اقتصاد

الإستثمارات المصريّة مهدّدة بخسائر في ظل أزمة الكرة الممتدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يرى مراقبون لسوق الإتصالات في الجزائر، أنّ مجموعة "أوراسكوم" المصرية وعلامتها التجارية "جازي"، قد تكون الخاسر الأكبر فيما يُصطلح عليه بـ"حرب" الكرة بين الجزائر ومصر، في خضم ما طال هياكلها بالجزائر قبل أيام، وما توجهه من متاعب على أكثر من صعيد، بما قد يجرها إلى فقدان زعامة منظومة الهاتف الخلوي هناك، وعلى طريقة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، لا يُستبعد أن تستفيد مجموعتا "الوطنية" الكويتية و"الجزائرية" للاتصالات، من هذا المعطى الجديد.

الجزائر: في خضم الحرب الكلامية المحتدمة بين مصر والجزائر، تكبدت "جازي" العلامة التجارية لأوراسكوم بالجزائر، خسارة لا تقلّ عن الخمسة ملايين دولار جرّاء ما طال مقراتها بالجزائر، كما تسبب ما يحصل من تراشق بين الجزائر ومصر في نشوب حملة دعائية مضادة لأوراسكوم في الجزائر، حيث أرسلت آلاف الرسائل النصية القصيرة الداعية إلى مقاطعة المتعامل المصري وإلغاء المشتركين لشرائحهم، وهو سيناريو في حال وقوعه ستكون له آثار وخيمة على إدارة جازي. وبقيت "جازي" (العلامة التجارية لأوراسكوم تيليكوم) إلى غاية الفترة الأخيرة محافظة على المقدمة بـ 14.5 مليون مشترك، متبوعة بنجمة (العلامة التجارية للوطنية الكويتية) بستة ملايين مشترك، ثمّ "موبيليس" التابعة "للجزائرية للاتصالات"، التي تستوعب حوالى خمسة ملايين مشترك. وفي غياب "ثامر مهدي" المدير العام لـ"جازي"، ورفض مسؤولو "جازي" تقديم أي تصريح أو تعليق عما يحصل حاليًا، وقد أفادت مراجع إعلامية جزائرية أنّ إدارة مجموعة أوراسكوم منشغلة حاليًا بتحديد حجم الأضرار التي مستها، علما أنّها مرتبطة بعقد تأمين مع الشركة الجزائرية للتأمينات، يتيح لها تعويض ما جرى إتلافه.

وتنفي مصادر طلبت عدم ذكر اسمها لـ"إيلاف"، نية الشركة الأم الانسحاب من السوق الجزائرية، وتقلل مصادرنا من التوقف الحالي للموظفين المصريين، قائلة إنّه ظرفي ومرتبط بمناسبة عيد الأضحى، متوقعة عودتهم اعتبارًا من الأسبوع المقبل، علما أنّ الموظفين الجزائريين وهم يمثلون الغالبية بين مستخدمي "جازي" يمارسون عملهم بشكل عاد. وتعاني "أوراسكوم" من مشاكل ضريبية مع السلطات الجزائرية، حيث تقول المديرية الجزائرية للضرائب أنّ إدارة "جازي" العلامة التجارية لأوراسكوم في الجزائر، مطالبة بدفع ما لا يقلّ عن 496 مليون دولار كجباية مستحقة عليها منذ العام 2004، بيد أنّ جازي ظلت ترفض بشدة الدفع، والمسألة لا تزال رهينة مفاوضات وتجاذبات.

وأتى هذا (النزاع) على خلفية التدابير التي أقرّتها السلطات الجزائرية مؤخرًا ضمن إطار "التصحيح الجبائي"، حيث فرضت على كافة فروع الشركات الأجنبية الناشطة على أراضيها، تسديد جميع الضرائب المستحقة عليها، قبل تحويل أرباحها إلى الشركات الأم، لكن "ألدو ماريوز" المسؤول المالي لأوراسكوم، صرّح بأنّ الشركة تعتزم تسديد 20 في المئة فقط من تلك القيمة، في انتظار إجراء جولة جديدة من المحادثات مع السلطات الجزائرية، علما أنّ جازي حققت 40 في المائة من إيرادات الشركة في الربع الثاني من العام الحالي.

وظلت أوراسكوم تتربع على عرش الهاتف المحمول في الجزائر منذ العام 2001، بعدما استثمر المتعامل المصري العملاق منذ دخوله السوق الجزائرية قبل ثماني سنوات ما لا يقل عن 4 مليارات دولار، وظلت جازي إحدى العلامات التجارية الأكثر دخلاً لمجموعة أوراسكوم، وهو ما يبرزه نجاحها في استقطاب أكثر من 63.7 في المئة من مشتركي المحمول في الجزائر، ما جعل رقم أعمال المجموعة المصرية يرتفع إلى حدود 1.8 مليار دولار.

وتشغّل أوراسكوم لوحدها نحو 35 ألف موظف، وتتوفر على أكبر محوّل مكالمات بمسافة 23 ألف كيلومتر إضافة إلى 6500 هوائي استقبال، كما يتّم تسجيل 150 ألف مكالمة يوميا، إضافة إلى 21 مليونا كعملية تعبئة شهريا.وبرأي الخبير "أنيس بن مختار" فإنّ مجموعة الوطنية الكويتية وعلامتها التجارية "نجمة" التي استثمرت 1.5 مليار دولار تتواجد في أفضل رواق للاستثمار في مشاكل أوراسكوم وجازي، علما أنّ إدارة نجمة ظلت تشتكي مما سمته "المنافسة غير الشريفة" لجازي ولوّح مديرها "جوزيف جاد" بمقاضاتها، إضافة إلى تشكيكه في عدد مشتركي جازي.

ووفق بيانات نُشرت حديثًا، فإنّ إجمالي عدد مشتركي الهاتف الخلوي في الجزائر بحدود 28 مليونًا، علمًا أنّه كان لا يتعدّى 86 ألف مشترك قبل ثماني سنوات، ما يجعل الجزائر الثانية عربيا بعد مصر، في وقت ارتفع رقم أعمال سوق الاتصالات الجزائرية إلى مستوى 5 مليارات دولار وهو ما مثل 4 في المئة من الناتج الداخلي الخام للجزائر، واستنادًا إلى وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال الجزائرية، فإنّ معدل الكثافة الهاتفية في الجزائر بلغ 73 في المئة، ما يرشح الجزائر لاستباق الأفارقة في ميدان الاتصالات الهاتفية، علمًا أنّها تتواجد بين ثلاثة بلدان إفريقية في صدارة القارة السمراء على الرغم شساعة مساحتها الجغرافية، علما أنّ عدد المشتركين في الهاتف في الجزائر، صار بحدود 27.53 مليون مشترك، بنسبة تغطية بلغت 81.5 بالمئة، وهو ما يعد معطى مهما مقارنة مع دول الجوار.

وقالت بيانات رسمية حديثة، إنّ الاستثمارات المباشرة الأجنبية في ميدان الاتصالات في الجزائر، بلغت أكثـر من خمسة مليارات دولار، ما يضع الجزائر ضمن الدول التي اكتسبت دراية وإمكانات كفيلة بفتح السوق بصورة أكبر على المنافسة، وقد توقعت مجموعة المرشدين العرب توقعت مؤخرا، أن تتجاوز عوائد الاتصالات الخلوية والثابتة في الجزائر تتجاوز 4.7 بلايين دولار في 2011، مقارنة بـ4.1 بلايين دولار العام 2007.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الخاسر الحقيقي
حيدر حسين -

بعد كل هذه الضجة الاعلامية من الجانبين المصري والجزائري - السؤال الذي يطرح نفسه من هو الخاسر الحقيقي - يتبين من المقالة التي في الاعلى انه الاقتصاد المصري الهش الذي سيكون الخاسر الحقيقي - لذلك يجب علىالمصريين ان يعرفوا مصلحتهم اولا ولا يندفعون الى مشكله يكونون هم الخاسر الاول فيها - وشكرا

خير تعمل شر تلقى
محمد -

الحق على مصر لما غامرت برجال اعمالها وقت الجزائر ما كان ينفر المستثمرين و السياح و اقتصاده تحت الصفر بسبب الارهاب و قتل مليونى شخص بيد بعضهم البعض و مصر وقتها كان اول بلد فى العالم يغامر و يبعت اكبر مستثمريه و اول شركة محمول و اول شكرة مقاولات و غيرهم و لكن الخيانة الجزائرية سوف تنفر اى مستثمر عاقل فى العالم خوفا من فعل نفس الشىء و نفس الغدر عليهم بعدما فجاة دمروا شركات المصريين و سرقوها بتحريض سياسى جزائرى و فرضوا ضرائب مهولة بدون مقدمات و بالتالى دور قطر ايضا غير خافى خاصة يعن بعد تمويل امير قطر لضحيفة الشروق الجزائرية التابع لسعيد بوتفليقة و التى تخصصت فى الشتم ضد مصر و التحريض ضدها اما استثمارات قطر القادمة التى اشترطت طرد المصريين فمعروفة جدا

أين العقلاء؟
الوليد -

ومين اللي يروح يستثمر في دولة زي الجزائر..؟! لا قانون ولا أمن ولا نظام, شعب دموي بالفطرة يذبح فيه الأخ أخوه بأسم الدين. وما زال البحث جاري عن جزاري عفواً جزائري عاقل ينزع فتيل الأزمة.

لا نريد وصايتكم
محمد -

الجزائر دولة قوية بشعبها و مؤسساتها و اقتصادها رغم المشاكل الموجودة، ثم الجزائر مرت بفترة عصيبة و كانت تعاني من حصار غير معلن من كل العالم و بقت الجزائر واقفة ثابتة على مواقفها حريصة على مبادئها رغم كل شيء و من هذا المنطلق لا يخيفنا أحد بالمقاطعة رغم أن الجزائر ليست من دعاتها و اليوم وقفنا في وجه فرنسا و أوربا و اتخذنا قؤاؤات جريئة لحماية اقتصادنا الوطني و على الاخوة المصريين أن يرفعوا مستوى النقلش و يعلموا أن الجزائر ُاني دولة افريقية من حيث الناتج القومي بأكثر من 255 مليار دولار

موتوا بالغيرة
عواطف -

لنقدر نقولها هي هذه البداية و مازال مازال.الخطا على الجزائر عندما قبلت ان يدخل للاستثمار فيها شعب( كالقطط تاكل و تنكر).الجزائر بالمصرائلين او من دونهم فهي تكتب اسمها من ذهب مع كل الشعوب رغم انف الحاسدين ..عكس من وضع يده في يد الصهاينة بحجة العلاقات و المصالح و تحت اطار السلام.و في الاخير يريدون ان يقطعوا العلاقات معنا اقولها وبكل فخر مصر هي الخاسرة الاولى لانه الف من يتمنى الاستثمار فيكي يا بلد العروبة و الكرامة و اكبر دليل اخواننا الكويتين اسالوهم و هم يجيبوا..صح عيد كل العرب الي يحبوا الجزائر و الي يكرهونا اشربو من البحر ما تهموناش

تحيا الجزائر والعرب
سمير -

الجزائر منحت الرخصة لاوراسكوم والوطنية الكويتية لتعزيز العلاقات العربية ولسد الطريق امام الشركات الاوربية التي تجتهد الى الان في الحصولعلى الرخصة للعمل في الجزائر .اظن انه يؤثر فعلا على الشركة هذه الحملة من الدكاكين الاعلامية في مصر على وراسكوم ..لكن نحن لسنا شعب عنصري لكي نتجه الى مقاطعة الشركة لاننا نحن من بنيناها واعطيناها هذه المكانة وليس 4 مليارات دولار التي تتكلم عليها

وبعدين
ايمان الوكيل -

وضعنا اموالنا واقتصادنا واستثماراتنا في دوله نست ان اسمها خسائر وبالخطا انعمت عليه الجامه العربيه وصححته الى جزائر