اقتصاد

الإنفلونزا المكسيكيّة.. قشة انتشلت شركات الأدوية من الغرق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تأثرت معظم الشركات العالمية بالركود الإقتصادي الذي يعيشه العالم ولم تكن شركات الأدوية بمنأى عن التأثر. فمعظم هذه الشركات كانت على وشك إعلان افلاسها تأثرًا بالأزمة الماليّة العالميّة، عندما ظهر فيروس ايه اتش 1 إن 1 المتحور في الوقت المناسب ليكون بمثابة القشة للغريق الذي تعلق بها خوفًا من الغرق، وهذا هي حال شركات الأدوية التي حوّلت نشاطاتها إلى انتاج اللقاح المناسب المضاد للإنفلونزا المكسيكيّة.

واشنطن: منذ أن أعلنت منطمة الصحة العالمية تحوّل المرض إلى وباء عالمي وحالة من الذعر والهلع تسود بين الناس في العالم أجمع، وأصبح موضوعًا مثارًا في الصحافة العالمية والشغل الشاغل لها وللناس. ودخلت شركات الأدوية العالمية والمختبرات في تنافس على كيفية إيجاد دواء أو مصل مناسب يستطيع انقاذ البشرية من براثين هذا الفيروس. وقد رصد تقرير أميركي أنه في ظل الأزمة المالية العالمية وما يعانيه العالم أجمع من ركود اقتصادي إلا أن معظم شركات الأدوية حول العالم إستطاعت أن تحقّق أرباحًا هائلة تقدر بمليارات الدولارات، وذلك من خلال استثمارها في تصنيع اللقاحات المضادة لفيروس ايه اتش 1 إن 1، المسبب لهذا المرض. مما شجع شركات أدوية أخرى لم تكن ترغب الدخول في مضمار انتاج اللقاحات سابقًا إلى البدء في عمل انتاج لقاح الإنفلونزا لأنه مربح عالميًا.

فقد باعت شركات الأدوية حتى الآن ما قيمته 1,5 مليار دولار من جرعات لقاح انفلونزا المكسيك إضافة إلى حوالى مليار دولار قيمة اللقاح الموسمي من الإنفلونزا العادية،وما بيع حتى الآن ما هو إلا جزء من سوق لقاح أكبر من ذلك بكثير وتصل قيمته إلى 20 مليار دولار. وذلك على حسب ما ذكر في التقرير هذا ويعد سوق اللقاحات من أكثر الأسواق نموًّا وازدهارًا لشركات الأدوية في الوقت الحالي التي تعاني منه جميع القطاعات بسبب الركود الإقتصادي. وكان المتحدث باسم شركة " شركة كالوراما" لأبحاث السوق بروس كارلسون قد أكد أن سوق اللقاح في ازدهار وهي منطقة نمو هائلة لشركات الأدوية في وقت لا تتمتع فيه المجالات الأخرى بأداء جيد.

وهذا ما أدى إلى دخول شركات عدة في مجال تصنيع اللقاح على الخط كونها تجارة مربحة في الوقت الحالي، وكيفية تأثير ذلك على حجم أرباح تلك الشركات. فقد استثمرت شركة "جونسون آند جونسون" 444 مليون دولار في شركة هولندية متخصصة في التكنولوجيا الحيوية في تصنيع لقاحات الإنفلونزا وتطويرها. وفي صفقة بلغت 6 مليارات دولار استطاعت شركة "أبوت لالس العملاقة" شراء شركة بلجيكية لتصنيع الأدوية بجميع منشآتها المخصصة لتصنيع اللقاحات. أما شركة "ميرك شارب أند دوم" والتي تقوم بتصنيع اللقاحات لأمراض أخرى فقد عقدت صفقة لتوزيع لقاحات الإنفلونزا التي تصنعها شركة "سي. إس . إن" الإسترالية. هذا وقد قام مختبر "سانوفي افنتيس" الفرنسي والذي يعد أكبر مختبر لإنتاج اللقاحات في العالم في البدء بإنتاج اللقاح قبل الحصول على الترخيص. كما وفازت شركة "جلاسكو"الشهر الماضي بأوامر شراء إضافية من 22 حكومة للقاح انفلونزا الخنازير في الشهرين الماضيين وهو ما قد يرفع العدد الإجمالي للجرعات المطلوب شرائها إلى 440 مليون جرعه هذا بإضافة 149 مليون أمر شراء جديد منذ شهر أغسطس/آب الماضي.

كما وأعلنت شركة شوجاي للصناعات الدوائية في اليابان عن صافي أرباحها ليصل إلى 46 مليار دولار بدلاً من 40 مليار دولار وذلك بعد انتشار المرض.
وهذا ما يؤكد حجم الأرباح والمبيعات التي حققتها الشركات منذ تفشي المرض. كما ويحدد حجم الأرباح التي منيت بها الشركات جراء إعلان مرض انفلونزا الخنازير على أنه وباء عالمي من قبل منظمة الصحة العالمية. وفي السياق ذاته وعلى الرغم من من التساؤلات والضجة التي أثيرت حول اللقحات ومدى خطورتها والضمانات المقدمة معها ومدى صلاحيتها وخلوها من الآثار الجانبيّة، إلا أن العديد من الدول كأميركا ودول الخليج ومصر وغيرها من البلاد الأخرى سارعت لشراء حصتها من هذه الأدوية وتوزيعها على الناس على شكل تطعيم.

فقد عقدت شركة( جلاسكو) مجموعة من الإتفاقات مع حكومة الولايات المتحدة لإمدادها بمنتجات للعلاج من الوباء قيمتها 250 مليون دولار أخرى من أصل 884 مليون دولار خصصتها الحكومة الأمريكية لعقود شراء اللقاحات من شركة (باستر وبيو كريست). ودخلت شركة ( تبوك) للأدوية في السعودية فياتفاق مع شركة ميديكاجو الكندية للأدوية لإنتاج وبيع اللقاح في الشق الأوسط، كما وحصلت شركة (جلفار) الإماراتية على الحقوق الحصرية لتصنيع لقاح مضاد لفيروس ايه اتش 1 أن 1 من شركة (هوالان) الصينية للهندسة الييولوجية.

وتحاول منظمة الصحة العالمية توفير اللقاح بالمجان ولكن ما ستستطيع المنظمة توفيره سيكون فقط للعاملين في المجال الصحي لحمايتهم من المرض كي يستطيعوا تقديم العلاج للناس، هذا مع حثّها المستمر على ضرورة تعميم التطعيم على نصف الكرة الجنوبي من الأرض قبل حلول موسم الإنفلونزا العادي لعام 2010. في الوقت الذي تزعم فيه شركات الأدوية أنها لا تستطيع انتاج أكثر من 3 مليارات جرعة من اللقاح المضاد للإنفلونزا المكسيكية، حجتها في ذلك أن الطاقة العالمية لإنتاج اللقاحات للإنفلونزا محدودة وغير كافية وغير قابلة للزيادة مع أن سكان الكرة الأرضية يبلغ عددهم ما بين 6.5 إلى 7 مليارات نسمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كذبوا الكذبةوصدقوها
e moosa -

مصائب قوم عند قوم فوائد ...