البنوك تسارع لإبرام صفقات مع تزايد عمق الأزمة في وول ستريت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: اشتدت حدة الجهود التي تبذلها مؤسسات القطاع المالي في وول ستريت مع هبوط أسعار الأسهم الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أعوام مما أرغم البنوك الكبرى التي تتفاقم مشاكلها على البحث عن شركاء للاندماج معهم احتماء من العاصفة التي تجتاح أسواق المال.
ووسط أكبر تحولات في صورة القطاع المالي تشهدها الولايات المتحدة منذ الكساد العظيم طفت على السطح أنباء اندماجات من بين أطرافها مورجان ستانلي ثاني أكبر بنك استثماري امريكي وبنك الادخار واشنطن ميوتيوال وبنك الاقراض العقاري البريطاني اتش.بي.أو.اس.
وقال فرانك هوسيك الشريك المدير بمؤسسة هوسيك كابيتال مانجمنت في سان فرانسيسكو "هذا مؤشر على التغيرات التي تهز أساس النظام المالي في عالم اليوم."
وجاءت موجة صفقات الاندماج المحتملة في أعقاب الخطوة المفاجئة التي اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) بتقديم قرض استثنائي بقيمة 85 مليار دولار لانقاذ مجموعة ايه.اي.جي أكبر شركات التأمين في العالم يوم الثلاثاء والتي لم يكن لها أثر يذكر في تهدئة المستثمرين.
ودعت مذكرة بحثية من بنك يو.بي.اس السويسري الى "وقف الجنون" في وقت يبدو أن اسهم القطاع المالي الامريكي تعاني من سقوط حر. وهوت سوق الاسهم الامريكية 4.7 في المئة لتسجل أدنى مستوى منذ ثلاثة أعوام وانخفض الدولار بينما ارتفعت أسعار الذهب والنفط.
وجاءت خطوة انقاذ ايه.اي.جي لتتوج أسبوعا من عمليات الانقاذ والافلاس في وول ستريت وجهودا من جانب البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم لاغراق النظام المالي بأموال للحيلولة دون توقفه عن الحركة.
وكانت النتيجة تحولات أشبه بنتائج الزلازل اذ اختفت بعض من أكبر الاسماء في وول ستريت. أما الفائزون فهم البنوك التي تملك السيولة الكافية لالتقاط ما يتبقى من المؤسسات المنهارة بأثمان بخسة.
وقال ريتشارد كوفاسيفيتش رئيس ويلز فارجو في مؤتمر "أشعر وكأني طفل في متجر للحلوى."
وهوت أسهم مورجان ستانلي ومنافسه الاكبر جولدمان ساكس خلال التداول بما يصل الى 43 و27 في المئة على الترتيب وذلك رغم أن المؤسستين أعلنتا نتائج فصلية أفضل من المتوقع يوم الثلاثاء.
وقال جون أوبرايان نائب رئيس ام.كي.ام بارتنرز في كليفلاند "الخوف هو من عليه الدور. يبدو الامر وكأن الناس يتفحصون الدفاتر ويقررون هذا هو الهدف التالي المرجح الذي يمكن ان نراهن عليه بالشراء على المكشوف. وهذا ينشر الخوف باستمرار."
وغذى انخفاض الاسهم شائعات أن بنكي الاستثمار الباقيين في وول ستريت قد يضطران للتحالف مع بنك تجاري من أجل البقاء.
وقال وليام لاركن مدير قسم الدخل الثابت لدى كابوت ماني مانجمنت في مدينة سالم بولاية ماساتشوستس "أفترض أن جولدمان ساكس ومورجان ستانلي يجهزون شركاء. فهما لا يريدان أن يصبحا ضحية هذا الاسبوع."
وتسارعت الوتيرة بعد اغلاق الاسواق.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان بنك مورجان ستانلي يبحث الاندماج مع بنك واكوفيا الاقليمي.
وقالت ان جون ماك الرئيس التنفيذي لمورجان ستانلي تلقى اتصالا هاتفيا من واكوفيا يوم الاربعاء لكنه يبحث أيضا خيارات أخرى.
وقال دانييل شمبري محلل الاسهم ببنك بي.ان.بي. باريبا في نيويورك "في هذا السوق كل شيء ممكن. يبدو الامر وكأن السوق تريد اختفاء نموذج البنوك الاستثمارية."
وقالت مصادر مطلعة على الوضع أن بنك واشنطن ميوتيوال الذي تحاصره خسائر الرهون العقارية عرض نفسه للبيع. والمشترون المحتملون هم بنوك سيتي جروب وجيه.بي مورجان وويلز فارجو واتش.اس.بي.سي.
وقال رالف كول مدير المحافظ لدى فيرجسون ولمان كابيتال مانجمنت في بورتلاند بولاية أوريجون "كل شيء معروض للبيع في عالم البنوك هذه الايام."
وامتد هوس الاندماج الى قطاعات أخرى اذ تجري شركة كونستليشن انرجي الامريكية للكهرباء محادثات مع أطراف أخرى حول امكانية الاندماج معها بعد انخفاض سهمها 58 في المئة هذا الاسبوع بفعل مخاوف المستثمرين من أن تضر الازمة الائتمانية بنشاطها.
ومع انهيار الاسهم المصرفية قال البيت الابيض انه قلق على الشركات الاخرى.
وسعى المرشحان الرئيسيان لانتخابات الرئاسة الى انتهاز الازمة لكسب أصوات الناخبين فهاجم الجمهوري جون مكين "ثقافة أندية القمار" في وول ستريت وشدد الديمقراطي باراك أوباما على حماية المستثمرين من الامهات والاباء.
وتسمر المتعاملون أمام شاشات التداول محاولين متابعة الموقف. وفي جرينتش بولاية كونيتيكت عاصمة صناعة صناديق التحوط خلا 200 مقعد من بين 500 مقعد في مؤتمر عن هذه الصناعة.
وارتفعت كلفة حماية ديون مورجان ستانلي وجولدمان ساكس بما يعكس مخاوف المستثمرين ألا يساوي ما بحوزتهم من السندات قيمة الورق.
وقال بيتر بوكفار خبير استراتيجيات الاسهم لدى ميلر تاباك وشركاه في نيويورك "حدة الازمة الائتمانية والانكماش الائتماني تتصاعد. فالحركة في مورجان ستانلي في ضوء الارقام (النتائج) التي جاءت أفضل من المتوقع... محيرة."
وقال لوكاس فان براج المتحدث باسم جولدمان ان انخفاض أسهم مؤسسته "نتيجة خوف غير عقلاني بالمرة وليس قائما على أي عوامل أساسية."
أما رئيس مورجان ستانلي التنفيذي فوجه أصابع الاتهام الى مراهنات المضاربين البائعين على المكشوف أسعار الاسهم وقال "نحن وسط سوق يتحكم فيه الخوف والشائعات. والبائعون على المكشوف يدفعون الاسهم للانخفاض."
وفي أحدث مثال على تدخل السلطات دون أثر يذكر سعت لجنة الاوراق المالية والبورصة الامريكية للحد من عمليات البيع على المكشوف.
وقال اندرو برينر نائب رئيس ام.اف جلوبال في نيويورك "يبدو وكأن اللجنة تحركت متأخرة يوما فيما يتعلق بهذه القاعدة. فمن الواضح أن مورجان ستانلي محط أنظار البائعين على المكشوف."
وفي وقت سابق ظهرت علامات جديدة على الازمة.
فقد ارتفعت كلفة الاقتراض بالدولار لاجل ليلة متجاوزة عشرة في المئة فيما يشير الى عمق انعدام الثقة في سوق الاقراض بين البنوك.
من ناحية أخرى تسعى الحكومة الامريكية لتدبير 40 مليار دولار لدعم مجلس الاحتياطي الاتحادي بعد انخفاض سهم أحد الصناديق الرئيسية في سوق النقد الامريكي دون دولار للسهم في حدث نادر ربما يؤدي الى اثارة الذعر بين صغار المستثمرين.
وقد أنفقت السلطات الامريكية حتى الان 900 مليار دولار على دعم النظام المالي وسوق الاسكان. وربما تحصل السلطات على جانب كبير من هذا المبلغ اذا لم تنخفض أسعار الاصول عن المستويات التي هبطت اليها.
وجاءت التطورات الاخيرة في الازمة الائتمانية بعد أكثر قليلا من أسبوع من تدخل الدولة لانقاذ شركتي الرهن العقاري فاني ماي وفريدي ماك وبعد ستة أشهر من توسط مجلس الاحتياطي الاتحادي في بيع بنك الاستثمار المنهار بير ستيرنز لجيه. بي. مورجان تشيس.
وشهد هذا الاسبوع أيضا اختفاء شركتين من أكبر الاسماء في وول ستريت باشهار افلاس ليمان براذرز وبيع ميريل لينش لبنك أوف أمريكا