السفير البريطاني في المنامة: 720 مليار جنيه الصيرفة الإسلامية في بريطانيا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وقال السفير البريطاني في البحرين في لقاء خاص بـ "أسواق": "تميز قطاع الصيرفة الإسلامية في السنوات القليلة الماضية بالحيوية والنمو المستدام جعلتا منه قطاعا ضخما ومشجعا للغاية، وما دعم موقفه هو الموقف القوي لهذا القطاع في وجه الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل عام وأزمة البنوك بشكل خاص، فالمصارف الإسلامية تعتبر نموذجاً عالمياًّ حقيقياًّ للمصرفية يعمم المنفعة المتبادلة كأساس للنمو والتوازن المالي البيئي كأساس للتخطيط". ويرى السفير أن للمصارف الإسلامية مستقبلاً زاهراً ليس فقط في أسواقها التقليدية وإنما أيضاً على الساحة العالمية.
أوجه التشابه
السفير البريطاني أكد أوجه التشابه بين البحرين والمملكة المتحدة في مجال الصيرفة الإسلامية قائلا: "تعتبر البحرين مركزا للصيرفة الإسلامية في المنطقة، كما تعتبر المملكة المتحدة كذلك في أوروبا، حيث تهتم المملكة المتحدة عبر سفارتها في البحرين بتطوير هذه الصناعة الضخمة" موضحا: "لم تتضرر الصيرفة الإسلامية بالأزمة الاقتصادية العالمية بالمقدار الذي تضررت فيه بقية التعاملات التجارية، لاعتمادها على التعامل في الأصول مبتعدة عن الاستثمارات العقارية، مما يجعل منها صناعية عاملية مهمة جدا".
وتحدث السفير عن مكانة البحرين كمركز مالي إسلامي عالمي قائلا: "هناك العديد من الأسباب التي تجعل من البحرين مركزا ماليا إسلاميا عالميا، فقد تم بناء ركائز المركز المالي على أسس متينة مبنية على الخبرة الطويلة، وبتشريعات وقوانين دولية تضمن متانة القطاع، كما أن مصرف البحرين المركزي، هو من أهم وأقدم الماصارف المركزية في المنطقة الذي يعتمد التشريعات الدولية المحكمة، بالإضافة إلى توافر العنصر البشري الخبير في هذا المجال على مدار العقود الماضية أكثر من أي بلد آخر في العالم".
وأشار باودن إلى أن المملكة المتحدة تعتبر الأكثر نضجا من بين الدول الأوروبية في مجال الصيرفة الإسلامية، فبورصة لندن هي إحدى القاعات الأولى التي تم إدراج منتجات متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية فيها على الصعيد العالمي، فقد تم إدراج 19 من الصكوك (السندات) والتي جمعت حتى الآن 11 مليار دولار (4.2 مليارات دينار)، وهو ما تجاوز ما تم جمعه في بورصة دبي ناسداك، كما تضم المملكة المتحدة 18 مكتبا قانونيا يقدم خدماته في مجال الصيرفة الإسلامي، ودراسة الصيرفة الإسلامية في الجامعات البريطانية، بما في ذلك المؤهلات المعتمدة عالميا باللغة العربية.
"كما أن الصيرفة الإسلامية في المملكة المتحدة تم تدشينها من قبل المسلمين البريطانيين، أي أنها محلية أصلية وليست مستوردة، دعمتها الحكومة والمشرعين والمجتمع الاقتصادي مما جعلها تتطور وتنمو بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية" والحديث للسفير باودن. وعن العلاقات المالية بين البحرين والمملكة المتحدة أوضح السفير أن هناك علاقة متينة ومتناسقة بين المملكتين، وتعاون دائم لتطوير القطاع المصرفي الإسلامي بين الجهات المشرعة في المملكتين، وتبادل للخبرات.وذكر السفير أنه بعد الأزمة العالمية هناك اتجاه للتعلم من الأخطاء وتخطي الأزمة واعتماد أساليب تحمي من الوقوع في أزمة مستقبلا، والعمل على تقليل تداعيات الأزمة العالمية والتي تعتبر الصيرفة الإسلامية الحل الأمثل لها.
ويحضر المؤتمر العالمي السادس عشر للمصارف الإسلامية أكثر من 1200 من قادة القطاع وصانعي القرار، لمناقشة الاتجاه المستقبلي للقطاع المالي الإسلامي، حيث أكدت اللجنة المنظمة للمؤتمر أنه تم تهيئة الأجواء لإجراء مناقشات من شأنها تشكيل المشهد الاقتصادي لمرحلة ما بعد الأزمة حيث تحتاج البنوك الإسلامية إلى إدارة المخاطر والبحث عن أسواق نمو جديدة وتلبية تطلعات السوق والمحافظة على قدراتها التنافسية.
17 مؤسسة مالية بريطانية تشارك في المؤتمر العالمي السادس عشر للمصارف الإسلامية الذي يعقد في البحرين في الفترة ما بين 6ـ8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي تحت شعار "استراتيجيات جديدة لواقع اقتصادي جديد"، هي اليانز جلوبال انفستورز، أميري كابيتال، BLME (بنك لندن والشرق الأوسط)، لوكيت أن برمنغهام، IFAAS (التمويل الإسلامي للخدمات الاستشارية)، SII (معهد الأوراق المالية الاستثمارية)، مؤسسة التمويل الدولية (مجلس الخدمات المالية الإسلامية)، نورتون روز، (معهد تشارترد للمحاسبين الإداريين)، DDCAP المحدودة، بي دي أو، المؤسسة العربية المصرفية، بنك غيتهاوس، كي بي ام جي، سيمونز اند سيمونز، الأولمبية عن طريق برمجيات ERI، وبورصة لندن.
التمويل الإسلامي
وقال السفير عن المشاركة: "تشارك الشركات والمؤسسات المالية البريطانية في المؤتمر منذ سنوات، وكانت تمثل المشاركة الأكبر العام الماضي، ويتوقع ان تكون كذلك العام الحالي من خلال مشاركة 17 مؤسسة، فبريطانيا تدعم مثل هذه المشاركات التي تعزز العمل في قطاع الصيرفة الإسلامية وصناعتها".وأشار السفير إلى مائدة حوار المملكة المتحدة التي يستضيفها المؤتمر تحت عنوان: "التمويل الإسلامي في أجواء اقتصادية جديدة، كيف يتسنى لنا ضمان حماية المستثمر في عالم ما بعد الأزمة؟" والتي تديرها مقدمة تقرير الأعمال في الشرق الأوسط على تليفزيون "بي بي سي وورلد" نعمة أبو وردة، كما تعرض مائدة حوار المملكة المتحدة عدة محاور منها كيف اختبرت الأزمة المالية نموذج التمويل الإسلامي؟ كيف يمكننا الترويج للفروقات وإيجاد أفضل حلول التمويل البديلة؟ هل يشهد السوق انكماشاً في الفرص أم أنها انزوت تماماً؟ وما هي الفرص المتاحة؟ هل انتقلنا من التقليدية إلى التوجّه العام وفتحنا أبواباً جديدة للشراكة الدولية؟ ويتحدث فيها الرئيس التنفيذي لبنك لندن والشرق الأوسط همفري بيرسي، مدير إدارة الخدمات المالية والاستثمارية الإسلامية بـ"كيه بي إم جي" دارشان بيجور، مدير منتجات الديون والأوراق المالية المتخصصة بسوق لندن للأوراق المالية جيليان والمسلي الرئيس التنفيذي ببنك "جيتهاوس" ريتشارد توماس، وشريك ورئيس التمويل الإسلامي بـ"سيمونز آند سيمونز" منير خان.
ومن المقرر أن يتحدث في المؤتمر عدد من كبار الشخصيات من بينها محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج، ومحافظ سلطة النقد في سنغافورة هينغ سوي كيت، وزير الصناعة والتجارة في كازاخستان عزت عيسى كيشيف، والرئيس التنفيذي والمدير العام للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص خالد العبودي، وهي ذراع القطاع الخاص في البنك الإسلامي للتنمية. ويرى السفير باودن أن المؤتمر يقام في وقت مهم بالنسبة إلى الصيرفة الإسلامية وخصوصا بعد الدور الذي أدته خلال الأزمة العالمية لمدة أكثر من عام، وهو أمر مهم بالنسبة إلى العاملين في القطاع والعاملين على تطوير القطاع عالميا، والحديث للسفير، مؤكدا: "نأمل أن نرى نموا في عدد ونوعية الحضور إلى المؤتمر العام الحالي، حيث تستعرض المؤسسات المالية الإسلامية البريطانية ما لديها من منتجات وعمليات في هذا المجال".
الوضع الحالي
أين المملكة المتحدة من الأزمة الاقتصادية العالمية؟ سؤال طرحته } على السفير البريطاني في البحرين جيمي باودن فأجاب: "ستوضح نتائج الربع الأخير من العام الحالي الذي ينتهي نهاية الشهر الحالي أننا في طريقنا لتخطي الأزمة، فنحن نركز على الحلول وتطوير المسؤولية العالمية للخروج من الأزمة، كما أننا نعمل على تطوير صناعة الصيرفة الإسلامية حتى نضمن عدم حدوث مثل هذه الأزمات في المستقبل".وأضاف: "لا تزال نسبة البطالة مرتفعة رجوعا إلى النسبة التي كانت عليها في تسعينات القرن الماضي، إلا أنها مستقرة منذ الصيف الماضي ولم تشهد هبوطا أو ارتفاعا يذكر، فـ90% من البريطانيين تأثروا بالأزمة، ولكنهم لا يزالون يعيشون بشكل جيد"، وتوقع أن تتخطى بريطانيا الأزمة في العامين المقبلين أسرع من الدول الأخرى في منطقة اليورو. وعن أثر أزمة ديون دبي التي تم الإعلان عنها الشهر الماضي قال السفير البريطاني لدى البحرين باقتضاب: "أنا لست خبيرا اقتصاديا، ولكن ما أراه أن الأزمة ليست كبيرة عالميا، ولكنها جدية وحقيقة بالنسبة إلى المدانين، وعلينا أن نتعلم من هذه الأزمة أن الأزمة الاقتصادية العالمية لم تنته بعد ولا تزال تداعياتها مستمرة وعلينا التعامل معها".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف