محللون: السعودية تمهد الطريق لخطوة أخرى من جانب أوبك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قد تشارك فيه روسيا وهي ليست عضوا بالمنظمة
محللون: السعودية تمهد الطريق لخطوة أخرى من جانب أوبك
دبي/لندن: يمهد اتفاق أوبك الذي جاء متشددا على غير المتوقع بشأن الانتاج الاسبوع الماضي الطريق لاجراء أكثر حسما لدعم أسواق النفط وقد تشارك فيه روسيا وهي ليست عضوا بالمنظمة.
وحتى توصلت أوبك لاتفاقها في الساعات الاولى من صباح يوم العاشر من سبتمبر أيلول الجاري كان أغلب الناس يتوقعون أن تترك المنظمة مستويات الانتاج دون تغيير.
لكن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والتي قالت قبل الاجتماع ان السوق على ما يرام كما أيدت القرار الذي اتخذ بالاجماع بالعودة الى مستويات الانتاج المتفق عليها.
وقال احد مندوبي أوبك "الاتفاق جاء مفاجئا... كنا جميعا نتوقع عدم التغيير."
وقال المحلل ديفيد كيرش من بي.اف.سي انرجي انه ربما يكون علي النعيمي وزير النفط السعودي قد قرر انه بذل ما فيه الكفاية لاعادة الاسواق تحت سيطرة أوبك.
وأضاف انه بالاتفاق على خفض الانتاج تحصل السعودية على تأييد قبيل المهمة الاصعب وهي تنسيق تخفيضات أكبر في انتاج اوبك اذا استمر الطلب في التراجع.
وبالفعل انخفض الطلب على النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك له بأكبر معدل منذ الازمة النفطية في أوائل الثمانينات. وزادت الازمة المالية العالمية من احتمالات تباطؤ الطلب على الوقود بمعدلات أكبر.
وقال كيرش "السعوديون يحتاجون لتأييد بقية اعضاء أوبك في حال تحقق تراجع الطلب عندما يتعين عليهم اتخاذ اجراءات اضافية."
وأضاف "السعودية هي الدولة الوحيدة التي يمكنها زيادة انتاج النفط اذا أرادت لذلك فان التوقع السائد بين الدول الاعضاء هو انها هي التي ستخفض الانتاج أولا عندما ينخفض الطلب."
وخفض أحدث تقرير شهري لاوبك الصادر هذا الاسبوع توقعات المنظمة لنمو الطلب على النفط هذا العام وقال انها ستراقب الاستهلاك عن كثب قبيل اجتماع المنظمة المقرر عقده في الجزائر في ديسمبر كانون الاول المقبل.
ونظريا يعني اتفاق الاسبوع الماضي أن السعودية ستخفض انتاجها بنحو نصف مليون برميل يوميا من الامدادات الاضافية التي كانت تعهدت بضخها في وقت سابق هذا العام في محاولة لتهدئة الاسعار التي كانت في ذلك الوقت تتجه نحو مستويات قياسية.
لكن السعودية في الواقع يمكنها ضبط مستويات الانتاج حسبما ترى.
ورغم ان النعيمي لم يدل بأي تعليق علني بعد اجتماع الاسبوع الماضي الا ان صحيفة الحياة السعودية قالت في مقال دون مصدر ان المملكة لا تعتزم خفض الانتاج ما لم ينخفض الطلب.
ويواكب ذلك سياستها المعلنة عن أنها تنتج لتلبية الطلب.
وفي يونيو حزيران الماضي في اجتماع طاريء بشأن الطاقة في جدة أعلنت السعودية زيادة الانتاج من جانب واحد ورفعت انتاجها الى 9.7 مليون برميل يوميا. وقالت انها ستواصل الانتاج بهذا المعدل أو أكثر حتى نهاية العام اذا كان هناك طلب يضاهيه من جانب الدول المستهلكة.
وبعد فترة وجيزة من اجتماع يونيو بلغ سعر النفط اعلى مستوياته على الاطلاق عند 147.27 دولار للبرميل يوم 11 يوليو تموز. ولكنه انخفض منذ ذلك الحين الى ما دون المئة دولار.
ويعتقد المحللون ان السعودية تشعر بارتياح نسبي لتراجع الاسعار لكن أعضاء اخرين في أوبك يحتاجون بدرجة أكبر لاسعار أعلى ومنهم فنزويلا وايران اللتين أعربتا عن قلقهما قبل الاجتماع من أن العرض يفوق الطلب في السوق.
وفي الوقت نفسه فان الدول الاعضاء التي تضخ النفط بما يقرب من طاقتها الانتاجية الكاملة قد تحجم عن خفض انتاجها اذا اتخذ اجراء يتجاوز خفض الانتاج الاضافي السعودي.
وقال انتوني هافت من نيوايدج للسمسرة "التوترات بين حكومتي السعودية وايران أكبر مما كانت عليه من قبل."
لكنه أضاف "الكل في أوبك يريد الابقاء على وحدة ظاهرية لا أحد يرغب في استعراض الخلافات على الملا."
وربما تشعر روسيا أكبر منتج للنفط خارج أوبك بالقلق بشأن تراجع ايراداتها مع انخفاض أسعار النفط.
وتحضر روسيا منذ فترة طويلة اجتماعات أوبك كمراقب لكنها لفتت انتباه الغرب بارسال وفد رفيع المستوى يرأسه نائب رئيس الوزراء ايجور سيتشين لمؤتمر المنظمة هذا الشهر.
قال وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو يوم الجمعة ان روسيا سترسل وفدا رفيع المستوى الى الاجتماع المقبل الذي تعقده المنظمة في الجزائر في 17 ديسمبر كانون الاول.
ويقول المحللون انه ليس من المتوقع أن تنضم روسيا لاوبك لكنها انتهزت الفرصة لاتباع سياستها المتمثلة في تعميق العلاقات مع الدول المنتجة للنفط فضلا عن مضايقة الغرب.
وقال جوناثان ستيرن من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة "لا أعتقد أنهم يرغبون في الالتزام بقواعد غيرهم." وأضاف "لكن.. أي شيء من شأنه اثاره غضب الغرب ليس مرفوضا" بالنسبة لروسيا.
وروسيا التي أعلنت في الماضي خفض انتاج النفط تمشيا مع قرار أوبك تحتاج كذلك للحفاظ على ارتفاع ايراداتها لتعويض نقص الاستثمارات في قطاع النفط.
وقال هالف للسمسرة "الانتاج في روسيا في حالة سيئة... انهم ليسوا في وضع يؤهلهم لرؤية انخفاض الاسعار والايرادات بدرجة أكبر. ارى ذلك باعتباره موقفا دفاعيا أكثر منه هجوميا."