روسيا تتعلم دروس حرب العلاقات العامة بشأن إمدادات الغاز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كييف: أظهرت روسيا في خلافها مع اوكرانيا على أسعار الغاز أنها تعلمت بعض الدروس الخاصة بكيفية التعامل مع وسائل الاعلام منذ صورت على نطاق واسع بمظهر المعتدية خلال نزاع مماثل عام 2006 .
وخفضت موسكو امدادات الغاز الى كييف في الاول من يناير كانون الثاني كما فعلت منذ ثلاث سنوات حيث خفضت التدفقات الى الدول الاوروبية التي تحصل على جزء كبير من احتياجاتها من الغاز عبر اوكرانيا. لكنها هذه المرة قدمت أداء أفضل في معركة العلاقات العامة.
ومنذ النزاع الذي وقع عام 2006 استعان الكرملين بخدمات واحدة من اكبر مؤسسات العلاقات العامة في العالم وهي مؤسسة اومنيكوم ووحدتها في بروكسل جي بلاس يوروب.
وتحصل وسائل الاعلام العالمية بانتظام على أحدث تحركات ونوايا شركة جازبروم الروسية الحكومية التي تحتكر الغاز في سيل متدفق من المعلومات مما ساعد روسيا على الصمود في حرب العلاقات العامة التي تخوضها حتى الان.
وقال الكسندر ميدفيديف نائب رئيس شركة جازبروم في مؤتمر صحفي عقد في لندن يوم الثلاثاء "نفكر بجدية شديدة في سمعتنا لأن لدينا الكثير لنفخر به. 20 عاما من الامدادات التي يعتمد عليها في أوقات صعبة للغاية."
وأضاف "بعد 2005-2006 استوعبنا بعض الدروس لانه أنحي باللائمة علينا خطأ في ما حدث انذاك."
وفي عام 2006 أدان الاتحاد الاوروبي موسكو وشكك صراحة في امكانية الاعتماد على روسيا كمورد. وكان معظم تعاطف الاتحاد مع اوكرانيا بعد "الثورة البرتقالية" عام 2004 التي جاءت بزعماء موالين للغرب الى الحكم.
لكن كييف فقدت معظم هذا التعاطف الذي حصلت عليه حينذاك بسبب الخلاف بين الرئيس فيكتور يوشينكو ورئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو الذي أرجأ الاصلاحات.
وقاد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين شجب موسكو لتصرفات اوكرانيا خلال النزاع على الغاز كما أنشأت جازبروم موقعا على الانترنت لشرح جانبها من الخلاف.
كما قام ميدفيديف من جازبروم بجولة في عدة دول اوروبية حيث أدلى بتصريحات وأجرى مقابلات اتهم فيها اوكرانيا بسرقة الغاز الذي يتم ارساله الى اوروبا.
وقال مصدر دبلوماسي اوروبي في كييف "في الوقت الحالي نجد أن مجادلات جازبروم مقنعة بشكل اكبر... جازبروم تضع بيانات أساسية واحصاءات على الطاولة وهي حقائق ملموسة. جازبروم مستعدة لتقديم بعض الارقام الجاهزة بينما يستغرق الجانب الاوكراني بعض الوقت ومن الممكن أن تكون هناك بيانات متضاربة."
ولم تكن الامور سهلة على روسيا العام الماضي حيث أثارت قلق العالم بالحرب القصيرة التي شنتها ضد جورجيا بعد أن حاولت القوات الجورجية استعادة السيطرة على اقليم اوسيتيا الجنوبية المنشق في اغسطس اب.
واثناء الحرب صور الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بلاده على أنها حي صغير ضربه "الامبرياليون" في موسكو وهي وجهة النظر التي انعكست في الكثير من وسائل الاعلام العالمية.
كما أبرز هذا الخلاف الخاص بالغاز المخاوف الغربية المتزايدة بشأن علاقات روسيا مع الدول المجاورة التي كانت ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق كما أحيا المخاوف القديمة حول امكانية الاعتماد على موسكو كمورد.
وربما يصبح الفوز بمعركة العلاقات العامة اكثر صعوبة في الايام القادمة. وكلما طالت المدة التي ستتأثر بها امدادات الغاز الى اوروبا كلما زادت صعوبة الا تظهر موسكو بمظهر المتنمر خاصة مع مرور اوروبا بموجة من الطقس البارد.
وأشارت صحيفة صن البريطانية الى بوتين بأنه "فلاد المريع" وربما يعتمد قادة اوكرانيا على كسب لعبة تبادل اللوم على المدى الطويل.
وقال فيودر لوكيانوف رئيس تحرير دورية راشيا ان جلوبال افيرز "انهم يحسبون وأعتقد أن (اعتقادي) له أساس أنه كلما استمر هذا لمدة أطول سيلقى بالجانب الاكبر من اللوم على موسكو."
وتقود حملة اوكرانيا للعلاقات العامة مؤسسة الطاقة الحكومية نافتوجاز التي كانت على اتصال يومي بوسائل الاعلام حيث توافيها بأحدث التطورات الفنية.
وتقول جازبروم انها "لم تأل جهدا لتجنب" توقف الامدادات بحيث كان أول عرض أسعار لها اكثر من معقول وأنها كشركة تجارية يجب أن تحصل الديون المستحقة لها.
وذكرت نافتوجاز أنها سددت ديونها وأن عرض الاسعار الخاص بجازبروم كان مرتفعا للغاية لان اوكرانيا امامها ثلاث سنوات حتى تصل الى أسعار السوق.
والتزم ساسة اوكرانيا البارزون الصمت الى حد كبير منذ خفض امدادات الغاز في الاول من يناير.
ولم تدل تيموشينكو بتصريحات علنية بشأن النزاع باستثناء اصدار بيان مشترك مع يوشنكو. كما بعث الرئيس الذي كان في اجازة برقية قصيرة الى الدول الاوروبية نشرها على موقعه على شبكة الانترنت.
وتقول تامي لينش كبيرة الباحثين بمعهد جامعة بوسطن لدراسة الصراع والايديولوجية والسياسة "جزء من المشكلة الخاصة بالعلاقات العامة كما أراها أن معظم وسائل الاعلام الغربية تتخذ من موسكو مقرا لها وهي على اتصال منتظم بالنخب السياسية والاعمال هناك."
وأضافت "مصالح اوكرانيا حتى في نزاع كهذا هامشية مقارنة (بالقضية الكبيرة) وهي علاقات روسيا مع اوروبا."