سكّان أميركا الجنوبيّة ينفقون أموالهم كلها في زينة الميلاد ورأس السنة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مهما كانت الظروف الاقتصاديّة والماليّة في أي بلد من بلدان أميركا الجنوبيّة، فإنَّ كل فرد فيها يعتبر عيد الميلاد من الاعياد الدينيّة التي يجب أن تكون أيّامه مميّزة عن ايّام السنة، لذا يلجأ الكثيرون الى الاستدانة اذا ما لزم الأمر من اجل توفير لوازم العيد من الشجرة وزينتها والملابس الجديدة وحتى الطعام الخاصة به. ففي كوستاريكا بدأت موجة التبضع منذ بداية هذا الشهر كما زينت المحلات والاسواق الشعبية بأبهى الزينات والبضائع التيتم إستيرادجزء كبير منها من تايلندا والصين وبعض البلدان المجاورة.
سان خوسيه: يزداد الازدحام في شوارع العاصمة سان خوسيه بالتحديد لأن آلاف تلاميذ المدارس في عطلة الصيف، ويريدون اما شراء ملابس لهم او هدايا للاصدقاء او افراد العائلة. ولا تبخل العائلة بشراء آخر التقنيات كالالعاب المسلية التي تصل من الصين او الولايات المتحدة الأميركية على الرغم من أسعارها العالية، لكن الملابس بالنسبة إليهم مهمة ايضًا،لأنها ستكون لحفلة رأس السنة حيث يقضي اغلبهم هذه الليلة في فنادق تقيم الحفلات الخاصة. وعلى الرغم من ارتفاع اسعار بطاقات الدخول، لم تعد هناك اماكن للحجز منذ الشهر الماضي.
وتحاول فتيات الطبقة المتوسطة خاصة في سن المراهقة شراء اجمل الملابس بغض النظر عن ثمنها وحسب اخر صرعات الموضة، وتصرف الواحدة منهن كمعدل متوسط 50 دولارًا،على الرغم من أنّ الدخل الشهري للفرد لا يتعدى الـ400 دولار. هذا لا يعني عدم وجود حفلات للكبار، وهي كثيرة وتقام عادة في الفنادق الفخمة وتصل تكاليف السهرة الى اكثر من مئة وخمسين دولار.
لكن هناك عائلات تفضل قضاءعيد الميلاد على الساحل، مثل شاطئ بنتريناس الجميل ويقع على المحيط الهادئ. اما ليلة ال24 من الشهر الجاري اي مولد السيد المسيح فتكون عادة ضمن العائلة حيث تزخر المائدة بأطيب المأكولات من اللحوم والطيور، اضافة الى اكلة تاماليس المشهورة وهي رز مع لحم وذرة يلف في ورق الموز. كما تنظم بلدية العاصمة بعد ذلك احتفالات كثيرة منها ما يسمى باحتفال " توبه" اي استعراض الخيول في جادة باسيه كولون وهي افخم شارع في العاصمة، وتصل تكاليف هذا الاحتفال لوحده الى اربعة ملايين دولار. وعيد الميلاد هو مناسبة ايضًا لتحقيق ارباح كبيرة حيث تصل ايرادات مبيعات الزينة وشجر عيد الميلاد الى اكثر من 10 مليون دولار، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه الثلاثة مليون نسمة.
ولا يختلف الامر كثير في ما يتعلق بشراء الملابس في البرازيل، فهناك احصائية لمكتب مبيعات التجزئة تقول بان قيمة مشتريات الفرد في هذه المناسبة تصل إلى مئة دولار كمعدل متوسط. بينما تقدر قيمة الزينة التي تشتريها العائلات في هذا المناسبة والطعام الى 600 مليون دولار تتضمن ايضًا الاسهم النارية التي تطلق في راس السنة.
واستثمرت العاصمة البرازيلية في ريو دي جنيرو هذا السنة اكثر من 14 مليون دولار من اجل تزيين شجر الميلاد في اربعة شوارعتحتوي على14 متجرًا فخمًا. ومن اجل ابراز مفاتن المدينة التي تعج بالسياح صيفًا شتاءً، نصبت في ساحتها شجرة عيد ميلاد يصل طولها الى 85 مترًا، لتنافس بذلك ساو باولو التي وصل ارتفاع شجرة العيد لديها الى 75 مترًا، وتعدت تكاليف الزينة الى اكثر من 3،6 مليون دولار. وتتحول الاسابيع الاخيرة قبل عيد الميلاد الى ماراتون شراء، فالكل يريد شراء اجمل الملابس والهدايا، والعادة الجديدة لدى البرازيل اليوم شراء العطور بكثرة، اضافة الى الهواتف النقالة التي اصبحت اسعارها رخيصة.
الا ان العاصمة المكسيكية أرادت أن تدخل في منافسة شديدة مع ريو دون ان تعطي اي اهمية للازمة الاقتصادية التي تطحنها بل لابراز جمال عيد الميلاد لديها، حيث دشن رئيس بلدية العاصمة المكسيكية مارشيلو ابرادر يوم السبت الماضي اعلى شجرة ميلاد في العالم ووصل ارتفاعها الى 110 مترًا، وزينت الشجرة بمليون ضوء وقطعة زينة خاصة لمناسبة اعياد الميلاد ووصل طول الشريط الكهربائي الذي يضيء الزينة الى 72 كلم ويعطي اضواءً حمراء وزرقاء وبيضاء وهي في الوقت نفسه ألوان الزينة. وتريد المدينة ادخال هذا الشجرة التي تزين حي المصارف في كتاب غينس.
غيران تشيلي دشنت بمناسبة عيد الميلاد وراس السنة مشروعًا آخر يفيد السياح، حيث بنت في جنوبسان ديغو دي تشيلي العاصمة اكبر مسبح في العالم تريد ان تدخله هي بدورها الى كتاب غينيس، ويصل طوله الى 90 كلم. وتصل مساحة هذا الخليج الاصطناعي الى 8 هكتارات مربع بطول 1013 أمتار وبعمق حتى 35 مترًا، ومياه لا تنزل حرارتها عن العشر درجات مئوية. وهذا امر مريح بالنسبة إلى درجة الحرارة العالية هناك. وتصل تكاليف صيانة هذا المسبح واجور العاملين الى حوالى 4 مليون دولار وتنتظر ان يجذب هذا المسبح العملاق السياح من كل اقطار العالم، وسوف يكون هدف المحتلفين بعيد الميلاد ورأس السنة.ولا يوجد في فنزويلاالبذخ نفسه، كما في المكسيك او البرازيل. لكن يعتبر هذا العيد مميز جدًا، وتقول بيانات وزارة الاقتصاد بأن المحلات التجارية للملابس والادوات الكهربائية واللالكترونية سجلت حتى منتصف هذا الشهر مبيعات بقيمة ثلاثة مليارات دولار، الا ان مبيعات قطاع المواد الغذائية خاصة اللحوم والطيور فقد اقتربت الى الرقم القياسي هذا العام وسجلت مليارًا ونصف مليار دولار.
واهتمام الفنزويليين بالسياحة الداخلية يزداد في اعياد الميلاد، حيث سجلت جزيرة دي مارغريتا التي اكتشفها كولومبوس عام 1498وتعتبر لؤلؤة الكاريبي حجوزات كبيرة جدًا، ليس فقط من داخل فنزويلا بل ومن خارجها وبالاخص من اسبانيا. وعلى الرغم من صغر حجم هذه الجزيرة لكن فيها عدد وفير من الفنادق التي حجزت منذ اشهر للسياح الوطنيين والاجانب. وعلى الرغم من وصف النظام الفنزويلي بالاشتراكي الا ان عيد الميلاد من اهم الاعياد الدينية لذا لا تغيب شجرة العيد عن اي بيت ايضا في المدن الكبيرة، ويصل ثمن تكاليفها من بين ال 30 دولا وحتى ال500 دولار وذلك حسب وضع العائلة الاقتصادي. وكما بقيت بلدان اميركا الجنوبية فإن ملابس العيد بالنسبة إلى الشباب من الامور المفروغ منها، الا ان الاهداء يكون اقل اهمية مقارنة مع بلدان مثل كوستاريكا او تشيلي والمكسيك. وتصل قيمة الهدايا الى حوالى عشرين دولارًا كحدّ متوسط. وكانت الهدايا في السابق لوازم للمنزل على الاغلب إلا أنّ التقينات المتطورة وخاصة الهواتف الجوالية والحواسيب حلت محلها، لذا يمكن القول إنَّ الهدية تتراوح ثمنها ما بين العشرين دولار والـ 500 دولار للعائلة الميسورة.