اقتصاد

البرازيل تنافس النفط بانتاجها للايثانول

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتبرت زيارة الاخيرة الى كل من هندوراس ونيكاراغوا و باناما و جامايكا والمكسيك ذات اهداف مهمة وتتعلق بتمتين اواصر الصداقة لكن ايضا بالدعوة لاستخدام المحروقات الحيوية وخاصة الايتانول الذي نتنجه البرازيل من قصب السكر والصويا.


سان خوسيه:
ناقش الرئيس البرازيلي لويس اغنازيو لولا داسيلفا مع نظرائه في هذه البلدان فكرة توقيع اتفاقات تتعلق بتصدير بلاده المحروقات الحيوية الايتانول، لانها اقل ثمنا من المحروقات العادية.وتتميز البرازيل عن غيرها من بلدان اميركا الجنوبية بمعرفتها القديمة جدا للوقود العضوي الايتانول، فكما هو معروف بدأت انتاج هذا الوقود في العشرينات من القرن الماضي، الا انه لم يحظ يومها بالرواج الكبير لان النفط كان الاهم ولذا تراجع انتاجه. لكن في مطلع الثماننيات من القرن الماضي عاد التفكير في البرازيل بالايتانول بشكل اعمق بعدما شهد العالم ازمات نفطية وتقلبات في اسعاره، لذا صنعت لاجل هذا الغرض بضعة مئات الالاف من السيارات التي تسير على الايتانول. وتم ما بين عام 1985 و1990 انتاج 20 مليون ليتر الوقود العضوي سنويا واحتاج ذلك الى زراعة حوالي 6 ملايين هكتار بقصب السكر، ومنذ ذلك الحين انصب اهتمام البحوث الزراعة في البرازيل بالدرجة الاولى على البحث في مجال زراعة قصب السكر لتطويره.


ومن اشهر الولايات التي يزرع فيها قصب السكر بهدف انتاج الايتانول هي ولاية فيناس حيث يصل الانتاج فيها الى مائة الف ليتر من الايتانول يوميا، وذلك باستخدام 1500 طن قصب سكر، لذا تعتبر البرازيل حاليا من اكبر المنتجين للايناتول في العالم، حيث يزرع فيها ما يقارب من ال5،6 مليون هكتار من اجل انتاج 26،5 مليون طن من قصب السكر في السنة كي يصنع منه بالتالي اكثر من 17 مليار ليتر ايتانول. ويغطي هذا الانتاج اليوم ما يعادل 44 في المئة من احتياجات البرازيل للوقود في مختلف الاستعمالات. ويتم الاقبال في البرازيل على الوقود العضوي بكثرة لان ثمن الليتر منه يصل الى ما يعادل ال2،5 سنت اميركي، اي نصف ثمن ليتر البنزين ، وتتواجد في كل البرازيل محطات للوقود البديلة.

وتصدر البرازيل حوالي 2,5 مليار ليتر من الايتانول الى الخارج خاصة الى الهند والولايات المتحدة الاميركية، فيما ما زال الاتحاد الاوروبي يغلق الباب بوجه هذا الوقود البديل. الا انها تعد الان للاستراتيجية جديدة من اجل توسيع سوق بيعها من الايتانول، حيث تبني حتى عام 2014 شبكة من الانابيت تحت البحر وعبر البر لكي تصدره الى كل انحاء العالم، وباسعار جيدة. وكما اشار وزير الزراعة البرازيلي لويس كارلوس بينتو تريد بلاده خلال السبع سنوات القادمة مضاعفة انتاجها من الايتانول الطبيعى ليصل الى 35 مليار ليتر سنويا، ورفع حجم تصديرها له ثلاث مرات ليصل الى 10 مليار ليتر. وخلال هذا الفترة سوف تخصص الحكومة 13،4 مليار دولار، لبناء 89 مصنعا جديدا من اجل رفع انتاج الايتانول، كما سترفع حجم الانتاج الزراعي من قصب السكر من 427 الى 627 مليون طن سنويا، ما سيعود بالفائدة الكبيرة على المزارعين الفقراء ويوفر اماكن عمل للعاطلين عن العمل، ويقلل الهجرة من الريف الى المدن الكبيرة. ولقد وقعت البرازيل مؤخرا مع الولايات المتحدة الاميركية على عقد لمد الاخيرة بوقود الايتانول، وتجرى حاليا مفاوضات مع اليابان بهذا الشأن، فاليابان تفكر الاعتماد على الايناتول بنسبة 3 في المئة مما تحتاجه سياراتها.

ولقد بيع في عام 2008 في البرازيل اكثر من 15.8 مليار ليتر ايتانول بينما وصلت مبيعات البنزين الى 15.5 مليار ليتر. الا ان ازدهار الوقود العضوي هذا يلحق الضرر بمئات المزارعين في البرازيل، فالذين يستطيعون زراعة ملايين الهكتارات هم المزارعون الكبار، ويكون الامر على حساب المزارعين الصغار، الذين يحاول بدورهم مواكبة ما هو مطلوب ، لكن ذلك يكون في النهاية على حساب زراعتهم للمواد الغذائية الاخرى كالقمح والحنطة، او تفضيل بيع محاصيلهم من الذرة وقصب السكر الى المصانع المنتجة للايتانول، وهذا بحد ذلك ، وبعكس اقوال وزير الزراعة يسبب زيادة في نسبة الفقر في البرازيل وارتفاع نسبة الجوع، ويلحق الضرر بالبيئة لان صناعة الايناتول تحتاج الى الكثير من المياه وتسبب النفايات الكثيرة التي يتم التخلص منها برميها في الانهار في تلوث مياه هذا الانهار والطبيعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف