اقتصاد

الجزائر تُخطّط لتطوير صناعتها النفطية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر: تخطط الجزائر في الفترة القليلة المقبلة لتطوير صناعتها النفطية بحكم الرغبة في استغلال الاحتياطات القابلة للاسترجاع في مجال المحروقات، وسيتم الشروع في مخطط واسع لعمليات الحفر من أجل التنقيب قصد تجديد قاعدة الاحتياطات، علما أنّ الجزائر تمتلك احتياطات نفطية تربو عن 3511 مليار متر مكعب من البترول الخام، و4550 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

ورصدت الحكومة الجزائرية 46 مليار دولار في خطة تمتد إلى العام 2012، كمخصصات للاستثمار على المدى المتوسط في قطاع الطاقة، إضافة إلى برنامج تكميلي بقيمة 20 مليار دولار، وستكون هذه الأغلفة المالية موجهة للنشاطات المرتبطة بالاستكشاف والإنتاج، بما يمثل أكثر من 60 بالمئة من تكاليف الاستثمارات المبرمجة، علما أنّ الجزائر أحرزت 77 كشفا نفطيا جديدا خلال الـ36 شهرا المنقضية، فيما بلغ معدل الإنتاج 1.4 مليون برميل يوميا، لكنه انخفض ابتداء من شتاء 2008 بحوالي 75 إلى 80 ألف برميل يوميا بعد القرارات المتتالية لأوبك بخفض حصص إنتاج الدول المنتجة والمصدرة للبترول.
وفيما يؤكد خبراء على أنّ النفط الجزائري لم يتم استكشافه بالكامل، قال بيت الاستثمار العالمي "غلوبل" في تقرير حديث، إنّ الجزائر تمتلك ثالث أكبر احتياطي مُثبت من النفط في إفريقيا، بعد ليبيا ونيجيريا، وهو يقّدر بنحو 12.2 مليار برميل -كما في شهر يناير الجاري- وتقع غالبية الاحتياطيات المثبتة بصفة أساسية في النصف الشرقي من الوطن، حيث تحتوي أحواض حاسي مسعود على 70 في المئة من الاحتياطيات المُثبتة للنفط في الدولة.

وقال التقرير إن الجزائر تقع من ضمن أكبر عشر دول من حيث الاحتياطيات المثبتة للغاز الطبيعي في العالم، باحتياطيات قدرها 159 تريليون قدم مكعب كما في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وعلى مستوى القارة الإفريقية، تحتل الجزائر المرتبة الثانية من ناحية الاحتياطيات المثبتة للغاز الطبيعي، وقد أهّلت هذه الاحتياطيات الهائلة الجزائر لكي تكون أحد المقاصد المفضّلة لعديد المستثمرين في قطاع النفط.
وكثفت الجزائر من مستوى استثماراتها في النشاطات القبلية الخاصة بقطاع المحروقات خلال الثماني السنوات الأخيرة، حيث زاد المعدل السنوي للاستثمارات عن الثلاث مليارات دولار في الفترة ما بين سنتي 2000 و2007، علما إنّ تسعينيات القرن الماضي لم تشهد سوى 1.2 مليار دولار على هذا الصعيد.

وسوّغت الوزارة الجزائرية للطاقة، التطور الملحوظ للمستوى السنوي للاستثمارات في نشاطات ما قبل الإنتاج برغبة السلطات العليا في البلاد "المحافظة على الاحتياطات القابلة للاسترجاع في مجال المحروقات"، وهو ما جسده الاستئناف المعتبر لعمليات الحفر من أجل التنقيب قصد تجديد قاعدة الاحتياطات، في بلد تقدر احتياطياته من المحروقات القابلة للاستخلاص، نحو 3511, مليار متر مكعب من البترول الخام، و4550 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وتمول الجزائر الجزء الأكبر من استثماراتها القبلية بموارد محلية مباشرة، مع استعانتها مصارف أجنبية تربطها اتفاقيات معها، ويتصدر البرنامج مشروع خط " ميدغاز " الذي تبلغ تكلفته 440 مليون يورو، سيربط بين الجزائر وأوروبا عبر اسبانيا ويرتقب أن يضخ ثمانية مليارات متر مكعبة من الغاز، فضلا عن توفيره حوالي ملياري دولار بجانب المئات من الوظائف. وتساهم فيه سوناطراك بحصة 36 في المائة، مع الإشارة إنّ المشروع ينتهي العمل به قريبا.

كما صارت طاقة حظيرة التكرير في الجزائر تقدر حاليا بـ22 مليون طن سنويا، ستتنامى بحسب إدارة سوناطراك في غضون الست سنوات القادمة، بحيث ستبلغ حوالى 50 مليون طن سنويا سنة 2014 بفضل برنامج انجاز المصافي الجديدة و ترميم تلك الموجودة حاليا، وتبدي الجزائر اهتماما بإتمام إنجاز مصفاة للمكثفات تقدر طاقتها بـ5 ملايين طن وسيتم تشغيلها نهاية العام الجاري، إضافة إلى أخرى تقدر طاقتها بـ15 مليون طن سيتم تشغليها سنة 2014، بالتزامن مع رفع قدرات التكرير المرفوق بمشاريع التحويل وتحسين نوعية المنتجات للتكيف مع القيود الجديدة التي يفرضها التشريع الجزائري الجديد في مجال البيئة في سوق محلية تتميز "بهيمنة الطلب على الديزل على حساب أنواع البنزين"، وتتطلع الجزائر وشركتها سوناطراك لضمان نقل نسبة 30 بالمائة من صادراتها بوسائلها الشخصية وعبر الشراكة في أفق سنة 2010، ثم إلى 50 بالمائة في أفق سنة 2015.

وكسبت الجزائر العام الماضي مداخيل ضخمة بحدود 58.5 مليارات دولار من صادراتها للمحروقات، بزيادة 9 مليارات دولار عن السنة قبل الماضية، بفضل معدلات الإنتاج والتصدير، هذا الأخير صار بحدود 133 مليون طن مقابل النفط، علما أنّ مبيعاتها في السابق لم تنزل تحت مستوى 22 بليون دولار أميركي، وبواسطة تمويلها الذاتي لمشاريعها الغازية وتصديرها 6 إلى 7 مليارات متر مكعب في السنة، ما مثل ارتفاعا لافتا بـ56 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الفارطة، وتسعى الجزائر إلى رفع إنتاجها في 2010 إلى مليوني برميل يوميا من النفط و85 مليار متر مكعب من الغاز سنويا حيث تنتج البلاد حاليا 1،4 مليون برميل يوميا من النفط و62 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.

وكان الرئيس المدير العام لسوناطراك، أفاد في مقابلة مع "إيلاف" إنّ مجموعته ستستثمر نحو 30 مليار دولار في تطوير حقول النفط حتى العام القادم، بينها مخصصات تزيد عن 6 مليارات دولار، سترصد لتطوير مجال نقل المحروقات وتحسين الخدمات، وكشف عن نية الشركة الجزائرية استثمار ملياري دولار لتطوير خدمات نقل المحروقات خلال العام الحالي، وكانت سوناطراك قد وقعت مؤخراً على ثلاثة عقود بقيمة 240 مليون دولار مع الكونسورتيوم الجزائري اللبناني "كاناغاز-زاخن" والكونسورتيوم التركي "مانوسمان-امران نوكسال" والكونسورتيوم الجزائري- الفرنسي "باثينكو واست-سيكوموك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اين عائدات النفط ؟؟؟
فريد -

على الرغم من العائدات الظخمة التي جنتها الجزائر من ارتفاع اسعار البترول في السنوات الاخيرة الا ان الشعب الجزائري مازال يعيش في فقر مدقع . فقد تم صرف تلك الاموال الضخمة في مشاريع ترقيعية عبثية هدرت خزينة الدولة