مصر تقلل وارداتها من القمح الاميركي باهظ الثمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شيكاغو:حد ارتفاع أسعار القمح الاميركي بسبب زيادة تكاليف الشحن من صادرات الولايات المتحدة لمصر أكبر مستورد للقمح في العالم والتي كانت قبل عامين فقط ثاني أكبر مشتر للقمح الاميركي.وشكلت المواصفات الصارمة التي تضعها مصر بشأن جودة القمح المستورد قيودا اضافية على المصدرين مما دفع بعض الموردين الامريكيين الى الامتناع تماما عن التقدم بعروضهم في المناقصات التي أجريت في الاونة الاخيرة.وانخفضت مبيعات الولايات المتحدة أكبر مصدر للقمح في العالم الى مصر في السنة التسويقية الحالية التي بدأت في أول يوليو تموز الماضي بنسبة 70 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية. وتوخى الموردون الحذر بعد أن رفضت ادارة الحجر الزراعي المصرية أو عطلت دخول العديد من شحنات القمح الواردة اليها هذا العام من روسيا وفرنسا وانضمت اليهما الولايات المتحدة لتصبح أحدث عضو في هذه القائمة. وتعللت ادارة الحجر بأن هذه الشحنات لا تطابق المواصفات القياسية.
وقال تاجر أميركي "منذ رفض سفينة (القمح الاميركية) في مصر انتاب البعض قلقا بالغا بشأن تعطيل مصر لسفن الشحن وابقائها لخمسة أو عشرة أيام لتفريغها."وتعطيل دخول الشحنات يمكن ان يكبد الموردين عشرات الآلاف من الدولارات من مصاريف شحن اضافية.وفي الاسبوع الماضي صرحت مصر بأنها سوف تبدأ في ارسال مسؤولين بالحجر الزراعي لفحص القمح في موانئ المنشأ.ورد بعض التجار الامريكيين بأن ذلك الاجراء من شأنه الحد من كفاءة عمليات التحميل.غير أن بعض مصادر التجارة قالت انه من السابق لاوانه القول بأن الولايات المتحدة ستخسر مصر للابد كعميل من أفضل عملائها.
وقال شاون ماكمبردج المحلل لدى برودنشيال باش "نفقد الان حصة من السوق بسبب وجود قمح رخيص متاح في الخارج يمكن توريده للسوق المصرية بسعر أقل... واذا صادفنا عاما تعاني فيه دول الاتحاد الاوروبي أو منطقة البحر الاسود خسائر هائلة بسبب الجفاف على سبيل المثال فعندئذ سنشهد تحولا في السوق."
وفي ظل وفرة القمح في الاسواق العالمية يمكن لمصر - التي تستورد كميات هائلة من القمح لبرنامج الخبز المدعوم - أن تكون انتقائية.
وأوضح دان مانترناش المحلل لدى دوان ادفايزوري سرفيسيز "من سوء الحظ أن سوق القمح أصبحت سوقا يهيمن عليها المشترون. ومصر تستفيد تماما من هذا الوضع."
وتقلصت صادرات القمح الامريكية الى مصر بشكل كبير في الاونة الاخيرة بفعل شحنات القمح الاقل سعرا من منطقة البحر الاسود التي تضم روسيا وأوكرانيا وكذلك من أوروبا.
ويقول تجار ان سعر طن القمح الامريكي الشتوي الاحمر اللين الذي يتم شحنه من خليج المكسيك أغلى الان من سعر طن القمح الفرنسي بخمسة وعشرين دولارا على الاقل. وتكلفة القمح الامريكي تزيد عن تكلفة القمح الروسي بما يتراوح بين 35 و40 دولارا على أساس تسليم البضاعة على ظهر السفينة.
وبالاضافة الى ذلك قال التجار ان تكلفة شحن القمح من الولايات المتحدة الى مصر تزيد في الوقت الراهن بما يتراوح بين عشرة وعشرين دولارا للطن مقارنة بشحنه من بلدان قريبة من الشرق الاوسط.ومع ذلك فان صادرات القمح الاميركية الى مصر ربما تشهد ارتفاعا في النصف الثاني من السنة التسويقية اذا انخفض المعروض من القمح عالي الجودة الذي تنتجه مناطق أخرى.وقال مانترناش "المبيعات الاميركية بصورة عامة لن ترتفع الا عندما يعلق المنافسون لافتة (نفد المخزون). ومازلت أعتقد أن هذا سيحدث في النصف الثاني من السنة التسويقية.لكن بعض مصدري القمح الاميركيين ينتابهم الشك في هذا الامر لان الاسعار الاميركية تواصل الارتفاع على الرغم من أساسيات الاقتصاد المنخفضة.وقد ارتفعت أسعار العقود الاجلة للقمح في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة بنحو 15 بالمئة مقارنة مع مستوياتها المنخفضة في مطلع الشهر. ويعزى هذا الارتفاع الى موجات شراء من صناديق الاستثمار.