المراقبون ينتشرون وأوروبا تنتظر غازها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إتفاق في اللحظة الأخيرة بين موسكو وكييف
المراقبون ينتشرون وأوروبا تنتظر غازها
سلوفاكيا تنتهك التزاماتها الأوروبية بسبب شح الغاز موسكو: يتوقع استئناف شحنات الغاز الروسي عبر أوكرانيا الى أوروبا الأحد، بعد توصل الرئاسة التشيكية للإتحاد الأوروبي إلى انتزاع إتفاق في اللحظة الاخيرة ليل السبت الاحد بين موسكو وكييف على نشر مراقبين مكلفين الاشراف على عبور الغاز. فبعد ثلاثة ايام من المحادثات الدبلوماسية المكثفة والشاقة، اولا في بروكسل ثم في كييف وموسكو، نجح رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك في اخر المطاف في اقناع القادة الروس والاوكرانيين بتوقيع اتفاق في هذا الخصوص في اطار زيارته الى المنطقة. ويتناول الاتفاق بالتفصيل شروط مراقبة مرور الغاز الروسي الى اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية، التي كانت نقطة الخلاف الرئيسية بين موسكو وكييف ويتوقف عليها استئناف شحنات الغاز الى القارة القديمة. وتوقيع اوكرانيا على البروتوكول كان العنصر الحاسم الذي تطالب به روسيا قبل ان تعطي موافقتها على استئناف شحنات الغاز التي تمر عبر الاراضي الاوكرانية لتصل الى الزبائن الاوروبيين.
واكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا ستستأنف شحنات الغاز الى اوروبا "على الفور" بعد وضع آلية مراقبة عبوره في اوكرانيا، لكنه حذر من ان الشحنات ستحد من جديد ان لاحظت روسيا مجددا "سرقات" للغاز تتهم بها اوكرانيا. وتقضي المرحلة المقبلة بنشر المراقبين عند نقاط رئيسية لعبور الغاز في اوكرانيا وروسيا على حد سواء بغية التأكد من وصول الغاز باكمله الى الزبائن الاوروبيين. واكد توبولانيك ان انتشار المراقبين "مسالة ساعات". وهو الشرط لاستئناف شحنات الغاز. وكانت فرق المراقبين الاوروبيين والروس والاوكرانيين صباح اليوم في طريقها الى محطات مراقبة الغاز حيث ستقضي مهمتهم بالتأكد من عدم تبخر اي كمية اثناء مرورها.
وكانت روسيا بررت انقطاع شحناتها الكامل الاربعاء ب"سرقة" كميات من الغاز واتهمت اوكرانيا بها. وتنص الوثيقة الموقعة من روسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي على تشكيل "مجموعة خبراء تضم 25 خبيرا من كل جانب، على ان تقوم هذه المجموعة بالسهر على مبدأ المساواة أكان على الاراضي الروسية ام الاوكرانية" كما قالت الرئاسة الاوكرانية. واوضحت ان "المعلومات عن نتائج مراقبة مرور (الغاز) ستنقل على الفور الى الهيئات المختصة في كييف وبروكسل وموسكو".
وعبرت المفوضية الاوروبية عن ارتياحها ا لاحد للاتفاق بشأن الغاز آملة في استئناف شحنات الغاز الروسي على الفور. كما اعرب وزير الصناعة والتجارة التشيكي مارتن ريمان ليل السبت الاحد عن ابتهاجه لان "شحنات الغاز يمكن ان تستأنف الاحد ان عمل الجميع بنسبة مئة بالمئة". وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وعد من جهته السبت بان الغاز سيعاد فتحه "متى دخلت آلية المراقبة حيز التنفيذ". لكن اي مسؤول روسي لم يتحدث حتى الان بشكل صريح عن موعد الاحد. ونبه قادة الاتحاد الاوروبي الى انه يتوقع بعد استئناف الشحنات ان تمر نحو ثلاثة ايام ليصل الغاز الروسي الى الزبائن الاوروبيين.
وتبدو اوروبا مستعجلة لاستئناف امدادها بالغاز الروسي عبر اوكرانيا لان وقفها تسبب باضرار اقتصادية "كبيرة جدا" كما اكدت المفوضية الاوروبية الجمعة. وقد واجهت دول عدة في اوروبا الوسطى ومنطقة البلقان المحرومة من الاحتياطات صعوبات خطيرة هذا الاسبوع لتوفير الطاقة الى السكان والصناعة، فيما تجتاح موجة من الصقيع القارة. واضطر الى وضع آليات طوارىء وقبلت بعض الدول بيع غاز الى جيرانها. لكن اذا كان بامكان اوروبا ان تأمل في عودة سريعة الى وضع طبيعي، فان لب المشكلة لا يزال قائما بالنسبة لموسكو وكييف.
فلا تزال الحكومتان تتنازعان على مسالة تسعيرة الغاز المفترض ان تدفعها اوكرانيا في العام 2009 وعلى قيمة المتأخرات المتوجب عليها للعام المنصرم. والمفاوضات بين موسكو وكييف حول هذا الموضوع "لم تفض الى اي شيء بعد ثلاثة ايام من المحادثات"، كما قال رئيس الشركة الوطنية الاوكرانية للمحروقات "نفط وغاز" اوليغ دوبينا العائد من روسيا حيث التقى مسؤولين في الشركة الروسية العملاقة "غازبروم". ووجهت الصحف الروسية الاحد انتقادات الى ما وصفته بالعناد الروسي والاوكراني في الازمة معتبرة ان البلدين سيخرجان خاسرين في علاقاتهما مع اوروبا.
ولفتت صحيفة الاعمال "فدموستي" الى ان "اوكرانيا تجد نفسها بدون غاز وروسيا بدون ترانزيت وكلاهما يفقدان بسرعة ماء الوجه امام اوروبا التي تواجه الصقيع". وقد تحول نزاع الغاز الى حرب "دعاية" قد تسمح بتوحيد اوروبا حول نقطة واحدة: التخلص من تبعيتها في مجال الطاقة تجاه روسيا كما رات صحيفة كومرسانت. واضافت كومرسانت ان "الاتحاد الاوروبي سيسعى على الارجح الى ايجاد سبل للحد من تبعيته تجاه امداداته من الغاز الروسي لتفادي مثل هذه الازمات في المستقبل".