءة و الاطلاع على الأخبار الصحفية خصوصا تلك التي تتصدر الصفحات الأولى، و ذلك نتيجةً لطغيان الإعلان التحريري المنسوب إلى شركة زين - المشغّل الثالث للجوال في السعودية- بشكل غير مسبوق.
و قد نشر الاعلان بتصميم إبداعي يرى المتابعون أنه " تفوّق رأساً على عقب على مثيلاته من أفكار الإعلانات".
وفي تصريح لـ "إيــلاف"، يرجع الكاتب الصحفي خالد الفاضليالمشكلة الى قلة عدد الصحفيين بالمقارنة مع عدد المعلنين، موضحاً أن "هناك حقيقة منسية اختصارها أن الصحفي السعودي ينال راتبا وضيعا"، و معلقا انه"أنه لا غرابة في أن يسبت أهل الأقلام الجادة لأن الجدية لم تكن في بلادنا او صحفنا عادة".
كذلك، يرى رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية سابقاً طارق إبراهيم في حديثه لـ"إيلاف" أن" الإعلان طغى على الإعلام بصورة مباشرة" .
و يرى أحد مسئولي التحرير السعوديين "فضل عدم ذكر أسمه" أن الاعلان طغى بشكل كبير و انعكس على الجانب التحريري، مؤكداً أن "من حق الصحف أن تربح كما من حق القارئ أن يقرأ".
ويشهد سوق الإعلان في السعودية رواجاً كبيراً في الآونة الخيرة، حيث أعلنت بعض الصحف السعودية عن أرقام التوزيع الخاصة بها، و هيخطوة "جريئة" في عالم الإعلام الورقي.
في هذا الصدد،توقعت المديرة الإقليمية لمنظمة BPA السيدة أسبن أمان، أن يساعد نشر أرقام التوزيع على تطوير استراتيجيات التوزيع وتقوية مسؤولية تلك الصحف تجاه المعلنين.
يجدر الاشارة الى ان هذه المنظمة - المهتمة بشؤون الإعلان والتوزيع- تتمتع بعضوية 2600 من المعلنين ووكالات الدعاية والإعلان وأكثر من 2500 دار نشر، وهي بذلك تمثل ساحة مناسبة لالتقاء البائعين والمشترين في المجال الإعلامي من أجل مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتحقيق التطور في مجال صناعة الإعلام، مما يؤشر إلى التركيز بشكل كبير على الإعلان بعيداً عن الإعلام.
وكانت دراسة عربية متخصصة في المجال الإعلامي، قد طالبت باحترام حق القارئ بعدم طغيان الإعلانات على المادة الإعلامية خصوصا في الصفحة الأولى، وتوزيع الإعلانات على كافة الصفحات بشكل متوازن مع مراعاة تجانسها وتناسبها مع المادة الإعلامية المنشورة على ذات الصفحات، وعدم تركيز الإعلانات في صفحات محددة، ودعت الدراسة جميع الشركات والمؤسسات الربحية والخدمية للاستعانة بخبراء ومتخصصين في مجال الإعلان.
وحسب الإحصاءات الحديثة الصادرة عن المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية "بارك" فقد جاءت السعودية في المرتبة الثانية بعد الإمارات بعدما اتسع الفارق بينهما إلى حوالي 305 ملايين دولار ليصل حجم الإنفاق الإعلاني لديها إلى 998 مليون دولار خلال العام 2007 بزيادة 2 في المئة، مقارنة بحجم إنفاقها الإعلاني خلال العام 2006، والذي بلغ 980 مليون دولار.
يُذكر أن الصحف الورقية في السعودية تتسابق للحصول على مداخيل الإعلانات، لكسب المزيد من الدعم المالي للمطبوعة. هذا ما تفرضه السياسة الاستثمارية في مؤسسات إعلامية تابعة لشركات ولرجال الأعمال، حيث توضع خطط تمويلية لمدة عام على أن يكون الحجم الإعلاني الرافد الأساسي للصحيفة في المراحل اللاحقة.