ماناووس الأمازونية تتحول إلى تجمع تجاري وصناعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لأن البضائع تدخل إليها من دون رسوم جمركية، تحولت منطقة ماناووس الأمازونية منطقة صناعة وتجارية، تعج بالحركة،وأمست قلب البرازيل الاقتصادي النابض، فأحدثت انتعاشًا اقتصاديًا، ووفرت الكثير من فرص العمل. فلم تؤثر الأزمة الاقتصادية فيها، بل على العكس، فقد انتعشت فيها التجارة في السنوات القليلة الماضية وبالأخص منذ حدوث الأزمة العالمية. وكانت تحولت منذ عام 1967 إلى منطقة تجارية حرة. حتى إن كثير من أصحاب المحال في مدن برازيلية افتتح فروعًا فيها، لتصبح لبعضهم المقر الرئيس. ويعمل في هذه المنطقة، حسب بيانات وزارة العمل البرازيلية، حوالى 108 ألف شخص، في قطاع الصناعة فقط.
نهى أحمد من سان خوسيه: قبل وصول المصوّر السينمائي فرناندو مونتيرو إلى ماناووس المنطقة الحدودية في غابات الأمازون في البرازيل، كانت الشكوك تدور في رأسه حول الفائدة التي تريد أن تجنيها الشركة الكوستاركية، التي طلبت منه تصوير هذه المنطقة، لأنها حسب علمه، كانت في السابق منطقة فقيرة، فيها بيوت بسيطة، يسكن بعضها الهنود الحمر سكان البرازيل الأصليون يستفيدون قليلاً من مينائها البسيط أيضًا، لكن عند وصوله تفاجأ تمامًا بما شاهده، حسب قوله لإيلاف.
إذ إن منطقة ماناووس الأمازونية تحولت إلى منطقة صناعة وتجارية، تعج بالحركة، وتحولت إلى قلب البرازيل الاقتصادي النابض، فأحدثت انتعاشًا اقتصاديًا، ووفرت الكثير من أماكن العمل، ما دفع الحكومة إلى إظهار بعض التفاؤل حيال مشكلة الآلاف من العائدين إليها، خاصة من الولايات المتحدة الأميركية، بعد موجة التسريح الكبيرة، بسبب الأزمة الاقتصادية هناك.
وحسب مونتيرو، بعد مشاهدته منطقة ماناووس، يوضح اليوم بأن لا أثر للأزمة الاقتصادية العالمية على هذه المنطقة، التي تعتبر من أهم المناطق في غابات الأمازون، فالشاحنات تحمل مئات الحاويات المليئة بالبضائع من الصين وكوريا الجنوبية والعمال، كما النحل في حركة دائمة لاتزال البضائع، والمحال، التي بنيت، وبعضها من الخشب، مليئة بالتجار، ليس فقط من البرازيل، بل أيضًا من بلدان مجاورة لها، يبحثون عن سلع لمحالهم، من دون التفكير بسعر الدولار مقابل النقد المحلي.
ولقد تحولت هذه المنطقة منذ عام 1967 إلى منطقة تجارية حرة، لكن لم تنتعش فيها التجارة سوى في السنوات القليلة الماضية وبالأخص منذ حدوث الأزمة العالمية، فالبضائع تدخل إليها من دون رسوم جمركية، ما يجعل الترويج فيها سهلاً ومربحًا، لذا يجد المرء فيها آليات من كل "الماركات" من سوني وهوندا، وحتى باناسونيك وفيليبس، إلى جانب كوداك وياماها، فكل شيء متوافر، وهذا ما شجع الحكومة البرازيلية على تسهيل التعاملات التجارية فيها، لذا فإن الكثير من أصحاب المحال في العديد من المدن البرازيلية افتتح فروعًا فيها، حتى إن المنطقة الأمازونية أصبحت لبعضهم المقر الرئيس، فتحولت هذه المنطقة التي كانت شبه معزولة وميتة إلى نقطة تعج بالحياة، وهي في توسع متواصل.
وفي الفترة الأخيرة، ظهرت في ماناووس مصانع صغيرة، تحضر قطعًا للأجهزة المختلفة من بلدان آسيوية، يتم إعادة تجميعها لصنع أجهزة مثل الكمبيوتر أو التلفزيون، فيصدر جزء منها إلى بلدان في شرق أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والباقي إلى السوق المحلية. وبحسب معلومات رسمية، فإن 80 % من الآليات المتوافرة في السوق البرازيلية هي من صنع منطقة ماناووس كالمكيفات والدراجات النارية وأجهزة الإنذار للمنازل، كما وإن كل الأقراض المدمجة تحمل ختم السلطات البرازيلية، أي إنها قانونية.
ويعمل في هذه المنطقة، حسب بيانات وزارة العمل البرازيلية، حوالي 108 ألف شخص، في قطاع الصناعة فقط، منهم 30 ألف شخص جرى تشغيلهم العام الماضي، كما إن دفاتر الطلبيات ممتلئة، لذا يتوقع خبراء اقتصاديون أن تشهد البرازيل بعد ذلك نهضة اقتصادية وصناعية مهمة.
ومن بين المستفيدين من المنطقة الأمازونية الشاب كوستا دا أوليفيرا، الذي سرّح من شركة سامسونغ الكورية الجنوبية قبل عام ونصف عام، فسافر إلى ماناووس، وافتتح هناك مصنعًا صغيرًا لتجميع قطع أجهزة الكمبيوتر، مستفيدًا من خبرته في المصنع الذي عمل فيه.. وها هي تجارته تروج.