المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تدير البلاد عبر هاتف جوال سرّي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ليس مستغرباً أن تهتم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بآخر "صرعات" الموضة التكنولوجية، خاصة إذا تعلق الأمر بعالم "الموبايلات"، لكون المستشارة من أكثر السياسيين في ألمانيا استعمالاً للهاتف النقّال، إلى درجة دفع بالبعض إلى القول إنها "تدير شؤون ألمانيا عبر جوّالها". فأهدت نفسها أخيراً جوالاً خاصاً متطوراً جداً يعرف بالجوال السري، لكونه صعب الاختراق، ويتجاوز سعره الـ2600 يورو. ولم تحصل ميركل بالطبع على تخفيض. ويتوقع مكتب بحوث وصول عدد خطوط الاتصالات للهواتف النقالة إلى 16 مليون خط في ألمانيا.
برلين: لم تحل بعد أعياد الميلاد المجيد، لكن يمكن للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تُفرح قلبها الآن بهاتف جوّال، وتستعمل آخر إنتاجاته، وهو Nokia N71 متطور المسمى Krypto Handy، ويعني بالعربية الجوّال السرّي.
ولهذا الهاتف ميزات جمة، فبفضل بطاقة التخزين الخاصة فيه، التي تصنّعها جهة معينة، فإن كل المكالمات والرسائل القصيرة SMS والسريعة عبر البريد الالكتروني، تكون مصانة بشكل لا يمكن لأي عمل قرصنة الدخول إليها وكشف مضمونها، ومن الصعب اختراقها، لكن هذا يصعّب أيضاً عمل دوائر المخابرات وأجهزة سرّية أخرى. ويتوقع مكتب بحوث وصول عدد خطوط الاتصالات للهواتف النقالة إلى 16 مليون خط في ألمانيا وحدها.
ولقد زودت شركة Secumart، ومقرها في مدينة دوسلدوف، جهاز المستشارة بهذه التقنية الإضافية، التي تمنع أيضاً الدخول على الخط للتنصت على المكالمات الهاتفية. وهذا الهاتف المتطور لا يلفت النظر كثيراً إليه، فشكله من الخارج كشكل أي هاتف جوال عادي.
والهاتف الجوال، التي تستعمله المستشارة حالياً هو هاتف نوكيا 63 العادي، إلا أن الجديد أغلى من القديم بكثير، ويتجاوز سعره الـ2600 يورو، ولم تحصل ميركل بالطبع على تخفيض، رغم أنها "المستشارة". وكما هو معروف، فإن ميركل من أكثر السياسيين في ألمانيا، الذين يستعملون الهاتف النقّال، إلى درجة دفع بالبعض إلى القول إنها "تدير شؤون ألمانيا عبر جوّالها".
وليس مستغرباً، وهي جالسة في المقعد الخلفي من سيارتها، غارقة بين أوراق مهمة، أن تتصل ميركل بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أو مفوّض الاتحاد الأوروبي خوسيه مانويل باروزو، للبحث في شؤون مهمة، إلا أنها لا تتصل بالرئيس الأميركي باراك أوباما، لأن كل الاتصالات خاصته يجب أن تدوّن في بروتوكول.
وليست المستشارة الألمانية وحدها، التي تعشق أجهزة الهاتف الجوال الحديثة جداً، فعند دخول أي محل بيع هواتف جوالة، يكون التجمع الأكبر من المواطنين في القسم الذي يبيع هذه الأجهزة المتطورة. ويمكن القول إن النمو الكبير الذي يشهده قطاع الهواتف النقالة بدأ عام 2007، حيث سجل مبيعات كبيرة جداً، وصلت إلى حوالي 33 مليون جهاز، أي بقيمة 3.9 مليار يورو، ليتجاوز القيمة التي وصلت إليها المبيعات عام 2006. والسبب في ذلك هو تنافس الشركات على تقديم عروض مغرية ورخيصة، ما زاد عدد الهواتف المباعة، ويمتلك حالياً كل مائة شخص في ألمانيا 109 هاتف جوال.
وظل التحسن يتواصل إلى اليوم، فحسب بيانات مكتب بحوث السوق EITO في برلين، وصلت إيرادات بيع الهواتف النقالة في العالم هذا العام إلى 587 مليار يورو، وهذا يعني زيادة تقدر بـ4.2 %، وطال النمو كذلك السوق الألمانية بنسبة 8 %، لتصل الإيرادات فيها إلى 5.5 مليار يورو، وهذا النمو الكبير يطال أيضاً كل أنواع الهواتف النقالة.
وبهذا، يبقى قطاع بيع الهواتف النقالة بمنأى عن تأثيرات الأزمة الاقتصادية في العالم، وذلك بفضل المغريات التي تقدمها مصانع الهواتف وبالتحديد الأسعار (يصل سعر أرخص جهاز إلى 25 يورو)، وأيضاً إدخال إمكانية كبيرة إلى برامجه، منها مشاهدة المباريات الرياضية، خاصة كرة القدم، والتصوير والنقل المباشر عبر الهاتف والفيديو وسماع الموسيقى وإمكانية الإطلاع على البريد الالكتروني عن بعد.
وهذا النمو يعود أيضاً بالأرباح الكبيرة على شركات الاتصال، التي تجني المليارات، حيث سجلت أرباحاً وصلت إلى 111.5 مليار يورو. وبسبب الازدهار الكبير لقطاع الهواتف النقالة، يتوقع مكتب بحوث السوق أيتو وصول عدد خطوط الاتصالات للهواتف النقالة إلى 16 مليون خط في ألمانيا وحدها، وتم حتى الآن تسجيلين 107.4 مليون مشارك (عدد سكان ألمانيا 84 نسمة)، وعلى الرغم من توقعها ارتفاع عدد المشاركين إلى الـ113 مليون عام 2010، تتوقع أيضاً تراجع نسبة أرباح الشركات بسبب انخفاض أسعار هواتف الاتصالات والفلات رات (الاستعمال المفتوح).
وتشير بيانات الرابطة الاتحادية للاتصالات في ألمانيا إلى وجود 1200 شركة تروّج وتبيع أجهزة هواتف نقالة، والسلع التي تخصها، وتسجل أرباحاً تصل إلى 135 مليار يورو سنوياً، وتشغل ما يزيد عن الـ700 ألف شخص.