وكالة الطاقة: انكماش حاد للطلب على النفط في 2009
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: توقّعت وكالة الطاقة الدولية اليوم الجمعة أن ينكمش الطلب العالمي على النفط بشدة في العام الجاري، تحت وطأة تداعيات التباطؤ الاقتصادي العالمي على الاستهلاك.
وانضمت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، إلى صفوف المتنبّئين بانخفاض الطلب العالمي على النفط هذا العام، لتعدل تقديرها السابق للطلب العالمي بمقدار 940 ألف برميل يومياً إلى 85.3 مليون برميل في اليوم، أي بانخفاض قدره 500 ألف برميل في اليوم.
وقالت الوكالة التي تقدّم المشورة للدول الصناعية في مجال الطاقة، في تقريرها الشهري، إنه جرى تعديل الطلب العالمي المتوقّع على النفط، بخفض حاد لعام 2009، في أعقاب إعادة تقويم التوقّعات الاقتصادية العالمية.
وذكر التقرير أن نمو الناتج المحلي العالمي انخفض إلى النصف تقريباً، ليصل إلى 1.2 %، في ضوء التوقّعات المتدهورة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفي غيرها على حد سواء. وستكون فترة انكماش الطلب على النفط المتوقعة لعامين، المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ أوائل الثمانينات.
وأوضح رئيس شعبة صناعة النفط وأسواقه في وكالة الطاقة ديفيد فايف لرويترز أن التعديل الذي أجرته الوكالة لتوقعاتها لعام 2009 هو أكبر تعديل في شهر واحد منذ فترة طويلة.
وتوقّعت الوكالة، في التقرير السابق، انخفاض الطلب على النفط في 2008، وانتعاشه في 2009 حسب مرونة اقتصادات الأسواق الناشئة.
لكن الوكالة تتوقّع الآن أن ينمو الطلب على النفط في الصين، بمقدار 90 ألف برميل يومياً فقط في العام الجاري، مع توقع تباطؤ نمو اقتصادها إلى 6.5 %، وهو أبطأ معدل نمو منذ 8 سنوات.
وكان الطلب الصيني على النفط سبباً رئيساً من أسباب ارتفاع أسعار النفط، من حوالي 20 دولاراً للبرميل في بداية عام 2002، إلى ذروة تجاوزت 147 دولاراً في يوليو الماضي.
وفيما يعكس سرعة التباطؤ العالمي، اتخذت الوكالة خطوة التحوط لأي تعديلات أخرى في توقعات النمو الاقتصادي العالمي من جانب صندوق النقد الدولي والوكالات الأخرى التي تبني عليها افتراضاتها.
وأشارت الوكالة إلى أنها قد تعدّل تقديراتها بالخفض مرة أخرى، إذا تدهورت التوقعات الاقتصادية.
ومع انخفاض الطلب، بفعل الركود الاقتصادي، ظلت مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند مستويات مرتفعة.
وذكرت الوكالة أن المخزونات في نهاية نوفمبر كانت تعادل استهلاك 56.4 يوم بالمقارنة مع 56.8 يوم في نهاية أكتوبر.
وأضافت إن تخفيضات الإنتاج من جانب منظمة أوبك التي تبلغ 4.2 مليون برميل يومياً منذ سبتمبر قد تخفض المخزونات، لأن مستويات الإنتاج المستهدفة حالياً لدى المنظمة أقل من الطلب المتوقع على نفطها الخام.
وترى الوكالة أن الطلب على نفط أوبك يتراوح بين 29.5 و30 مليون برميل يومياً خلال 2009. ولفت التقرير إلى أنه إذا نجحت المجموعة في تنفيذ التخفيضات التي اتفقت عليها فإن إنتاج دولها الأعضاء، بما فيها أندونيسيا المنسحبة، سيبلغ 28.2 مليون برميل يومياً.
لكن الوكالة قالت إن كمية النفط المخزونة في صهاريج عائمة، وتقدر بما يتراوح بين 50 مليون و80 مليون برميل يومياً، انتظاراً لارتفاع الأسعار، قد تعوق قدرة أوبك على خفض الزيادة في المخزونات النفطية.
وتتوقّع الوكالة الآن أن يبلغ إجمالي إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك 50 مليون دولار، بانخفاض 30 ألف برميل يومياً عن تقديرها السابق.
وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج هذه الدول انخفض 150 ألف برميل يومياً عام 2008 إلى حوالي 49.5 مليون برميل في اليوم، مسجلاً أول انخفاض منذ عام 2005.