المضاربات على المواد الأولية في البورصات العالمية تشتد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باشرت إيطاليا بالتعاون مع دول أوروبية في اكتشاف نوع جديد من المضاربات المتعلقة بالمواد الأولية، وكل ما يتبعها من مخاطر وحركة تداولات قياسية. وبدأت هذه المضاربات تسحر نفوس المستثمرين الخاصين. بيد أن المشاركة في هذه المضاربات مليئة بالمخاطر، لكون الإقبال الكبير على الانخراط فيها قد يولٌد فقاعة سرعان ما قد تنفجر.. لتقضي على الحفلة!.
روما: يتعاظم اشتراك المستثمرين الإيطاليين، إلى جانب النفط، بشهادات الاستثمار وسلع الذهب المتداولة في البورصات "اي تي اف" "Etf" التي تعني "Exchange Traded Commodities". يذكر أن بورصات السلع الأساسية "كوموديتيز"، كما بورصة الذهب والفضة والبلاتين والبترول الخام، تعرضت لتقلبات عنيفة في السنتين الأخيرتين. مع ذلك، فإن استثمار مبالغ قليلة إلى جانب خوض مخاطر غير معروفة الأبعاد، هو ما يستقطب اهتمام المستثمرين الإيطاليين، الذين يعتبرون شهادات الاستثمار وسلع "اي تي اف" عائلتين من الأدوات المالية، التي تخولهم المراهنة بنجاح على مسار المواد الأولية في البورصات العالمية.
بالطبع، فإن لكل مادة أولية مصيرها، الخاضع بدوره للمضاربات! فها هو سعر برميل النفط يبلغ أكثر من 150 دولار، في صيف عام 2008، قبل أن يتدحرج إلى حوالي 35 دولار، ليستعيد أنفاسه قليلاً اليوم على 65 دولار تقريباً. في سياق متصل، يشير الخبراء في مصرف "بنكا فينات" الإيطالي إلى أن التفاؤل المتواضع يسود أوساط المستثمرين، على المدى المتوسط، في ما يتعلق بالمواد الأولية.
فالانتعاش الاقتصادي العالمي (عندما سيحصل) سيجر معه المنافع إلى سلة المواد الأولية المتداول بها في الأسواق المالية. وعموماً، فمن المتوقع أن ترتفع قيمة بعض المواد الأولية، كما الألومنيوم والنيكل والنحاس، 10 إلى 15 % ضمن عام واحد على الانتعاش الاقتصادي المنشود. كما يراهن المضاربون على التداولات بالبلاتين، الذي بلغ سعره الأقصى في مطلع العام، نحو 2.8 ألف دولار في الأونصة، قبل أن يهوي إلى 800 دولار في الأونصة.
وعلاوة على صلته بصناعة المجوهرات، يتم استعمال البلاتين في قطاعات صناعية عدة، كما قطاع إنتاج السيارات. بيد أن تدهور مبيعات السيارات وتراجع إنتاجها أثر سلبياً على أسعاره في البورصة.
ويبدي الخبير الاقتصادي في مصرف "أباكسبنك"، السيد "أليساندرو فونيولي" رأيه إلى صحيفة "إيلاف" بالقول إن النظرة حيال الاستثمار في سلع المواد الأولية إيجابية بحذر!، فانتعاش الاقتصاد العالمي مجدداً لا يعني بالضرورة انتعاش التداولات في جميع المواد الأولية دفعة واحدة.
ويتمسك هذا الخبير بما يحصل في أسعار النفط والغاز الطبيعي. في حين تمكنت أسعار النفط من التخلص من مستوياتها الأدنى. وها هي أسعار الغاز الطبيعي ثابتة في مكانها. ويُعزى ذلك إلى اكتشاف مستودعات جديدة في الولايات المتحدة الأميركية، التي تقوم حكومتها بتحديث منشآتها، لتضحي أكثر فاعلية.
على صعيد إيطاليا، تشرف شركة "Etf Securities" على التداولات في سلع الذهب. ومنذ مطلع العام، بلغت القيمة الكلية لهذه التداولات بليون دولار، أي زيادة بنسبة 150 %، مقارنة بالعام الماضي. أما شهادات الاستثمار فيدير عروضها في إيطاليا مصرف "رويال بنك أوف سكوتلاند"، الذي ورث أنشطتها من مصرف "آي بي ان أمرو" الهولندي. وتبلغ القيمة الكلية لهذه الشهادات، الموزعة على العملاء والمستثمرين، 6 بليون دولار، في الوقت الراهن.