اقتصاد

خلافات طبية في ألمانيا حول لقاحات إنفلونزا المكسيك

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ينقسم الجسم الطبي في ألمانيا على نفسه...بين مؤيّد للقاح إنفلونزا المكسيك ومحذّر منه، لأنه لم يخضع لتجارب وفيرة بعد. فهناك أطباء ينصحون الأمهات بتلقيح أولادهم بعد سن الثالثة، لأن اللقاحات المتوافرة حاليًا تعتبر حماية مهمة لهم، خاصة الذين يشكون من بنية ضعيفة. وانتقد فولفرام هارتمان، رئيس رابطة الأطباء في ألمانيا المشككين بفائدة اللقاحات المتوافرة حاليًا لأن ذلك سوف يوقع الوالدين في حيرة بين تلقيح أبنائهم أو عدمه، أو يفقدهم الثقة باللقاحات. وما يلفت النظر في ألمانيا هو إعلان وزارة الصحة عن لقاح خاص للحوامل، أتى بعد موجة انتقادات وتسريب معلومات بأن القيادات السياسية والوزراء سوف يتلقون لقاحات مميزة.

اعتدال سلامه من برلين: مع أن التاريخ الرسمي للبدء بالتلقيح ضد إنفلونزا المكسيك في ألمانيا هو يوم الاثنين المقبل، إلا أن التلقيح عمليًا بدأ قبل أسبوع في المستشفيات والعيادات وبعض المؤسسات الحكومية. واللقاحات الثلاثة المطروحة حاليًا للاستعمال هي Pandemrix,Focetria وCelvapan. وأكد ناطق رسمي باسم وزارة الصحة الاتحادية على أن اللقاحات الثلاثة أُجريت تجارب عليها، لكنها كانت سريعة، من أجل إنتاجها، والسماح بتوزيعها. وذكر بأن لقاح الأنفلونزا الموسمية العادية يحتاج إلى12 شهرًا من التجارب والاختبارات الطبية. وما يلفت النظر اليوم هو إعلان وزارة الصحة عن لقاح خاص للحوامل، وأتى هذا الإعلان بعد موجة من الانتقادات وتسريب معلومات بأن القيادات السياسية والوزراء سوف يتلقون لقاحات خاصة.

وكانت الحكومة الألمانية قد أصدرت قرارًا الصيف الماضي، من أجل توفير جرعات ضد الإنفلونزا المكسيكية لحوالى 36 مليون شخص في ألمانيا، ووضعت أولويات لمن يلقّح في الدفعة الأولى: قوات الشرطة والأمن ورجال الإطفاء والمصابين بأمراض مزمنة، كالمصابين بأمراض في القلب والكبد والسكري والكلى والأمراض الصدرية والإيدز وكل الطواقم الطبية، لتبدأ في ما بعد الحملة الثانية من التلقيح.

وحسب الاتفاق بين حكومات الولايات الألمانية وصناديق الطبابة، فعلى الأخيرة تحمّل تكاليف اللقاح، التي تبلغ من 600 مليون إلى حوالي مليار يورو، لكن إلزام صناديق الطبابة بتحمّل كامل الأعباء المالية سوف ينعكس على المواطن العادي، لأنها عازمة على رفع ما يتوجت عليه دفعه شهريًا بحوالي 14.9 %، ما يعني تحمله بشكل غير مباشر ثمن اللقاح، إن تلقّح أو رفض التلقيح، فالحكومة لا تلزم أحد بأن يُلقَّح.

والمشكلة الأخرى تكمن في أن الكثير من الأطباء، وهم الجانب المسؤول عن التلقيح في عياداتهم، يرفضون ما يتلقونه من أتعاب مقابل كل لقاح، في الوقت الذي تعتقد فيه الحكومة أن الراغبين في التلقيح سيصل عددهم إلى 56 مليون شخص (علمًا أن سكان ألمانيا 82 مليون نسمة).

لكن هل يمكن للمواطن في ألمانيا اختيار اللقاح الذي يريد تلقيه؟. هنا جاء الرد من وزارة الصحة بأن ذلك مستبعدًا، لأن الحكومة لديها طلبية بـ50 مليون جرعة من لقاح Pandemrix الذي تنتجه شركة GlaxoSmithKline، بينما تتلقى قوات الجيش الألماني لقاح Clevapan.

ولا فرق بين لقاح Pandemrix الذي تنتجه GlaxoSmithKline وFocetria من مصانع نوفارتيس، إذ يحتوي الإثنان فقط على عناصر فيروسية استنبتت في بيض الدجاج، إضافة إلى مادة التقوية المسماة Adjuvans، فيما يخلو لقاح Celvapan منه، وهو من إنتاج شركة Baxter الأميركية، وتمت تجربته على ما يسمى بالقردة الخضراء، وسوف يلقّح به النواب والوزاء وكبار المسؤولين. وهذه التفرقة سببت جدلاً كبيرًا في ألمانيا، ويتحدث البعض عن حملات تلقيح للمواطنين من الدرجة الثانية. والملفت أن الانتقاد ضد لقاح أنفلونزا المكسيك بشكل عام جاء أيضًا من جهات طبية. إذ حذّر بيتر شونهوفر، المشرف على قسم العقاقير والعلاجات في مجلة Aznei Telgramms الطبية، من التأثيرات الجانبية للقاحات، لعدم إجراء ما يكفي من التجارب عليها، معتمدًا بذلك على النتائج السلبية للقاح أميركي.

ففي بداية السبعينات، انتشر وسط الجيش الأميركي في ولاية نيوجرسي الجديدة ما يسمى بالأنفلونزا الآسيوية، ومخافة انتشاره وتحوله إلى وباء مميت، سارعت إدارة الجيش إلى استخدام لقاح، قيل يومذاك إنه مضاد لهذه الأنفلونزا، دون إجراء تجارب كافية عليه. وكانت النتيجة.. تكاثر حالات الضعف الجسدي لدى الجنود، وشعورهم بتنميل في الأطراف وكامل الجسم في بعض الحالات. وبعد بحوث علمية، اتضح أن اللقاح أثر سلبًا على النظام العصبي في الجسم، ما دفع الإدارة الأميركية إلى سحب اللقاح من الأسواق.

وحسب قول بيتر شونهوفر، تكمن المشكلة أيضًا في أن اللقاحات الجديدة التي تعتزم الحكومة الألمانية مكافحة أنفلونزا المكسيك بها لها تقريبًا المركبات الكيميائية نفسها التي صنع على أساسها اللقاح الأميركي السابق الذكر، ما يدعو إلى تكرار التحذير. وتبنى الكسندر كيكوله، عالم الفيروسات في مدينة هاله الموقف نفسه. وبرأيه أيضًا فإن تلقيح الملايين بطعم جديد يعني تجربته على ملايين البشر، لكنه استبعد أن يكون له التأثيرات الجانبية نفسها للقاح الأميركي. في الوقت عينه، طالب بزيادة التجارب على اللقاحات.

فيما قال العديد من الأطباء إذا ما ظلت نتائج الفيروس عادية بهذا الشكل، أي كما هي الحال مع حالات إنفلونزا أخرى عادية، فلا داعي عندها لحملات التطعيم. فيما يصر الكثير من السياسيين على تنفيذ التلقيح، لأنه الوسيلة الوحيدة لحماية المواطن من هذا الفيروس، مع أنهم يتفادون كلمة "الفيروس القاتل".

وبهذا، انقسم الجسم الطبي في ألمانيا على نفسه.. بين مؤيّد للقاح ومحذّر منه، لأنه لم يخضع لتجارب وفيرة. فهناك أطباء ينصحون الأمهات بتلقيح أولادهم بعد سن الثالثة، لأن اللقاحات المتوافرة حاليًا تعتبر حماية مهمة لهم، خاصة الذين يشكون بنية ضعيفة، فنسبة خطر إصابتهم عالية، ويجب عدم إغفال خطر فيروس أنفلونزا المكسيك عليهم. وانتقد فولفرام هارتمان، رئيس رابطة الأطباء في ألمانيا المشككين بفائدة اللقاحات المتوافرة حاليًا، لأن ذلك سوف يوقع الوالدين في حيرة بين تلقيح أبنائهم أو عدمه، أو يفقدهم الثقة باللقاحات.

وما يلفت النظر اليوم هو إعلان وزارة الصحة عن لقاح خاص للحوامل، وأتى هذا الإعلان بعد موجة من الانتقادات وتسريب معلومات بأن القيادات السياسية والوزراء سوف يتلقون لقاحات خاصة.

ومن الآراء التي تُسمع حاليًا في الشارع الألماني القول مثلاً "كم هو ثمن الجرعات الـ50 مليون، التي سوف تبقى بعد فترة في زوايا العيادات الطبية، لأن لا أحد يريد أن يُلقّح بها". أو "لن أترك أحدًا يلقحني بهذا اللقاح، الذي لم تجر تجارب كافية عليه. فجسمي لا يحتاج زئبقًا أو مواد سامة أخرى يحويها هذا اللقاح". لذا لا عجب بأن يشير استفتاء للرأي إلى أن 46 % من الألمان لا يرغبون في التلقيح.

وعلى الرغم من تلقي لاعبي الفرق الألمانية لكرة القدم لقاحات خاصة، خصوصًا المنتخب الألماني، إلا أن الكثيرين أعلنوا عن عدم رغبتهم في التلقيح، لأنهم يخشون تأثيره السلبي عليهم، والذي قد يمنع اللاعبين المهمين من المشاركة في مباراة حاسمة. وهذا ما أوقع نوادي كرة القدم الألمانية في حيرة، خاصة بعد اكتشاف حالة أنفلونزا المكسيك لدى ستيفن شاروندولو، لاعب المنتخب الوطني الأميركي، وكان التقط الفيروس خلال رحلة له، ما استدعى إبعاده عن بقية أفراد الفريق، وهذا ما لا يريده المشرفون على المنتخب الوطني الألماني، لكن كيف يمكنهم ذلك؟.

وسجلت حتى الآن إصابة 23 ألف شخص في ألمانيا بإنفلونزا المكسيك، وتوفي شخصان جراء الوباء، كان أحدهم امرأة عانت مشاكل صحية كثيرة، قبل إصابتها.

ورغم أن الخريف هو موسم الزكام والأنفلونزا في ألمانيا، لكن تظل الإصابات بهما محدودة بشكل عام، إلا أنه جلب معه هذا العام موجة برد غير عادية، ورفع عدد الإصابات بالأنفلونزا العادية، لذا أشار تقرير مختبر روبرت كوخ في برلين إلى أن هذا العدد كثير بالنسبة إلى هذا الوقت، وعليه يتوقع ارتفاعًا كبيرًا لعدد الإصابات بأنفلونزا المكسيك.

وفي خضم التحضير لحملات التلقيح، أحدثت توقعات البروفسور الألماني أدولف فيندورف، المتخصص في علم الأوبئة ويقدم حاليًا المشورة الطبية إلى منظمة الصحة العالمية، أحدثت بعض الخوف. إذ يتوقع ارتفاعًا كبيرًا للإصابات بأنفلونزا المكسيك، مع حلول فصل الشتاء، لكنه لا يعرف إذا ما ستكون الإصابات عادية وبسيطة أم قوية. ويدخل في الحسبان ارتفاع عدد الإصابات بإنفلونزا المكسيك بالملايين، مع ارتفاع عدد الوفاة.

لكن الرقم، الذي ذكره في آخر تقرير له، يثير الخوف، فهو يتوقع وفاة حتى 35 ألف شخص في ألمانيا، ليس بسبب المرض نفسه، بل بسبب تداعياته على المصابين بأمراض مزمنة. ووُوجِه بحملة انتقادات كبيرة "لأنه يشنّ حملة ترهيب".
وانتقد رئيس لجنة العقاقير الطبية في نقابة الأطباء في ألمانيا الدكتور فولف ديتر لودفيغ الحكومة الاتحادية بالتقصير، فالحملة التي تقوم بها لتوعية الناس بالوباء، فيها ثغرات كبيرة ومشاكل. واتهم المؤسسات الصحية الحكومية بأنها تتفاعل حسب طلب شركات صناعة العقاقير، التي لها هدف واحد، هو الكسب المادي. ولأن اللقاحات لم تجرب مخبريًا بالشكل الكافي، يجب عدم تلقيح الحوامل بها. وشدد الطبيب الألماني على عدم تلقيح الأطفال أيضًا، لأن نظام المناعة لديهم حساس جدًا، وقد يسبب اللقاح لهم مشاكل صحية كثيرة.

وبغض النظر عن ردود الفعل، أنشأت مدن كبيرة عدة في ألمانيا خطوط اتصال للمواطنين، من أجل الاستعلام عن لقاح أنفلونزا المكسيك. وحسب تقدير مفوضية الصحة في الاتحاد الأوروبي، فسوف تصل تكاليف اللقاح في دوله العضوة إلى قرابة الثلاثة مليار يورو، لكن بعض الدول تواجه مصاعب في توفيره، لعدم وجود الأموال الكافية لذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماهي الحقيقة المغيبة
أبوحكيم -

هناك سؤال دائر بين الناس ماهي حقيقة هذا المرض المغيبة ؟يخشى الكثير أن تكون الحقيقة هي نوع من أنواع الترويج لمنتج جديد .وأن غداً لناظرية قريب .

الحذر
بوعلي -

ياناس احذرو من هذا وكل من يريد صحة اهله وعياله ونفسه فليذهب ويبحث في قوقل عن آخر الأخبار عن هذا الدواء(السم) ويسمع عنه من الدكاتره والأنكليز والألمان والسوفييت الكل تقريبا يذمه هالله هالله بالحذر