مخاوف ديون دبي تنتشر أبعد من دبي العالمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: أضرت المخاوف من مشكلات ديون دبي غير قاصرة على مجموعة دبي العالمية ثقة المستثمرين في منطقة الخليج العربية وتسببت في هبوط حاد للاسهم في أنحاء المنطقة يوم الاربعاء.
ولم يحصل المستثمرون على ايضاحات منذ أعلنت دبي في 25 من نوفمبر تشرين الثاني أنها ستطلب تأجيل سداد مدفوعات مرتبطة بديون دبي العالمية في الوقت الذي تعيد فيه اصلاح المجموعة التي تبني وتدير كل شيء من الموانيء حتى الشقق الفاخرة.
وفي الوقت الذي سعت فيه حكومة دبي لاستثناء شركات مربحة من اعادة الهيكلة التي يبلغ حجمها 26 مليار دولار لدبي العالمية أدت المخاوف بشأن الديون الى خفض التصنيفات الائتمانية لجميع الشركات المرتبطة بالحكومة وسط مخاوف من جانب المستثمرين من أن الحكومة لن تسارع الى مساعدة الشركات وقت الشدة.
وقالت مؤسسة التصنيف الائتماني موديز يوم الاربعاء انها تراجع تصنيفات الشركات المصدرة لسندات والمرتبطة بحكومتي دبي وأبوظبي والحكومة الاتحادية.
وقال كيث ادواردز رئيس ادارة الاصول بشركة المستثمر الاول ومقرها الدوحة "لن تنظر البنوك الدولية لذلك على أنه مشكلة لدبي العالمية. سينظرون اليه على أنه مشكلة لدولة .. مشكلة اقليمية."
وتستحق صكوك بقيمة 3.5 مليار دولار أصدرتها شركة نخيل التابعة لدبي العالمية يوم 14 من ديسمبر كانون الاول الحالي. وقالت مصادر ان أمين الاصدار دويتشه بنك عقد مؤتمرا عبر الهاتف يوم الاربعاء لحملة الصكوك لتنسيق العملية الادارية لكن لم يتضح ماذا سيحدث بعد ذلك.
وقال ديفيد باتر مدير منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا لدى وحدة ايكونوميست للمعلومات "سيكون من الصعب الان اعادة تمويل أي شيء يحمل اسم دبي.
"كشفت الازمة الصعوبة التي ستواجهها سلطات دبي في محاول تطويق مواطن المشكلات الحقيقية."
وقالت هيئات تصنيف ائتماني ان تخفيض التصنيفات قد يفضي الى تعجيل سداد ملياري دولار من ديون هيئة كهرباء ومياه دبي المملوكة للحكومة لكن مسؤولا بالهيئة نفى التقرير بوصفه مجرد تكهنات.
لكن فيما يسلط الضوء على المشكلات المحتملة لشركات أخرى في دبي باعت وحدة تابعة لدبي القابضة - المملوكة لحاكم دبي - حصتها في بنك الاستثمار المصري هيرميس القابضة.
وقالت اعمار العقارية التي تتخذ من دبي مقرا يوم الاربعاء ان مجلس ادارتها قرر عدم المضي قدما في اندماج مقترح مع ثلاث شركات مملوكة لمجموعة دبي القابضة لان "نتائج الدراسات أثبتت أن خطة الاندماج التي تم طرحها للبحث أثبتت عدم الجدوى الاقتصادية لتلك الخطوة".
وقال محلل مقيم في دبي طلب عدم الكشف عن اسمه ان المستثمرين كانوا يخشون من أن تضغط الحكومة على اعمار لشراء أصول رخيصة تابعة لدبي القابضة بثمن مرتفع.
وأضاف "لا أحد يعلم قيمة دبي القابضة.. في حين يمكننا تقييم أصول اعمار. مبعث القلق الرئيسي هو أننا لا نعلم حجم دين دبي القابضة أو اجمالي التزاماتها."
وقالت حكومة دبي بعد ظهور الازمة ان الاصول المملوكة لها مثل طيران الامارات لن تباع لسداد ديون دبي العالمية الا أن بعض الاصول المملوكة للمجموعة نفسها يمكن أن تباع.
وقالت دبي العالمية ان أصولا مملوكة لها مثل استثمار العالمية - المالكة لسلسلة متاجر التجزئة الامريكية الفاخرة بارنيز - وموانيء دبي العالمية ومنطقة جبل علي الحرة لن تكون جزءا من اعادة هيكلة الديون.
وأضافت يوم الثلاثاء شئركة بناء السفن الاحواض الجافة العالمية- دبي الى قائمة الشركات التي لن تباع.
الا أن استثمار العالمية خسرت فندق دبليو في مانهاتن في مزاد وفاء لديون يوم الثلاثاء مقابل مليوني دولار بعدما اشترته بقيمة 282 مليون دولار في 2006 في مؤشر على أن دبي العالمية قد تواجه صعوبة في الاحتفاظ بأصول ثمينة.
ومع نفاد الوقت أمام التوصل الى اتفاق بشأن صكوك نخيل قال مصرفيون ان حملة الصكوك ربما يضطرون لقبول بعض الخفض في القيم الامر الذي يترك دبي العالمية حرة للتفاوض مع حملة الديون الاطول أجلا.
وقال مسؤول مصرفي "ينبغي للبنوك العمل لارساء الاستقرار بالسوق وتحقيق ذلك بعدم التراجع خلف الدائنين الاخرين."
لكن أقلية من حملة صكوك نخيل الذين بدأ صوت بعضهم يتعالى يطالبون بسداد مستحقاتهم وهو ما قد يدفع نخيل ودبي العالمية نحو العجز عن السداد الامر الذي يمكن أن يحمل ضررا محتملا بالمطالبات الاكبر.
وتراجعت تكلفة تأمين ديون دبي من اعادة الهيكلة أو العجز عن السداد بشكل حاد يوم الاربعاء مع تزايد قلق المستثمرين بشأن اعادة هيكلة دبي العالمية.
وتراجعت صكوك نخيل التي تستحق في ديسمبر نقطتين يوم الاربعاء الى 45 سنتا للدولار مقارنة مع 110 سنتات قبيل اعلان طلب تعليق السداد.
وقال روي تشيري نائب الرئيس لدى شعاع كابيتال "هذا في الحقيقة لا يدعم قدرة نخيل على الوفاء بالالتزامات في الاجل القصير."
وفاقمت نخيل أزمة الثقة يوم الاربعاء بعدما أظهرت بياناتها المالية نمو التزاماتها بنسبة سبعة في المئة في النصف الاول من العام وتكبدها خسائر تجاوزت 3.6 مليار دولار.
وأغلق مؤشر دبي منخفضا بنسبة 6.4 في المئة مسجلا أدنى مستوى في 38 أسبوعا وتراجعت أسهم جميع شركات الانشاء والعقارات بالحد الاقصى المسموح به في يوم.
وقادت دبي تراجع جميع أسواق الخليج العربية رغم تطمينات من مسؤولين كبار بالمنطقة بأن اقتصادها قوي.