الانتظاميّة و الوفرة و الغلاء...وضعيّة السوق التونسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلال النصف الأول من رمضان
الانتظاميّة و الوفرة و الغلاء...وضعيّة السوق التونسية
إسماعيل دبارة من تونس
يبدو أن الإستراتيجية التي أعلنت عنها وزارة التجارة والصناعات التقليدية التونسية بمعيّة عدد من الهياكل المهنية المختصّة في اعتماد المخزونات التعديلية والإستراتيجية كالمواد الأساسية قبيل شهر رمضان لهذه السنة ، قد أتت أكلها بسرعة.
و مع انتصاف شهر الصيام تميّزت وضعية السّوق حسب عدد من المتابعين خلال رمضان بالانتظامية والوفرة في العرض ممّا جعل الطلب يكون شبه عادي، في حين حافظت أسعار عدد من المواد الغذائية على ارتفاعها.
انطباعات عدد من المستهلكين ممّن تحدثت معهم "إيلاف" في أسواق تونس ،لم تجانب ما سبق ذكره.
و تقول خديجة طرابلسي 39 سنة : في الحقيقة لاحظت أن الوفرة في المواد الأساسية ميّزت رمضان الحالي، لم نشهد انقطاعا في التزويد على غرار ما حدث خلال سنوات خلت".
أما الحاجّة عائشة التي اقتنت بعض الأسماك من "السوق المركزي" بالعاصمة فذكرت لإيلاف إن "الخير موجود ، المشكل في الدينارات فحسبُ ، فأثمان السمك باهظة للغاية و لم أعد قادرة على إرضاء شهواتي و شهوات زوجي كما كنّا نفعل كل رمضان" .
و على الرغم من إقرار المتابعين لتميّز رمضان تونس هذه السنة بالوفرة والانتظامية في التزويد بالأسواق ، إلا أنها لم تكن مميزات مطلقة ،فمظاهر اللهفة والتهافت التي ميّزت سلوك المستهلك خصوصا خلال الأسبوع الأول من شهر الصيام ساهمت في إدخال اضطراب كبير على مسالك التوزيع و ميزة الانتظامية.
وحسب معلومات و معطيات حديثة وفّرتها وزارة التجارة والصناعات التقليدية فإن التزويد خلال الأيام الأولى من شهر رمضان سجل انتظاما في مختلف الجهات مع وفرة العرض وتنوّع في مختلف المنتوجات الاستهلاكية من خضر وغلال ولحوم وملابس جاهزة وأحذية ومستلزمات العودة المدرسية وعلى هذا الأساس تطوّرت الكميات الجملية من الخضر والغلال والأسماك الواردة على سوق الجملة ببئر القصعة بنسبة 9٪ أي ما يعادل 14596 طنا مقابل 13385 طنا في نفس الفترة من السنة الماضية.
و لم تعترف الوزارة بتواصل تفاقم ظاهرة ارتفاع الأسعار التي اكتوى منها المواطن خلال شهر الصيام و قبله ، و اعتبرت أنه "من الطبيعي جدّا إن تمّ تسجيل وفرة في العرض وبكميات معقولة، أن تكون الأسعار مستقرّة وتتماشى والقدرة الشرائية للمستهلك".
و تشير المعطيات المتوفّرة إلى تراجع طفيف في معدّلات أسعار بعض المواد كالبطاطا والمعدنوس والدلاع والبطيخ، والخوخ والتفاح والأجاص والتين وبعض من منتوجات الصيد البحري.
مصالح المراقبة الاقتصادية تضرب بقوّة
من جهتهم كثّف أعوان وفرق المراقبة الاقتصادية من مجهوداتهم خلال شهر رمضان - بشكل واضح - في سعي منهم إلى المحافظة على السير العادي للسوق والحفاظ على نزاهة المعاملات التجارية .
و تحاول فرق المراقبة يوميا التصدي لكل المظاهر المخلّة بقواعد المنافسة أو محاولات بعض الباعة التي من شأنها أن تحدث اضطرابا على الأسعار. وقد تمّ خلال العشرة أيام الأولى من رمضان القيام بنحو 33880 زيارة تم على أثرها رفع 3850 مخالفة اقتصادية.
و يقول رضا فتح الله 40 سنة أستاذ تعليم ثانوي:"كثرت مظاهر الغشّ و التلاعب بالأسعار و أكل المال الحرام ، لكنني عاينت عدّة مرات أعوان المراقبة الاقتصادية وهم يؤدّون واجبهم بكل أمانة ،لم يسلم منهم أحد هذه السنة".
وشملت المراقبة الصحية إلى جانب الأسواق البلدية والفضاءات التجارية ، المحلات التجارية المختصة في بيع وعرض الحليب ومشتقاته والأسماك واللحوم والمخابز والمواد الغذائية الأخرى، لتسفر عن حجز 27712 كلغ من المواد الغذائية و240 لترا من الحليب والزيت غير الصالح للاستهلاك بالإضافة إلى 393 علبة شيكولاطة و13530 كيسا من البلاستيك الأسود(ممنوع استعماله لدى الباعة).
كما لوحظ هذه السنة إصرار وزارة الإشراف على حصول تغطية إعلامية مكثفة لأنشطة المراقبة الصحية عبر جميع الوسائل السمعية والبصرية والمكتوبة جهويا ومركزيا.
كما خصصت عدّة حصص للتثقيف الصحي بلغت إلى حدّ الآن 14125 حصّة تثقيفية وهو ما لم يكن معمولا به في السابق في تونس.