مكتتبو "عذيب للإتصالات" في السعودية من مطرقة الفتاوى وسندان خسائرهم بالأسهم

مشعل الحميدي من الخبر : قال الناشط الحقوقي مخلف بن دهام الشمري أن من حق اتحاد عذيب للاتصالات اقامة دعوى ضد من أفتى بتحريم شراء أسهمها وطلب التعويض المناسب ، دون وجود سبب شرعي، واستناد هذه الفتوى إلى النظرة القاصرة للمرأة وتحريم عملها من قبل هؤلاء المتشددين. وقال الشمري لـ " إيلاف " إننا نقف صفًا واحدًا مع اتحاد عذيب للاتصالات ضد من يصدرون الفتاوى لتشويه صورة الشركة بالمجتمع وإلحاق الضرر المادي بهــا، مضيفًاأن الشركة تخضع لأنظمة الدولة ولا يوجد لدينا دولة دينية وغير دينية، فحكومتنا دستورها القران، والدولة لم تمنح أي شركة ترخيص أو تسمح لها بطرح أسهمها ما لم تكون أنظمتها متوافقة مع الشريعة الاسلامية.

وقال الشمري أن نظرة المتشددين للمرأة وإصدارهم الفتاوى المحرضة ضدها وضد مشاركتها في المجتمع ضمن الضوابط الشرعية lsquo; هو تمييز ضدها تحاربه كل القيم السماوية والأعراف الدولية، وقد أقرت حكومة السعودية برفع كافة أشكال التميز ضد المرأة، وأضاف قائلاًإن مثل هذه الفتاوى هي من دفعت تلك الأيادي الآثمة إلى إحراق مقر النادي الأدبي بالجوف بسبب عزم الناشطة والشاعرة حليمة مظفر حضور الفعالية، مضيفا ً أن هذا الفكر المنحرف يجب وقفه بسلطة الدولة بشكل عاجل قبل أن تتسع الفرقة ويضرب بعضنا أعناق بعض.
وقال الشمري إن شركة اتحاد عذيب للاتصالات في نظر المتشددين كافرة والسبب أنها ( توظف النساء) لأن الفكر المنحرف والمتشدد يريد أن تكون المرأة جسدًا يستمتع بها الرجل ولا تخرج عن البيت حتى تموت.
واختتم الشمري قوله بأنه يناشد حكومة السعودية بمعاقبة أصحاب الفتاوى الشاذة وفتاوى التكفير ووقفهم عند حدهم وإفساح الدور لهيئة كبار العلماء لتكون الجهة الوحيده لإصدار الفتاوى للناس، فما يحصل الآن من تخبط بالفتاوى هو تطاول وتحدٍ لهيئة كبار العلماء وللسلطة السياسية ، وهذا سوف يزرع في مجتمعنا الفرقة، وينذر بالخطر، فمن فجر في بلادنا وقتل الآمنين واحرق خيمة نادي الجوف الأدبي هم طلاب هؤلاء المفتين وهم يستمدون شرعية ما يقومون به من أعمال من مثل هذه الفتاوى، مناشدًا المواطنين والمواطنات عدم الاستماع إلى مثل هذه الفتاوى، ومشيرًا الى أن المسلم المؤمن هو من يستشعر الحلال والحرام من قلبه، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) وقلب المؤمن دليله أما تجار الفتاوى فعلينا عدم الالتفات لهم واحترام ما يصدر من هيئة كبار العلماء الرسمية فقط، مضيفًا أن المواطنين نشأوا على الفطرة وهم يدركون الفرق بين الحلال والحرام، وليسوا في حاجة إلى وصي بالقرن الواحد والعشرين ليفرض عليهم التطرف والغلو الذي عانينا منه طويلاً وأساء إلى الإسلام والى سمعتنا الداخلية والخارجية.
وجاء ذلك بسبب إصدار الشيخ الدكتور يوسف الأحمد فتوى تحريم الاكتتاب حيث اعتبر أن " الشركة تعتبر من نوافذ التغريب، والأقوى من بين شركات الاتصالات في تبني مشروع إفساد المرأة باختلاطها بالرجال سافرة متبرجة، وقد تمت مناصحتها كثيرًا جدًا إلا أنها رفضت نصيحة العلماء في ذلك فلا يجوز الاكتتاب بها لأنه من التعاون معها على الإثم والعدوان. إضافة إلى الأسباب الأخرى المتعلقة بنشاطها "
كما اصدر العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك فتوى بعدم جواز المساهمة فيها حيث قال في فتواه انه "لا تنبغي الاستفادة من خدماتها لأن ذلك عماد قيامها وبقائها وربحها ومعلوم أنها بالصفة المذكورة تكون أداة نشر للفساد فالواجب على مؤسسي الشركة والمساهمين فيها أن يتقوا الله ولا يجعلوا الربح المادي غايتهم يتوصلون إليه بكل طريق فكل سيسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ".

و لم تشهد عمليات الاكتتاب في شركة "اتحاد عذيب" للاتصالات إقبالا كبيرا من المواطنين، في اليوم الثاني من الاكتتاب حيث خلة معظم البنوك ومن على غير عادة أيام طرح أسهم للاكتتاب من إقبال المكتتبين ، خصوصا ً رغم توقيت الطرح الجيد ووقت نزول الرواتب بالسعودية. من جهته توقع المحلل المالي أحد المحللين ألا يتجاوز عدد المكتتبين أكثر من 3 ملايين مكتتب، بواقع 10 إلى 12 سهما للمكتتب الفرد الواحد، راجعا ً احتمالية قلة المكتتبين إلى فقدان الثقة بسوق الأسهم السعودية، وبالتالي إحجام الناس عن أية اكتتابات بغض النظر عن حجم الأسهم واسم الشركة.. مشيرًا إلى أن هناك شركات قائمة بإمكان المكتتب الدخول فيها وبنفس أسعر الجديدة، وأضاف الشاهر أن العامل النفسي قد يلعب دوره، وكذلك عدم وجود السيولة المالية التي تدفع إلى الاكتتاب.

وكان قد استغرب رئيس اللجنة التأسيسية لشركة اتحاد عذيب للاتصالات الأمير عبدالعزيز بن أحمد الفتاوى بعدم جواز الاكتتاب في أسهم الشركة، والتي بدأت أمام المستثمرين الأفراد بواقع 30 مليون سهم تمثل ما نسبته 30 بالمائة من رأسمال الشركة المصرح به. وقال الأمير عبد العزيز في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا ً بعد إطلاق الاكتتاب في أسهم الشركة " هنالك جهات متخصصة يحق لها إصدار الفتاوى.. وأنا حقيقة مستغرب جدًا من الفتوى الصادرة بعدم جواز الاكتتاب"، مؤكدًا حرص اتحاد عذيب على الحصول على تمويل إسلامي قبل كل شيء.