اقتصاد

مواد التعقيم من الوباء تصبح سلعة رائجة في ألمانيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



مع انتشار وباء أنفلونزا المكسيك في كل بقاع العالم وتفاقم مشاعر الخوف لدى الناس من احتمال انتقال عدواه إليهم بطريقة أو بأخرى، بدأت المؤسسات العامة والخاصة والشركات في ألمانيا بتأمين أجهزة خاصة بالنظافة احترازية. ونتيجة تهافت الناس على شراء المواد المعقمة والمنظفة لزيادة إجراءات النظافة بهدف الحماية من الوباء القاتل، تتبارى حالياً الشركات المنتجة لها في عرض أفضل ما لديها، خاصة في ألمانيا. ومن هذه المنتجات معقم للأيدي. إذ ثبت علمياً بأن الأيدي من أكثر أعضاء الجسم التي تنقل الوباء. إلا أن التركيز لم يعد فقط على المستحضرات التي تعقم الأيدي، بل على مواد تنظيف المنازل وتعقيمها أيضاً، منها ما تنتجه أحد الشركات النمساوية للمواد المعقمة، وهو بخاخ للاستخدام داخل المنازل.

برلين: في كل مؤسسة يدخل إليها المرء، في ألمانيا، إن كانت حكومية أو وزارة أو شركات ومصانع، يلاحظ وجود أجهزة للنظافة والتعميق، لم يسبق أن كان لها حضور من قبل، أو على شكل علبة كبيرة فيها مستحضر لتعقيم الأيدي، واستخدامها سهل، إذ ينبغي فقط الضغط على زر أو ذراع لتنزل المادة المعقمة من زجاجة إلى جانبها لفائف من المناشف القماش موضوعة في علبة للاستخدام مرة واحدة، ثم تغسل أو عبر محارم ورقية معقمة.

وتوضع هذه الأجهزة إما في المدخل أو إلى جانب المغسلة في دورة المياه. كما وضعت بعض المؤسسات في دورات المياه علباً لمستحضرات التعقيم، على من يريد قضاء حاجته، وقبل جلوسه على المرحاض، مسح محيطه بهذا المستحضر بعد تبليل محرمة ورقية به. وتكون علبة المستحضر موضوعة فوق المرحاض.

وسبب كثرة وسائل التعقيم هو تعليمات وزارة الصحة الاتحادية بوجوب الحفاظ على النظافة عبر غسل الأيدي، إما بالصابون أو بمساحيق منظفة أخرى، من أجل منع انتقال عدوى الأنفلونزا المكسيكية.

ونتيجة تهافت الناس على شراء المواد المعقمة والمنظفة لزيادة إجراءات النظافة بهدف الحماية من الوباء القاتل، تتبارى حالياً الشركات المنتجة لها في عرض أفضل ما لديها، خاصة في ألمانيا، حيث أصبحت شروط النظافة، خاصة غسل الأيدي بعد استخدام المرحاض، من الأمور المفروضة أيضاً في المنازل. لذا نرى أن نسبة كبيرة من الناس، وبعد دخول المنزل، وقبل القيام بأي عمل، تتجه إلى المغسلة لغسل اليدين، متبعة بذلك إرشادات الكثير من المختبرات الألمانية ووزارة الصحة الاتحادية.

فعلى سبيل المثال، طرحت الشركة الألمانية OPHARDT Hygiene منتجات عدة في الأسواق، تلاقي كما غيرها رواجاً، لأن الناس يريدون حماية أنفسهم من وباء الأنفلونزا المكسيكية، ومن هذه المنتجات معقم للأيدي. إذ ثبت علمياً بأن الأيدي من أكثر أعضاء الجسم التي تنقل الوباء والعدوى من شخص إلى آخر، لذا يجب المحافظة على نظافتها.

والأجهزة متعددة الأشكال، منها على عامود أنيق، لا يتجاوز طوله المتر ونصف متر، ومن يريد استخدامه يكفيه أن يمرر يده على أحد الأزرار الموجودة حتى يسيل السائل المعقم، وليس مرهوناً بالتيار الكهرباء لوجود بطارية Akku فيه بقوة 12 فولت، وهناك لونان أبيض وفضي، أو ما يعلق على جدار المراحض أو الحمامات أو حتى في مكان العمل، ويحمل الجهاز زجاجة مليئة بمسحوق أبيض أو سائل معقم أو على شكل رغوة بيضاء، يسيل مجرد الضغط على زر، وإلى جانبه علبة صغيرة فيها محارم ورقية.

لكن ليس هناك ضرورة لمسح الأيدي لأن المسحوق المعقم يتبخر بعد ثوان قليلة. ومن أهم المواد المعقمة التي يحتويه السائل مادة الاسبيرتو (الكحول)، وهذا مفيد وعملي للعاملين في ورشات البناء أو المدارس، لعدم الحاجة إلى الماء. وتوجد هذه الأجهزة بالأخص في المؤسسات العامة والشركات الكبيرة، وتعلق أو توضع عند المداخل وفي الممرات، إذا كان عدد الموظفين كبيراً.
وتصنع الشركة نفسها أجهزة فيها صابون سائل معقم، لكن من يستعمله بحاجة إلى الماء والمنشفة.

إلا أن التركيز لم يعد فقط على المستحضرات التي تعقم الأيدي، بل على مواد تنظيف المنازل وتعقيمها أيضاً، منها ما تنتجه أحد الشركات النمساوية للمواد المعقمة، وهو بخاخ للاستخدام داخل المنازل. وحسب قول مسؤول في الشركة، فإن هذا المعقم يحتوي على مادة رفيقة بالبيئة وبصحة الإنسان، ولا تشكل أي خطر عليهما، ويمكن استخدامها لتنظيف المراحيض، خاصة لدى العائلات التي تستقبل الكثير من الزوار، فقد يكون من بينهم من هو مصاب بفيروس معد، وكذلك الحال مع المغاسل وأحواض السباحة والمغاطس. وحذر من استخدام المغاطس في الفنادق، لأنها قد لا تكون معمقة بالشكل المطلوب.

ولهذا الغرض، تنتج شركة Curacid Medical في هامبورغ مستحضر Citrofekt Oeko الرفيق بالبيئة، إلى جانب مستحضرات عدة لتعميق الأيدي، وهو محضر على أساس مادة الأيتانول المعقمة في بخاخ عملي، وهناك أحجام صغيرة يمكن أيضاً حملها في حقيبة اليد. كما يوجد منه "لوشن" مضاد للبكتيريا يمكن استخدامه لكل الجسم، إضافة إلى كمامات فلتر FFP3 صنعت من مواد تمنع دخول الفيروسات والبكتيريا خلال التنفس.

ولتشجيع مستخدمي الإنترنت من شراء منتجاتها، تروج شركة PDF على موقعها لحزمة فيها كتيبات نصائح وقائية للمنزل وأجهزة صغيرة للتعقيم ومواد معقمة للحماية من الأنفلونزا المكسيكية للأشخاص والمؤسسات، وذلك بأسعار منخفضة، لكن يجب شراء الحزمة قبل نهاية هذا الأسبوع.

إلا أن المؤسسة الاتحادية لتقدير مخاطر الأوبئة نصحت بعدم الانجرار للحملات الدعائية التي تقوم بها مصانع المواد المعقمة ومستحضرات التنظيف، دون استشارة طبيب لأنها قد تلحق أضراراً فادحة بصحة الإنسان، وخصوصاً بالذين يعانون أمراضاً مزمنة، أو قد تسبب هي نفسها أمراضاً مثل الحساسية أو الأكزيما، ويقول تقرير للمؤسسة إن النظافة الجسدية والنظافة في المنزل تكفي من أجل ردع أي فيروس، إضافة إلى استخدام المنظفات ومواد التعميق العادية.

ومن أهم تعليماتها، وجوب تغيير خرق تنظيف الأرض والمراحض والحمامات، وعدم استعمالها لمدة طويلة، وتنظيف الثلاجة بشكل منتظم، والتخلص من الزبالة، خاصة في المطبخ، لكن بشكل خاص الحفاظ على النظافة في دورة المياه والحمام والمطبخ وغسل الأيدي مرات عدة يومياً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف