اقتصاد

علاقة استاتية بين الذهب والدولار الأميركي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

روما: يعتبر الدولار الأميركي الضعيف محرك الدفع الأمامي الرئيسي لسعر الذهب الذي يحلق سعر أونصته اليوم في السماء.

توجد علاقة استاتية، مكونة من سبب ومفعول، تقول لنا "بوقاحة" تجارية انه كلما تراجعت قوة الدولار الأميركي(أمام اليورو أساساً) كلما ارتفع سعر أونصة الذهب. فالذهب يجري تسعيره رسمياً بالدولار الأميركي وكلما تراجعت قوة الأخير كلما أضحى سهلاً شراء الذهب لقيادة مناورات ومضاربات عليه، في الأسواق التجارية والمالية. هذا ما يحصل اليوم على صعيد المستثمرين الأوروبيين، على الأقل. علاوة على ذلك، فان المصارف الأوروبية المركزية تبحث عن آلية جديدة للتنويع في حقائبها المالية لا سيما بعد تآكل القيمة الاسمية لاحتياطاتها المتراكمة بالدولار الأميركي! ما يعني أن طلبات هذه المصارف على شراء الذهب زادت بصورة عمودية. في حين تآكلت عروض البيع لديها.

في هذا الصدد، تشير "روزانا ووزنياك"، مديرة البحوث الاستثماراتية في "وورد غولد كاونسيل" الى صحيفة "ايلاف" الى أن أسعار الذهب، على المدى الطويل، مؤهلة للارتفاع الى حد أبعد بكثير من ذلك الحالي. هكذا، بات الذهب فئة مستقلة من الأصول، لا بل فئة ممتازة الجودة من الأصول المالية! على صعيد العروض، فان المستقبل يلفه الغموض مع أن ناتج المناجم شهد زيادة في العام الماضي. من جانبها تواجه شركات الاستكشاف صعوبات في الحصول على التمويل لمشاريعها. في الوقت الحاضر، ثمة القليل من مناجم الذهب، الجديدة والهامة. كما أن الوقت الفاصل بين اكتشافها وبدء الإنتاج بها طويل. أما العروض الصادرة عن المصارف المركزية، حول العالم، فإنها في تراجع دائم ما يعني أن مبيعاتها من الذهب باتت "جافة" وصعبة المنال.

ان إقبال المستثمرين على الذهب يعكس جيلاً ناشئاً من الأسواق المالية تؤكده لنا الأرقام. ان نظرنا الى الربع المالي الثالث من العام الجاري لوجدنا أن طلب شراء الذهب، المتأتي من محلات بيع المجوهرات، استأثر ب56 في المئة من إجمالي الطلبات. أما ذلك المتأتي من القطاعات الصناعية فانه استأثر ب13 في المئة منه. على صعيد المستثمرين، فانهم وضعوا أيديهم على 31 في المئة من هذه الطلبات. صحيح أن هذه النسبة المئوية أدنى مقارنة بطلبات الشراء الصادرة عن فئات تجارية وصناعية مختلفة. بيد أنها ترتفع بقوة إذ يكفي تحليل ما جرى في نفس الربع المالي من العام الماضي كي نلاحظ أن طلبات الاستثمار في الذهب رست عند 19 في المئة فقط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف