اقتصاد

الحكومة الأميركية تنقذ بنك أوف أميركا بضخّ 20 مليار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن، نيويورك: أنقذت الحكومة الأميركية اليوم بنك أوف أميركا، من خلال ضخّ 20 مليار دولار، وضمان نحو 100 مليار دولار من الخسائر المحتملة، بسبب أصول عالية المخاطر لحمايته من تدهور الميزانية العمومية لميريل لينش اند كو وحدة الوساطة المالية التي استحوذ عليها أخيراً.

وبذلك، يحتل "بنك أوف أميركا" المركزي الثاني في قائمة المؤسسات المالية، التي حصلت على دعم حكومي بعد "سيتي غروب"، فيما تضخّ الحكومة سيولة في البنوك الأميركية لسد الثغرات الناجمة من القروض المعدومة. وتضرّرت البنوك الأميركية بشدة جرّاء أسوأ أزمة إسكان تمرّ بالبلاد منذ الكساد الكبير، وأسوأ ركود تشهده منذ سنوات.

وتأتي تلك الأموال علاوة على 25 مليار دولار، حصل عليها "بنك أوف أميركا" في السابق من برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة التابع لوزارة الخزانة في أكتوبر، وهو أحدث مؤشّر على أن السلطات لا تزال تواجه مصاعب في مواجهة الأزمة المالية، التي بدأت قبل نحو 18 شهراً.

وفي محاولة أخرى لتعزيز البنوك، قالت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، وهي مؤسسة حكومية، إنها ستقترح تمديد أجل الديون المصرفية التي تعتزم ضمانها إلى 10 سنوات بدلاً من 3. ويتعيّن على البنوك استخدام الإيرادات لمنح قروض جديدة للمستهلك.

ويواجه سيتي غروب وبنك أوف أميركا ضغوطاً متصاعدة من المستثمرين الذين يشكّكون في ما إذا كان لديهما ما يكفي من رأس المال لمواجهة موجة عاتية من الديون المعدومة.

وفي مقابل الإنقاذ، وافق بنك أوف أميركا الذي اعتبر قبل شهور قليلة استحواذه على ميريل لينش بأنها ضربة موفقة على خفض التوزيعات النقدية إلى سنت واحد للسهم من 32 سنتاً، ووضع حد أقصى لأجور المسؤولين التنفيذيين، وهي تنازلات مشابهة لتنازلات قدمها سيتي جروب عند إنقاذه في نوفمبر.

كما لا يمكن للبنك زيادة التوزيعات خلال السنوات الثلاث المقبلة من دون موافقة الحكومة.

وقال مسؤول أميركي إن الفريق الانتقالي التابع للرئيس المنتخب باراك أوباما أخطر بالمفاوضات بشأن بنك أوف أميركا. ويشير متوسط توقعات محللين إلى أن بنك أوف أميركا سيحقق أرباحاً فصلية تبلغ 19 سنتاً للسهم، لكن البعض توقّع أن يمنى بخسائر.

غير أنه من المتوقّع أن يسجّل سيتي غروب خسارة فصلية. وأثار محللون مخاوف من إمكانية تأميم بنك أوف أميركا وسيتي غروب.

وسيأتي أي استحواذ فعلي حكومي، عقب تحركات مشابهة، شملت شركتي التمويل العقاري، فاني ماي، وفريدي ماك، وبنوكاً في بريطانيا وايسلندا. كما أمّمت الحكومة الإيرلندية بنك انجلو ايرش يوم الخميس.

وأفادت محطة تلفزيون "سي.ان.بي.سي" بأن سيتي غروب نفى تكهنات باحتمال تأميمه. وامتنع متحدث باسم البنك عن التعليق.

وذكر محللون أن الحكومة سترغب في تجنّب تكرار انهيار بنك على غرار انهيار ليمان براذرز الذي اعتبر إعلان افلاسه في 15 سبتمبر محركاً رئيساً لتباطؤ واسع في الاقتصادات، وأسواق الأسهم العالمية، خلال الفترة المتبقية من العام.

وأثار احتياج بنك أوف أميركا لمساعدة حكومية تساؤلات بشأن ما إذا كان الرئيس التنفيذي للبنك كينيث لويس قد انخدع بشراء ميريل مقابل 19.4 مليار دولار، وكانتري وايد فاينانشال أكبر بنك للرهون العقارية في الولايات المتحدة مقابل 2.5 مليار دولار في يوليو.

في الوقت نفسه، يتوقّع أن يقلّص الرئيس التنفيذي لسيتي غروب فيكرام بانديت حجم البنك بنحو الثلث، بعد خسائر بلغت 20.3 مليار دولار، في العام الذي انتهى في 30 سبتمبر. لكن المستثمرين يشعرون بالقلق من أن يضعف ذلك حصص المساهمين.

وقال المسؤول في شركة كوين اند كو في نيويورك تود ليون "لا توجد ثقة في بنك أوف أميركا وسيتي". كما عبّر مشرعون عن القلق بشأن هشاشة الصناعة.

وكان بنك أوف أميركا أعلن اليوم الجمعة أنه تكبّد خسائر في الربع الأخير من العام الماضي، وذلك بعد ساعات من حصوله على مساعدات حكومية طارئة لمساعدته في استيعاب بنك الاستثمار ميريل لينش اند كو، الذي مني بخسائر قياسية بلغت 15.31 مليار دولار في الربع نفسه.

وبلغ صافي خسائر بنك أوف أميركا وحده 1.79 مليار دولار، أي 48 سنتاً للسهم، مقارنة مع أرباح بلغت 268 مليون دولار، أو 5 سنتات للسهم، في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وقال البنك إن صافي الإيرادات زاد 22 % إلى 15.68 مليار دولار. وبلغت خسائر ميريل 9.62 دولار للسهم مدفوعة بشطب كبير لأصول متعثرة.

وأعلنت النتائج بعد ساعات من ضخّ الحكومة الأميركية رأسمالاً جديداً، بلغ 20 مليار دولار، في بنك أوف أميركا من برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة الحكومي، البالغ حجمه 700 مليار دولار.

وبذلك ترتفع قيمة الأموال التي حصل عليها بنك أوف أميركا من البرنامج إلى 45 مليار دولار، وهي القيمة نفسها التي حصلت عليها مجموعة سيتي غروب، التي تلقّت حزمة إنقاذ في نوفمبر.

وفيما يتصل بالدعم الحكومي، خفض البنك توزيعاته النقدية الفصلية إلى سنت واحد للسهم من 32 سنتاً.

وطلب الرئيس التنفيذي لبنك أوف أميركا كينيث لويس مساعدة حكومية لمواجهة الخسائر في بنك الاستثمار ميريل لينش، الذي اتفق البنك على شرائه في 15 سبتمبر، بعد محادثات لم تدم أكثر من 48 ساعة.

وخصص بنك أوف أميركا 8.54 مليار دولار لتغطية الديون المعدومة في الربع الأخير ارتفاعاً من 6.45 مليار دولار في الربع الثالث و3.31 مليار دولار في الربع المقابل من العام السابق.

وزاد شطب الديون المتعثرة إلى نحو 3 أمثاله، مقارنة مع الفترة المقابلة من العام السابق إلى 5.54 مليار دولار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف